اكتشف خبراء بورتريه شخصية للرسام رامبراندت تحت لوحة زيتية، باستخدام احدث التكنولوجيات الإشعاعية. ورغم أن البورتريه حائلة وغير كاملة فإنها تبدد أي شكوك في أن اللوحة الظاهرة على سطح القماشة هي للفنان الهولندي الذي عاش في القرن السابع عشر. وكانت البورتريه وهي تخطيط بلون واحد، مخفية حتى اكتشافها تحت لوحة (شيخ ملتحٍ) التي قال خبراء في الفن منذ ستينات القرن الماضي أنها نسخة وليست عملا أصلياً من أعمال رامبراندت. وأعلن اكتشاف بورتريه رامبراندت فريق دولي من العلماء والباحثين المختصين بتاريخ الفن بعدما أقاموا في متحف بيت رامبراندت في أمستردام حيث تعرض اللوحة المستعارة من مجموعة خاصة. وكان من بين المشككين في أن تكون لوحة الشيخ الملتحي لرامبراندت خبراء كبار يعملون في مشروع بحث في أعمال الفنان. ولكن اكتشاف البورتريه يقدم دليلاً قاطعاً، كما يقول ايرنست فان دي فيترينغ رئيس المشروع وأستاذ تاريخ الفن في جامعة أمستردام. وتحدث البروفيسور فيترينغ عن أوجه الشبه في الأسلوب والملامح بين البورتريه ولوحة (شيخ ملتحٍٍ) ومع اثنتين من البورتريهات الشخصية لرامبراندت تعودان إلى ثلاثينات القرن السابع عشر. واللوحتان معروضتان الآن في متحف متروبوليتان في نيويورك والمتحف الوطني في ستوكهولم. وتعرف فيترينغ في ملامح البورتريه غير الكاملة على الوضعية التي اشتهر بها رامبراندت حين يرسم نفسه وتسريحة الشعر والياقة البيضاء والطاقية السوداء التي تظهر كلها في بورتريهات الفنان. ويؤكد أسلوب البورتريه الشخصي أن رامبراندت رسم لوحة (شيخ ملتحٍ) في حوالي عام 1630، قبل فترة قصيرة على انتقاله إلى أمستردام حيث ذاع صيته بوصفه رسام بورتريهات بواقعية صارمة. واكتشفت البورتريه باستخدام أشعة سينية ذات كثافة عالية طورها العالمان جوريس دك من جامعة ديلفت الهولندية العريقة وكون جانسنز من جامعة انتويرب البلجيكية. وأُجريت الاختبارات على اللوحة في فرنسا والولايات المتحدة. ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث دك قوله إن الوصول إلى بورتريه رامبراندت المخفية تحت لوحة أخرى اكتشاف مثير. ويقع متحف بيت رامبراندت في المبنى الذي عاش فيه الفنان من 1639 إلى 1658 قبل أن يباع لسداد ديونه. وسيقيم المتحف في ربيع العام المقبل معرضاً خاصاً للأبحاث التي أُجريت على لوحات رامبراندت ومعاصريه باستخدام التكنولوجيا الجديدة.