أيام قليلة وتهل علينا الذكرى الأولى للنزوح المخيف والتهجير القسري من مدينة زنجبار ، مدينتنا التي لم يعد أطفالنا الصغار يتذكرون حتى ألعابهم ودماهم التي تركوها مكرهين داخل منازلهم مع صولاتهم وجولاتهم في أرجاء منازلهم أو الساحات المحيطة بتلك المنازل . 27 مايو ، كم أصبح هذا التاريخ مزعجا بل ومقيتا عند الكثيرين لما يحمله من أرقام لها ذكريات مؤلمة بل وسوداء قاتمة . 27 مايو هو يوم اغتصاب مدينة زنجبار وترويع أهلها صغيرهم وكبيرهم وتهجيرهم قسرا عن أحضان منازلهم وساحات مدينتهم . 27 تاريخ بحد ذاته يذكرنا بإعلان الحرب المدمرة على الجنوب في شهر ابريل 1994م التي استباح فيها (....) كل مناطق الجنوب إنسانا وأرضا ولازالت ويلاتها تضرب ظهراني جنوبنا الحبيب حتى يومنا هذا . *** نعود إلى زنجبار وحلم العودة إليها الذي ظل يراود أبناءها خلال عام كامل في ظل صمت مطبق وتجاهل مزر من قبل الإخوة قبل الأصدقاء . عام كامل وزنجبار والكود لم تجنيا فيه غير انضمام أخواتهما إليهم جعار، الحصن ، باتيس ، المسيمير ، المخزن والروا وغيرها من مناطق الدلتا إلى مسلسل التهجير والتشريد والنزوح لأبناء تلك المناطق بعيدا عن منازلهم وممتلكاتهم وتموت الحجر قبل الشجر في تلك المناطق حسرة وألماً وشعورا بالقهر على فراق شعب لأرضه الى داخل أرضه . المؤلم المبكي أن ساكني زنجبار والدلتا بدلا عن سماع أخبار تبشر بعودة آمنة إلى ديارهم هاهم يسمعون وبكل حسرة وألم عما يحصل الآن لمدينة لودر من قتل وترويع لأهلها . لكن وسط الظلام الدامس والرؤية القاتمة تبزغ بارقة الأمل في الصمود الاسطوري والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء لودر والمناطق المحيطة بها دفاعاً عن مدينتهم وذوداً عن أهلهم وممتلكاتهم أمام القوى الظلامية التي تسمي نفسها زوراً بأنصار الشريعة . ولماذا أبين دون سواها ... لماذا ؟ سؤال يجب أن يعيه من يسمون أنفسهم بالقادة إن كانوا فعلا لديهم الإحساس بمسؤولية القادة. أبين هي المفصل وهي المفتاح للحل والتاريخ يثبت هذا الكلام الذي نقوله عودة إلى للوقائع التاريخية غير قاصدين التقليل من المناطق الأخرى ورجاحة عقول أهلها. هل سنستبشر خيرا في من بحت حناجرنا بمناداتهم واستيقاظ هممهم أم أننا سنتحسر على آمالنا فيهم ونضيف حسرتنا عليهم فوق حسرتنا على أبين . التاريخ حتما سيروي هذه المأساة كاشفا عن دور كل فرد ومجموعة وقبيلة في مأساة أبين سلبا أو إيجابا ، وان وجدت الآن أسباب لعدم كشف هذا الدور فان التاريخ حتما سيروية بكل صدق وأمانة. اللهم إنا نسألك الأمن والأمان اللهم إنا نسألك الأمن والسلام اللهم إنا نسألك عودة آمنة وحياة هانئة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل اللهم آمين. اللهم آمين.