قالت مصادر طبية ان طائرات اسرائيلية قتلت مدنيا واثنين من النشطين الفلسطينيين وأصابت 25 مدنيا في قطاع غزة يوم أمس الاثنين مع تواصل القتال عبر الحدود لليوم الرابع على التوالي. وارتفع بذلك حجم الخسائر في الارواح منذ اندلاع العنف يوم الجمعة الى 21 قتيلا فلسطينيا غالبيتهم مسلحون وجرح 74 غالبيتهم مدنيون. وتسير موجة العنف الاخيرة على غرار أحداث سابقة ينخرط فيها الجانبان في هجمات متبادلة على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وكان الصراع ينتهي عادة بعد عدة أيام بهدنة غير رسمية. وقالت يوم أمس الأول الاحد قيادة حماس في غزة التي ابتعد نشطوها عن القتال ان مصر تعمل على وقف العنف. وقال اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة مساء الاحد ان مصر تعمل من اجل وقف العنف وانها تتشاور مع الفصائل المسلحة لكنه اضاف ان على اسرائيل ان توقف هجماتها اولا. وأبلغ مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة رويترز ان اسرائيل كانت وافقت على وقف اطلاق النار بحلول منتصف الليل. لكن حركة الجهاد الاسلامي التي تدعمها ايران تمنعت وأصرت على ان يشمل اي اتفاق هدنة تعهد اسرائيل بعدم استهداف قادة النشطاء في ضربات جوية مستقبلية. وقتل في مثل هذه الهجمات اثنان من لجان المقاومة الشعبية في ضربة يوم الجمعة واتهمتهما اسرائيل بالتخطيط لمهاجمتها عبر صحراء سيناء المصرية. ولم تبد اسرائيل اي مؤشر على وقف عمليات تصفها بأنها عمليات وقائية. وقال البريجادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي«اذا توقف اطلاق صواريخ قسام لن تستمر قوات الدفاع الاسرائيلية (في ضرباتها) لكن قوات الدفاع الاسرائيلية ستستمر في احباط اي محاولات لشن هجمات ارهابية.» وصرح بأن مسؤولين اسرائيليين يجرون اتصالات مع مصر بشأن الهدنة. وزعمت حركة الجهاد الاسلامي يوم أمس الاثنين ان النشطين القتيلين من اعضائها. وقالت حركة الجهاد ان احد النشطين قتل وهو يطلق صاروخا على اسرائيل من موقع في جنوبغزة. بينما قتل الثاني وجرح ثلاثة آخرون حين اصيبت عربة صغيرة بثلاث عجلات كانوا يستقلونها. وقالت حماس ومسؤولون في مستشفى ان تلميذا عمره 15 عاما قتل في ضربة جوية منفصلة يوم أمس الاثنين. وارتفع بذلك عدد القتلى منذ يوم الجمعة الى 18 مسلحا وثلاثة مدنيين. كما اصيب 74 فلسطينيا غالبيتهم مدنيون خلال الثلاثة ايام الماضية. وأصيب أكثر من 30 يوم أمس الاثنين في ضربة جوية استهدفت منزل قائد من الجهاد الاسلامي في شمال قطاع غزة. وقالت الحركة انه «نجا من محاولة اغتيال» ولم تقدم المزيد من الايضاح. وأضرت الهجمات الصاروخية بالحياة العادية في جنوب اسرائيل مما أجبر الكثير من المدارس على اغلاق أبوابها يومي الاحد والاثنين. وأذاعت السلطات وسط برامج الراديو تحذيرات لسكان البلدات الاسرائيلية الجنوبية وطلبت منهم اللجوء الى المخابئ تحسبا للهجمات الصاروخية. وحين سئل الجيش الاسرائيلي عن التلميذ القتيل قال انه لا علم له بأي ضربات جوية في المنطقة في هذا الوقت. لكنه قال ان القوات الجوية نفذت ضربات متلاحقة في غزة خلال الليل ردا على أكثر من 25 هجوما صاروخيا. وكانت حركة الجهاد ولجان المقاومة الشعبية وهما فصيلان مسلحان مستقلان بصورة كبيرة عن حماس قد أعلنتا مسؤوليتهما عن اطلاق أغلب الصواريخ وقذائف المورتر في موجة العنف الاخيرة. ويعتقد بعض الخبراء في غزة ان حماس أمدت بعض الفصائل الاصغر بالذخيرة لكنها تحجم عن المشاركة المباشرة في القتال الحالي خوفا من ان تصعد اسرائيل هجومها على القطاع. كما تحرص حماس على تفادي الدخول في اي مواجهة عسكرية طويلة وهي تحاول التكيف مع الاضطرابات السياسية في دول عربية مثل مصر. وتوقع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان الا ينتهي العنف قبل عدة أيام بينما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل سترد بقوة على المسلحين الذين يطلقون الصواريخ على البلدات الاسرائيلية. ورغم خطورة الصراع الدائر حاليا لا يتوقع كثيرون في اسرائيل أن يؤدي الى هجوم بري اسرائيلي على قطاع غزة يعيد للاذهان الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع في أواخر 2008 وأوائل 2009 والتي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا. وقال الياهو (ايلي) يشاي وزير الداخلية وعضو مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن «اسرائيل لا تسعى للتصعيد اسرائيل لا تسعى لايذاء الابرياء اسرائيل تعارض هذا تماما». وقال لراديو الجيش الاسرائيلي الآن (القتال) يدور عند هذا المستوى. لكن اذا ثبت انه سيطول فبالقطع ستكون هناك ضربة قوية موجعة حتى لا يستمر هذا». وأثار العنف مخاوف دولية. ودعت فرنسا الى عودة فورية للهدوء وضبط النفس لتفادي التصعيد الذي ينطوي على مخاطر الحاق أذى بالمدنيين. بينما دعت روسيا الى انهاء القتال وقالت «استخدام اي عنف يعاني منه السكان المدنيون غير مقبول تماما». وظل قطاع غزة المزدحم الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة خاضعا للاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 حتى عام 2005 ومازال حتى الان خاضعا لحصار اسرائيلي. وسيطرت حماس على غزة منذ عام 2007 وتحارب من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة ولم تشارك في عملية السلام المتعثرة التي تتبناها قوى دولية وترفض الاعتراف باسرائيل.