أثبتت الوقائع والأحداث التي شهدتها اليمن منذ أواخر شهر فبراير 2011 حتى اليوم ان الازمة السياسية قد كشفت حقائق مهمة وأظهرت للشعب اليمني من كانوا يلبسون أزياء الوطنية وكشفت عن أقنعة الزيف والخداع والتضليل التي كانوا يستخدمونها في تعاملهم مع الناس، وبعدد من الأسماء والأساليب باسم الوطن، والخطاب الديني، والتأثير العاطفي في قضايا المواطنين وشباب الوطن، عبر بعض وسائل الإعلام المحلية المختلفة والقنوات الفضائية الخارجية المحترفة في بث الأكاذيب وتزييف الحقائق وتضليل الناس عن الحقيقة التي بالتأكيد تخيفهم دائماً، وتزعجهم. كما ان الأزمات التي مرت بها اليمن بمختلف انواعها وتوجهاتها دوماً تصنع لنا أبطالاً وتظهر لنا معدنهم الاصيل الذي لا يتغير من خلال عدد من المواقف الوطنية الشجاعة التي اثبتوا بها صدق حبهم وولائهم للوطن وحب الانتماء لليمن، وعبر صمودهم وثباتهم امام كل المؤامرات والتحديات التي تهدد حياتهم وحياة كل أبناء اليمن وتهدد مستقبل كل الأجيال اليمنية.. نعم إن الأحداث التي صنعها المتآمرون على اليمن قد مكنت هؤلاء الرجال والشباب الشجعان والمرأة اليمنية من إفشال المخططات العدوانية والتخريبية التي استهدفت أمن واستقرار ووحدة اليمن ومنجزاته التنموية والديمقراطية والنظام الجمهوري. إن المناضل الجسور عبدربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية واحد من رجال اليمن الأبطال والشجعان الذين صمدوا أمام كل التحديات والمؤامرات التي استهدفت الوطن، وثبتوا على مواقف وطنية قوية أمام كل التيارات وأمام كل الضغوطات والمغريات التي بإمكانها أن تحل قضاياهم الخاصة.. ولكنها تهدد مصير الوطن وشعبنا اليمني العظيم.. ولكن بشيء من التأمل للأحداث وسيناريو الأزمة اليمنية نلاحظ كيف زج بها في أطار منظومة ما يسمى «ثورات الربيع العربي» التي هي في حقيقة الأمر تقضي وتحارب الثورات العربية التي قامت ضد الاستعمار والاستبداد والتخلف وضد الإمامة واستعباد الناس، وتلك الثورات التي يقف وراءها المخططون والمتآمرون ضد الأمة العربية واليمن التي هي جزء هام من خارطة الوطن العربي، صاروا معروفين لكل العالم.. ومن يقف خلفهم من طوابير الخونة والعملاء والمتمصلحين وغيرهم ممن كشفت لنا الأيام نواياهم وأعمالهم الحاقدة ضد أمتهم الإسلامية والعربية وأوطانهم، فلقد أرادوا أن يصفون حساباتهم في بعض الأقطار العربية وتلك الكيانات العدوانية تسعى لتحقيق غاياتها ومصالحها. المهم.. نعود لواقعنا اليمني الذي مشاكله وأزماته لا تحل إلا بالحكمة والحوار، اللذين بهما يفشل حكماء ورجال اليمن رهانات الأعداء الخاسرين دوماً، لأنهم لم يستفيدوا من دروس التاريخ الماضية في توجيه الشعب اليمني عبر العصور أقوى الضربات الموجعة لأعداء اليمن..وبالتالي فإن هذه الأزمةكما تحدثت سلفاً- قد أبرزت الأدوار والمواقف الوطنية لنائب الرئيس- عبدربه منصور هادي، وكشفت لكل أبناء الوطن، عدم استسلامه لكل الضغوط التي مورست ضده سواءً من داخل أو من خارج الوطن -الإقليمية منها والدولية- وقدمت له ايضاً كل المغريات التي تحقق كل أحلامه وأمنياته الشخصية، إلا أنه رفضها رغم كل المحاولات المتكررة التي قدمت له، وأكد لهم بصلابة ثباته وحكمته ورجاحة عقله وشجاعة مواقفه، أن حبه لليمن ووحدته وشعب اليمن العظيم لا تقدر بكنوز الدنيا كلها، واثبت حب وصدق ولائه وانتمائه لتراب اليمن الغالي، الذي لا شك بأن تاريخ هذا الوطن الغالي هو من سينصفه وسيسجل مواقفه تلك في انصع صفحاته، مثلها مثل مواقفه الوطنية في التصدي لدعاة الردة والانفصال، ودوره في حماية الوحدة الوطنية في عام 1994 م والتي انتصر لها شعبنا اليمني في 7 يوليو. إن تلك المواقف الوطنية وخاصة بعد تعرض فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وكبار مسؤولي الدولة لعملية إرهابية غادرة استهدفت حياتهم ونظام الحكم وهم يؤدون صلاة الجمعة في أول جمعة من رجب الموافق 3يونيو 2011م، في مسجد دار الرئاسة والتي نتج عنها استشهاد بعض قيادات الدولة وضباط وجنود ومواطنين وجرح وإصابة آخرين بإصابات خطيرة.. تلك المواقف قد أعطت للمناضل عبدربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية الحق الكامل في قيادة الوطن.. وبالفعل كان الرجل الجدير بذلك وبتلك القيادة الحكيمة في مواجهة كل أوجه وأنواع التآمرات التي سعت من خلال عدد من الأساليب التخريبية والعنف والقتل، وغيرها أن تدخل اليمن في حرب أهلية من خلال استخدام شباب اليمن محرقة ووقوداً فيها..، إلا أن نائب الرئيس قد وفقه الله في إفشال تلك المخططات والمؤامرات واستطاع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وإبعاد معظم الأسباب التي كان مخطط لها أن تجر اليمن لحرب أهلية لا سمح الله، والتقى بكل القوى السياسية في الساحة اليمنية، وعمل ليل نهار، وبشكل متواصل لإخراج اليمن من دوائر الصراع وقدم شرحاً لكل السفراء الأجانب والعرب عما يحدث في اليمن، وكذلك للمسئولين العرب والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجية ومبعوث الأممالمتحدة، وأوضح لهم كل الحقائق بشفافية كاملة عن الأزمة في اليمن، مؤكداً لهم تمسك القيادة السياسية في اليمن بحل مشاكلها بالحوار، والاحتكام لصناديق الاقتراع والانتخابات لمن يريدون الوصول للسلطة، والالتزام بما جاء في الدستور اليمني حول التداول السلمي للسلطة، ومؤكداً أيضاً استعداد اليمن لكل ما من شأنه إخراجها من هذه الأزمة وحل مشاكلها سواء كانت من الأشقاء أوالأصدقاء ومن خلال ما قدم منهم من آراء وأفكار تساعد اليمنيين على الخروج من الأزمة وعلى رأسها المبادرة الخليجية التي أبدى ايضاً رئيس الجمهورية ترحيبه بها رغم ما قامت به أحزاب اللقاء المشترك من مساعٍ لإفشالها ورغم ما قدمته الدولة والقيادة السياسية من تنازلات تلو التنازلات من اجل مصالح الوطن العليا وحقناً لدماء المواطنين. إن تلك المواقف الوطنية لنائب الرئيس ومعه كل الوطنيين الشرفاء المخلصين للوطن قد أزعجت المتآمرين والخونة وخاصة بعض وسائل الإعلام المحلية والفضائيات العربية والدولية التي نفذت حملات إعلامية أشبه ما تكون بالمعد لها مسبقاً.. وأزعجت تلك المواقف بعض الجهات والقوى والمراكز المشبوهة فحركت بعض أقلامها الحاقدة وجندت بعض خفافيشها المزروعين هنا وهناك لتنال من التجربة الديمقراطية في اليمن والتي شهد بنجاحها العالم والمنظمات الدولية والعربية، وأشادوا بها في العمل المؤسسي والتبادل السلمي للسلطة كخيار للشعب اليمني..، كما سعى المنافقون والمأجورون للنيل من مسيرة الوحدة الوطنية التي ترسخت بدماء الشهداء وكل الأبطال.. من خلال دس السموم وتحريف الحقائق في بعض الصحف الصفراء عما يحدث في اليمن. إن أبناء شعبنا اليمني الشرفاء أزعجتهم تلك الحملة الشرسة ضد نائب رئيس الجمهورية الذي كانت مواقفه الوطنية وصمودها أمام كل التحديات والمؤامرات قد أزعجتهم.. نعم أزعجتهم مثلما أزعجتهم الديمقراطية والوحدة الوطنية واستمرار عجلة التنمية والتطور التي تسعى لتحقيقها الدولة والقيادة السياسية وفقاً لخططها. ولا شك في أن المناضل الجسور عبدربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية لم ولن يتأثر بتلك الحملات الإعلامية التي استهدفته شخصياً من خلال بعض التصريحات الإعلامية أو الكتابات الحاقدة..، بل إن ذلك زاده قناعة بان هناك متضررين كثر أو قلة من استقرار الوضع في اليمن واستتباب الأمن..، وتأكد لنائب الرئيس أن الأقلام الحاقدة قد ساهمت أكثر في تمسك شعبنا اليمني بالتعددية الحزبية واحترام الإنسان..، وتأكد ايضاً لنائب الرئيس أن الجهود التي بذلتها الدولة في محاربة الفساد هي ما يزعجهم، وبالتالي فإن الجهود سوف تستمر لإستئصال وبتر جذور الفساد، والدليل على ذلك هو خوف الفاسدين من المحاسبة ولجوؤهم للهروب إلى ما يسمى ب«ساحات التغرير» ظناً منهم بأنهم سيفلتون من الحساب والعقاب، ومن المؤسف أن أولئك المفسدين وأحزاب اللقاء المشترك قد وظفوا مطالب وأمنيات الشباب التي من اجلها اعتصموا لحساب مصالحهم الشخصية والحزبية، وهذا دليل آخر يؤكد للجميع أن الأزمة في اليمن تكمن في انعدام القدرة على الفهم واستيعاب الخيار الديمقراطي وعجزت أحزاب المشترك وبعض القيادات الحزبي الفردية في المؤتمر الشعبي العام عن تطويع أفكارهم وفقاً لمفاهيم وقيم أخلاقية في الوقت ذاته لم تقم بتحديد أسس الحرية التي هي رديف العمل والفعل الديمقراطي. من حقنا ومن حق كل فئات المجتمع اليمني بكل شرائحه أن تستغرب وتستنكر هذه الحملة الإعلامية النكرة والأبواق والأصوات التي تدعي الصحافة.. وتستهدف نائب الرئيس.. ومعظم تلك العناصر المنزعجة تنتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح وغيرهم من المأجورين الذين مكنتهم بعض الصحف ووسائل الإعلام والفضائيات الخارجية من التطاول على هامة وطنية كبيرة متمثلة في شخص المناضل عبدربه منصور هادي- الذي له المكانة الرفيعة في قلوب كل اليمنيين الوطنيين الشرفاء والذي يحظى حتى باحترام خصومه في المعارضة.. أن المنزعجين من نائب الرئيس يحاولون بأقلامهم الحاقدة الإساءة إلى شخص الرجل الثاني في القيادة السياسية بدوافع معروفه يراد بها النيل من هذه الشخصية الوطنية الشامخة والكبيرة وتدل كتاباتهم ضده على المرض والحقد الدفين في قلوبهم على الوطن أولاً وعلى مكانة «أبو جلال» الكبيرة في قلوب اليمنيين ثانياً. وهنا أدعو أولئك الحاقدين أن يسألوا عن المناضل عبدربه منصور هادي قبل أن يكتبوا ضده لأنهم سرعان ما سيجدون الإجابة واضحة..، والرجل ليس بحاجة لشهادة احد، أو أن يدافع عنه احد، لان تاريخه ونضاله الوطني يكفي أن يخرس أقلامهم وألسنتهم، وان كتابات الحاقدين لن تستطيع النيل من هذه الشخصية الوطنية، فمهما حاولتم الكتابة ضده فان مصير حقدكم الفشل، وان من يقف خلف تمويل ذلك الهجوم والحملات الإعلامية ممقوت وسرعان ما اتضح خداعهم وزيفهم وتضليلهم وسيلقون مصيرهم المخزي المذل الذي يستحقونه.. ولا غريب على من فقدوا الأمل في النيل من مكانة «أبو جلال» هذه الشخصية الوطنية أن يكرروا محاولاتهم الميؤوس منها من اجل تحقيق غاياتهم ومصالحهم الشخصية والحزبية التي يركضون وراءها، والتي سرعان ما تزول.. أمام القيم الأخلاقية العالية والمبادئ الوطنية التي يقدمها «أبو جلال» في كل تعاملاته اليومية الحياتية بما فيها السياسية والحزبية وغير ذلك.. وإذا كان البعض يتحرى الأخطاء فسبحان الله الذي لا ينسى ولا يخطئ والكمال لله وحده ونحن بشر معرضون للخطأ والصواب طالما نحن نعمل، ولكن الحملات المسعورة لن تنال من كل الشرفاء والمحبين لهذا الوطن.. وإذا كانت مشكلة المواطن- عبد ربه منصور هادي انه نائب رئيس الجمهورية بكل ما يعني ذلك من هموم ومشاغل سياسية ووطنية وقومية وعالمية ومسؤولية كبيرة..ففي الأخير أؤكد للجميع بان نائب الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي ليس وحده المستهدف من الأقلام الحاقدة والمأجورة, فقد سبق وتطاولت تلك الأقلام على رمز هذا الوطن وباني نهضته ومحقق وحدته فخامة الرئيس علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية، وعدد من الوطنيين الشرفاء والمخلصين لليمن والأسباب كثيرة ولا نستطيع أن ننكرها وأهمها أن المنزعجين من كل الوطنيين المخلصين لوطنهم والمحبين له والمتفاخرين بانتمائهم لليمن قد كشفوا لنا وللأجيال اليمنية أن هناك اشخاصاً وافراداً وفئات من المجتمع قد تضررت مصالحهم من قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وان هناك متضررين من قيام ثورة 14 أكتوبر عام 1963م. كما أن هناك متضررين من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م..، وينبغي على الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب أن يدركوا أن أبناء الشعب اليمني يرفضون الوصاية عليهم من خارج وطنهم، ولا يقبلونها حتى من الداخل..، وان اليمن لن تكون عصاً لأحد.. وكل إناء بما فيه ينضح!!.