يتوقف القلم وتتكلم الروح ويشتعل الاحساس .. (عدن) عشق وحلم وحياة وثغر اليمن الباسم تغنى بها كبار الفنانين وتخرج منها عمالقة في الفن والشعر واللحن.. هو صاحب التوليفة الرائعة (من كل قلبي احبك يا بلادي يا يمن إلى صدفة التقينا وكلما تخطر ببالي ومن غصب عني ويا حلو طال البعاد إلى في جفونك تهجر وتناساني ومن اجيت الليل تسألني واللي نسانا وياحبيبي طال غيابك إلى الأطلال وياعيباه).. رحل عن سماء عدن ولكن بقيت أنغامه تلوح بأعذب وأجمل الأغاني والألحان إنه الموسيقار والملحن الكبير أحمد بن أحمد قاسم أحد أبرز الفنانين في تاريخ من مواليد مدينة عدن 11 مارس عام 1938م. عشق الموسيقى وأحبها وتعلم العزف على آلة العود على يد أستاذه الموسيقار يحيى مكي. يعتبر أحمد قاسم رائد التحديث الموسيقي للأغنية اليمنية المعاصرة وهو أول من أدخل الآلات الموسيقية الحديثة على الأغاني فكان واحداً ممن أسهموا وبشكل كبير في تشكيل ما يسمى بندوة الموسيقى العدنية مع أصدقائه من رواد الأغنيه العدنية وهم خليل محمد خليل وسالم أحمد بامدهف ومحمد سعد عبدالله وأبو بكر فارع وياسين فارع والشاعر الراحل الدكتور محمد عبده غانم وحسين بخش وغيرهم من الرواد. صنف حينها ضمن الدرجة الممتازة للموسيقيين والملحنين اليمنيين لجمعه بين الكلمات والغناء والعزف وتأليف أعذب الألحان وحرصه على التوزيع الفني السليم. سجل بعضاً من اغانيه للإذاعة والتلفزيون في صنعاءوعدن و أخرى في القاهرة والكويت. وسجلت بصوته العديد من الأغنيات لكبار عمالقة الغناء المصري والعربي منهم (فريد الأطرش، أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب). مطرب أكاديمي تأثر كثيراً بالفن المصري ودرس الموسيقى في مصر، عازف محترف على آلة العود .. له الكثير من الأعمال الخالدة وأصدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر كتاب عن فقيد الحركة الفنية اليمنية بعنوان "مشوار عطاء". وتحدث الكتاب عن مشواره الفني والغنائي و الأعمال التي أبدعها وتغنى بها وتضمن صوراً وشهادات تقديرية حصل عليها خلال مشوار حياته الفنية التي أسهمت في إثراء الواقع الفني اليمني إضافة إلى كتابات الأصدقاء والمحبين. وفي مطلع السبعينات درس الموسيقى للفنانين المنخرطين في معهد جميل غانم للموسيقى بعدن. مسيرته الفنية والأكاديمية درس في مصر العربية عام 1956 - 1957م وتخرج من المعهد العالي للموسيقى عام 1960 - 1961م وعمل مدرساً للموسيقى بعد تخرجه في المدارس الحكومية في عدن من 1961 - حتى بداية عام 1963م. قام ببطولة أول فيلم سينمائي يمني عام 1963م (حبي في القاهرة) وعرض عام 1965م ودرس في باريس عام 1970 حتى نهاية 1973م ، وله إستطلاع موسيقي في هوليوود عام 1979م حتى 1980م وفي لندن عام 1983 حتى عام 1984م وأيضاً تثقيف تحت رعاية جيفاني ميخائيلوف في موسكو عام 1980 - 1982م. أما تجربته السينمائية كانت في فيلم حبي في القاهرة الذي شاركه البطولة فيه نخبة مميزة من عمالقة السينما المصرية أبرزهم زيزي البدراوي ومحمود المليجي وعبدالمنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وغيرهم وغنى قاسم في هذا الفيلم نخبة من الأغاني الرائعة التي كتب كلماتها الشاعر العملاق اليمني الكبير المرحوم لطفي جعفر أمان ابرز هذه الأغاني أغنيته الشهيرة أيضاً يا عيباه التي صاغ لحنها بنفسه ومن اشهر أغاني احمد قاسم ( يا عيباه صدفة التقينا من العدين حقول البن اشتقت لك ) وأيضا أغنيته الوطنية الشهيرة (من كل قلبي احبك يا بلادي يا يمن) وبعد عطاء كبير دام قرابة الخمسة عقود رحل الموسيقار أحمد قاسم في الأول من أبريل عام 1993م في حادث سير مروري مروع في طريقه من صنعاء إلى عدن تاركاً لنا العديد من السيمفونيات الجميلة فهو واحد من المطربين المتميزين في اليمن والوطن العربي. أجمل دندنات أحمد قاسم:- ومن أشهر أغنيات احمد قاسم من كلمات الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان أغنية (على ساحل أبين) المعروفة أيضاً (بصدفة) ومنها: صدفة التقينا على الساحل ولا في حد صدفة بلا ميعاد جمع الهوى قلبين سمعت أبين على الأمواج تتنهد كما حواك الفؤاد والعين تناجي العين والبحر والرمل والبدر الحبيب يشهد على الهوى والوداد ما بيننا الاثنين *** ( ياعيباه) انا بنساك وبنسى هواك ولا بنسى الذي سواك تنكر لي وجافاني وذا اللي كنت أنا أخشاه يقول للناس لا شفته ولا أدري به ولا أهواه عجب ينكر ولا يذكر زمان الحب.. ياعيباه *** - (مش مصدق) أنت ياللي .. كنت تاخد .. من حياتي كل دقيقة مش مصدق .. انك انت .. بين أحضاني حقيقة بل وأجمل من حقيقة أحلى من أفراح عيدي أغلى من دنيا وجودي *** (قلبه سأل قلبي) قلبه سأل قلبي *** وعيونه تلعب بي من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى علشان يزيد حبي! بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني والنظرة تقتلنا *** وتحيينا من ثاني وعاده يسألنا من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى علشان يزيد حبي *** (اشتقتلك) شوقي لقربك يا حبيبي زي شوق الطير لعشه لما أكون جنبك أحس إني برعاية الله وحفظه لما أفكر فيك ما يخطر سوى إسمك في بالي حتى الكلام أنساه أتذكر معك ماضي الليالي *** ( في جفونك) في جفونك مرود السحر استوى يا مكحل بالهوى شوف ما سويت بالقلب التوى وهوى.. وهوى من عيونك.. من عيونك *** (قمري تغنى) يا قمري البان يكفيني همي فلازلت تشجيني كم بت تبكي وتبكيني وإن خوى الكاس تسقيني هل انت إن مت تحييني قمري تغنى قمري تغنى على الاغصان وكانت هناك روائع للموسيقار أحمد قاسم طوال مراحل حياته الفنية وأثناء فترة عيد الإستقلال 30 من نوفمبر فقد تغنى بصوته الرائع في أعياد وأمجاد الإستقلال ولحن بعض الأغاني الثورية لبعض الفنانين. قصيدة (مزهري الحزين) رائعة من روائع الشاعر لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الموسيقار احمد قاسم وتقول الكلمات: يا مزهري الحزين من يرعش الحنين؟ إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين؟ هناك.. حيث رفرفت على جناح لهونا أعذب ساعات السنين.. يا مزهري الحزين الذكريات.. الذكريات تعيدني في موكب الأحلام للحياة لنشوة الضياء في مواسم الزهور يستل من شفاهها الرحيق والعطور وبعد هذا كله.. في صحوة الحقيقة ينتفض الواقع في دقيقة يهزني.. يشد أوتاري إلى آباري العميقة يشدها.. يجذب منها ثورتي العريقة *** ويغرق الأوهام من مشاعري الرقيقة ويخلق الإنسان مني وثبة وقدرة عواصفاً.. وثورة هنا.. هنا إذ زمجرت رياحنا الحمراء تقتلع القصور من منابت الثراء وتزرع الضياء وتغدق الغذاء.. والكساء.. والدواء على الذين آمنوا بأنهم أحياء وخيرة الأحياء في الحقل.. في المصنع.. في كل بناء.. *** وكان قد لحن رائعة أغنية الأستقلال (بلادي حرة) كلمات الشاعر الرائع لطفي جعفر أمان: على أرضنا بعد طول الكفاح تجلى الصباح لأول مرة وطار الفضاء طليقاً رحيباً بأجنحة النور ينساب ثرة وقبلت الشمس سمر الجباه وقد عقدوا النصر من بعد ثورة وغنى لنا مهرجان الزمان بأعياد وحدتنا المستقرة وأقبل يزهو ربيع الخلود وموكب ثورتنا الضخم إثرة تزين إكليله ألف زهرة وينشر من دمنا الحر عطرة ويرسم فوق اللواء الحقوق حروفاً تضيء لأول مرة.. بلادي حره *** وأنشدت الفنانة فتحية الصغيرة من ألحان أحمد قاسم أغنية (شعبنا حقق مناه): بعد طول الليل.. والآهة الحزينة بعدما كانت أمانينا دفينة شعبنا حقق مناه من قمم ردفان مات المستحيل هلت الفرحة على الدرب الطويل شعبنا حقق مناه شعبنا عانق هناه