وسط فرحة وهتافات المواطنين والجنود الذين احتشدوا ليشهدوا الأعمال الجارية في إزالة وإخلاء المظاهر المسلحة ورفع المتاريس ونقاط التفتيش والسواتر الترابية والحواجز وردم الخنادق وإخلاء العديد من الشوارع والأحياء السكنية من التشكيلات العسكرية والمليشيات والجماعات المسلحة وإعادتها إلى معسكراتها ومناطقها.. تنفس سكان العاصمة صنعاء الصعداء بما قامت به لجنة الشئون العسكرية من إزالة لتلك المنغصات اليومية التي كانت تسبب التوتر والرعب واستفزازات غير مبررة لعموم ساكني صنعاء وإقلاقاً للسكينة العامة ،قوبلت هذه الأعمال بارتياح شعبي عارم، هذا ما لمسناه في وجوه الصغار والكبار من ساكني مناطق التوتر خلال أعمال الإزالة، يستطيع المواطنون الآن أن يتفاءلوا باختفاء مظاهر التسلح والرعب من شوارعهم وأن يناموا ويحلموا بغد أفضل وآمن يخلو من تلك الظواهر السلبية التي عاشوا معها طيلة أحد عشر شهراً مرت بكل كوابيسها وهواجسها ومآسيها وأصوات انفجارات قذائفها وصواريخها ولعلعة الرصاص التي كدرت حياتهم ويتمت أطفالهم ورملت نساءهم،اليوم التوتر والخوف زالا لتعود السكينة ويعود الهدوء والأمن ,وذلك بالنزول الميداني والمتابعة الحثيثة من قبل أعضاء لجنة الشؤون العسكرية الذين تحملوا مسئولية وطنية كبيرة على عاتقهم لإزالة أسباب التوتر السياسي والأمني،وتطبيع الأوضاع في عموم محافظات الجمهورية التي شهدت أعمال عنف راح ضحيتها الكثير من أبناء الوطن.. لمس المواطن بدايات إنجاز ونجاح مهمة هذه اللجنة بما قامت به خلال الأيام السابقة سواء في تعز أو في الأمانة من عودة الأمن والاستقرار إلى تلك الأحياء الواقعة تحت الذعر والخوف والتوجس من حصول الأسوأ وانفجار الوضع لا سمح الله. نتمنى أن تسير الأمور مع اللجنة كما سارت في بداية مهمتها وبنفس الحيوية والإيجابية وفاعلية أكثر في إزالة المتاريس وردم الخنادق وإزالة المظاهر المسلحة في بقية أحياء الأمانة وشوارعها ,ليعيش ساكنو تلك الأحياء والمناطق الأمن والأمان وتعود الحياة إلى طبيعتها ،وينعم الإنسان اليمني بحقه في التمتع بالأمن والاستقرار والسلام والطمأنينة والعيش الكريم، ولذلك ارتبط الحصول على الأمن والاستقرار بحق الإنسان في الحياة، وهو الحق الأول الذي كفلته الشرائع السماوية والدساتير الوضعية والقوانين والأعراف الدولية,لقوله تعالى:(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعِ وآمنهم من خوفاً) صدق الله العظيم. ومادمنا متفقين على إخراج البلاد من أزمتها وإعادة الأمن والاستقرار إلى تلك المدن التي فقدته طيلة الفترة الماضية وإعادة الروح إليها والسلام إلى أهلها وساكنيها فيجب علينا العمل معاً لمعالجة كافة القضايا والمشاكل العالقة وسيكون ذلك مقدمة حقيقية لبدء مرحلة جديدة تستند إلى روح الشراكة الوطنية والثقة المتبادلة، وننطلق باليمن إلى الأمام إلى مستقبل مشرق ينشده الجميع وينعم به كافة أبنائه ، يمن يسوده الأمن والاستقرار والمحبة.. يمن يتسع للجميع, وأن أي مساس بأمن واستقرار ووحدة هذا الوطن مساس بكرامتنا وهويتنا وانتمائنا الحضاري والثقافي. فلنقف معاً - أحزابا ومنظمات، أفراداً وجماعات، عسكريين ومدنيين - مع لجنة الشئون العسكرية لإنجاح مهمتها على أكمل وجه على اعتبار أن نجاحها يترتب عليه نتائج ايجابية تنعكس على واقع حياة شعبنا وأمنه واستقراره، واستعادته لأوضاعه الطبيعية التي تعرضت للاهتزاز جراء الأزمة السياسية الخانقة التي عانى وما يزال يعاني منها شعبنا اليمني بمختلف قطاعاته وفئاته الاجتماعية ومكوناته الاقتصادية،لأن مسألة الأمن مرتبطة بكل مواطن صغيراً كان أو كبيراً، ويكفينا ما لاقيناه خلال الفترة المؤلمة التي عشناها وعاشتها اليمن.