استمر قتل المدنيين وقصف الأحياء والحارات السكنية في مدينة تعز، هذه المدينة الحالمة دوماً بغد أفضل ومستقبل مزدهر.. من أيقظ تعز من حلمها الوردي ؟!لتغدو تعز تصحو وتنام على كابوس أحمر ونهار قاتم فيه سواد البارود ودوي الإنفجارات.. أقض مضاجعها لتعيش الرعب والخوف والفزع، من يوزع حمم الموت على الأحياء السكنية وكافة مديريات تعز الصامدة من يقوم بتفجير مساكن الآمنين وتمزيق أجساد الأبرياء وتشريد المستضعفين وتوزيع الموت على الأطفال والنساء والشيوخ ويسقط حقداً أسوداً وألسنةً من لهب وحقداً دفيناً على تعز المسالمة ويدك كل شيء جميل في تعز الأمن والأمان والسلام من يقوم بكل تلك الأعمال الوحشية والدنيئة ؟! لماذا هذا التآمر على الحالمة ولمصلحة من؟! لتبدو تعز اليوم مدينة أشباح شبة خالية جراء القصف الوحشي والعشوائي والقنص المستمر لكل من يتحرك والحصار المميت لأبناء المدينة فالمحلات التجارية مغلقه وشوارع المدينة خالية من المارة والمركبات ونزوح جماعي للسكان وتعطل أعمال المؤسسات الحكومية والخاصة ،وشبه توقف للحياة في مدينة الحياة الهادئة ،أي كابوس أحمر هذا الذي شوه وجه الحالمة وعكر صفوها لتصبح عاجزة عن النوم، عاجزة عن الحلم،أه يا تعز يا طيبة الهواء والناس تعز يا لؤلؤة اليمن أيتها الجميلة الرائعة الساحرة بطبيعتها وأهلها، من أطفأ بسمتك الجميلة ليحولك حزينة كئيبة مغطاة بالسواد و الأحمر يملأ جنباتك ،من المسئول عن تلك الأعمال والأفعال الدنيئة؟ من المستفيد من كل هذا؟!. ورغم التوجيهات التي صدرت من قبل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي القاضية بسحب قوات الجيش وقوات المليشيات المسلحة من الشوارع،إلاّ أن الاعتداءات ما زالت مستمرة ومازال المئات من السكان محاصرين في منازلهم ويعانون من أزمة خانقة في الغذاء والماء وخصوصا في المناطق التي تدور فيها تلك المواجهات. لكن يفترض بالمعنيين قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار والتهدئة المؤقتة تحت يافطات سياسية، يجب أن نعرف من المسئول ومن أرتكب هذه الجرائم وتلك الدماء التي تسفك في مدينة تعز بغير ذنبِ ارتكبته، فتبادل الاتهامات بين أطراف الصراع لا يبرر الدماء المسفوكة لنساء وأطفال وشيوخ ومدنيي تعز الحضارة والتاريخ. إذ أن المتابع للقتل والتدمير الذي تتعرض له المدينة وتاريخها ونسيجها الاجتماعي لم يعد يدرك من اللاعب الحقيقي الذي لا شك يحلم بالاستفادة من دماء أطفال ونساء وأبرياء محافظة تعز المعروفة بمدنيتها عبر تاريخ اليمن المعاصر. هناك من يريد أن تكون تعز حجر عثرة أمام تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة حتى تصبح هي المحافظة غير السلمية وغير الحضارية في نظر الآخرين وخاصةً المجتمع الدولي وهذا بعيد على أطماع وأحلام أولئك الناس،لكون تعز ستظل مدينة السلم والثقافة والتغيير. نأمل من جميع القوى المتصارعة في حدائق هذه المدينة أن يدركوا حقيقة تاريخها النضالي المشرف بمواقف أبنائها الشجعان في كل المحطات النضالية التي مر بها الوطن ومعرفة حقيقة الواقع جدير بإثناء هذه القوى عن مطامعها وأوهامها. متى يعود الأمن والاستقرار إلى مدينة تعز الحالمة بحياة خالية من المنغصات، حياة سعيدة آمنة مستقرة.