تأكيد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - في برقيته التي وجهها للقادة العسكريين والضباط وصف الضباط والأفراد بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية 1433ه - بأن الوطن اليمن محصن بإرادة أبناء شعبه ومؤسساته وكل الشرفاء المخلصين من أبنائه ليس مجرد مصطلح يتم التفوه به لإظهار أن اليمن قوي وقادر على مجابهة أية تحديات بل أن هذا التأكيد يستمد صحته ومصداقيته من وقائع ثابتة وشواهد راسخة لا تحتمل أي قدر من التشكيك، فقد برهن اليمنيون في كل المراحل للعالم اجمع أن التحديات مهما كان حجمها لا تزيدهم إلا صلابة وقوة واقتداراً وتلاحماً وتماسكاً وعزيمة وإصراراً على تجاوز ما يعترض طريقهم من مصاعب وتحديات. ومن هذه الحصانة الوطنية استطاع اليمن إنجاز العديد من التحولات والمنجزات في مختلف الميادين والمجالات كما تمكن من بناء مؤسسات الدولة الحديثة ومن ذلك مؤسسة القوات المسلحة والأمن التي أضحت اليوم على قدر عال من الثبات والتأهيل واليقظة والجاهزية والكفاءة يمكنها من أداء واجباتها الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار والذود عن حياض الوطن والدفاع عن سيادته والحفاظ على الشرعية الدستورية ومكاسب الثورة والوحدة والديمقراطية دون تلكؤ أو تردد. وستظل هذه المؤسسة على الدوام مصدر فخر واعتزاز كل اليمنيين الذين يرون فيها اليوم الأنموذج والمثال والقدوة في تجسيد قيم الوطنية والولاء للوطن والتضحية والإيثار من اجل هذا الوطن. ومما لاشك فيه أن مثل هذه الدلالات والمعاني النبيلة قد وفرت لهذه المؤسسة مناعة إضافية جعلتها على درجة من الوعي والفهم والاستيعاب لكل المرامي الخسيسة والنوايا الحاقدة على هذا الوطن التي يجد أصحابها في قدرة وانضباط هذه المؤسسة الوطنية رأس الحربة وحائط الصد والصخرة المنيعة التي تتحطم عليها كل الدسائس والأراجيف والمؤامرات والمخططات الإجرامية والإرهابية وغيرها. وبقدر اعتزازنا بدور هذه المؤسسة وما تقدمه من تضحيات من اجل وطنها وشعبها فإننا نشيد بدور منتسبيها وجميع أفرادها لتلك المواقف التي سطروها أكان ذلك على صعيد تأديتهم لواجباتهم أو في غيرها من الميادين في الدفاع عن الوطن وإفشال المرامي الساعية للانقلاب على الشرعية الدستورية وإقلاق الأمن والاستقرار ليثبتوا بحق أنهم أوفى الأوفياء لهذا الوطن وأعز الرجال في تمثيل القيم الوطنية الحقة. وبكل تأكيد ودون مكابرة أو انحياز فإننا أحوج ما نكون إلى الاقتداء بصناديد هذه المؤسسة الذين ترفعوا عن كل المفاهيم الصغيرة والقاصرة وكانوا أكبر من تلك النتوءات السقيمة والعليلة التي ماتزال معشعشة في عقول بعض المرضى الذين لم يتحرروا من ثقافة الماضي ومساوئها وظلوا يحملون هذه الثقافة التي تجاوزها الزمن ودفنها شعبنا دون رجعة بقيام ثورته المباركة 26 سبتمبر - 14 أكتوبر ومنجزها الوحدوي العظيم الذي أخرج الوطن من براثن التجزئة والتشطير والصراعات إلى فضاء الوحدة والديمقراطية والرخاء والنماء. ومع توقيع المبادرة الخليجية نأمل من أولئك الغارقين في الماضي استيعاب حقيقة الواقع وما تتطلبه المرحلة القادمة وبناء ما دمرته الأزمة التي اجتاحت الوطن على مدى عام وإخلاص النوايا والاضطلاع بالمسؤوليات التي تعد أهم بكثير من استنزاف الوقت والجهد والفرص والطاقات. والحق أن أبناء وأبطال المؤسسة العسكرية والأمنية الذين يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة هو الوطن والعمل على خدمته وإعلاء شأنه والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته وعزته وكرامته وامتلاك ناصية المستقبل، يقدمون مثالاً وطنياً يحتذى، وبالفعل فإنه لاحصانة للوطن إلا بحصانة أبنائه واعتزازهم بهويتهم الوطنية وأن الوطن أغلى ما نملك ومصلحته فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسية والذاتية والشخصية.