عدم توفر الرعاية الصحية السليمة وغياب التوعية بأسباب ومسببات السرطان، ادى الى انتشار المرض بشكل كبير. حيث تؤكد العديد من الدراسات الحديثة التي اجراها عدد من الباحثين اليمنيين ان ثلث اليمنيين مهددون بالسرطان بسبب المبيدات التي ترش على القات والخضروات اضافة الى التدخين وتعاطي الشمة. وتبرز المعاناة اكثر فاكثر عندما لا يجد المريض المكان المتخصص للعلاج والرعاية اللازمة . باعتباره مرضاً يتطلب فترة طويلة للعلاج سواء كان بواسطة الجلسات الكيماوية و الاشعاعات او استخدام العلاج لفترة طويلة. من هنا سعت صحيفة( 14اكتوبر ) من خلال هذا الاستطلاع لنقل معاناة مرضى السرطان فإلى الحصيلة:- ألم ومعاناة تحدث احمد سيف، اب لأربعة اطفال بمرارة عن معاناته مع السرطان بقوله : ما تركت باباً الا طرقته لعلي اجد ذرة امل في الحد من المأساة. ويسرد قصته مع المرض الذي بدأ بورم صغير في اليد اليسرى وبعد معاناة استمرت عدة اشهر حصل خلالها على موافقة بمنحة علاجية لكنها لم تنفذ ، يقرر الاطباء بتر اليد بعد ثلاث عمليات جراحية واكثر من عشرين جلسة اشعة و العلاج الكيماوي الذي كلفني الكثير . ويختم حديثه قائلاً: ها انا عاجز عن العمل واسرتي بحاجة الى رعاية و اعراض السرطان بدأت تظهر في العنق . استغاثة هدى( 29عاماً) ام لثلاثة اطفال حكايتها اكثر مأساة وانت تراها عاجزة عن كل شيء حتى الكلام الا بصعوبة من اثر المرض الذي استفحل في جسمها النحيل . تخلى عنها اهلها ولم يبق لها سوى زوجها الذي مازال لديه بصيص امل في شفائها من السرطان الذي بدأ في ثديها وبعد الاستئصال ظهر المرض في البلعوم والجيوب الانفية ومن ثم انتقل الى الرحم والكبد وبعد صراع شديد مع المرض فإن هدى لا تستطيع مغادرة الفراش وها هو الآن يظهر في المعدة و البنكرياس..وختمت والدموع تنساب من عينيها وهي تطلب من اهل الخير ان يقفوا مع زوجها لتخفيف معاناتها. و م.ع.ل هي الاخرى تخلى عنها زوجها وطلقها بسبب المرض ولم يبق لها سوى اخيها الذي حكى لنا صراعها مع المرض الذي بدأ بكتلة صغيرة في الثدي وبعد اثبات التحاليل بانه ورم خبيث قرر الاطباء استئصال الورم والغدد المجاورة بثلاث عمليات ومن ثم ثماني جرع كيماوية والآن لدينا خمس وعشرون جلسة اشعة تستغرق شهراً على الأقل . براءة يغتالها السرطان فلذات الاكباد رغم صغر سنهم ومشاعرهم البريئة إلاأنه مرض خبيث لا يعرف هذا ولأذاك اغتال براءتهم من غير رحمة يتحدث محمد والالم يعتصره عن ابنتة امل (عشر سنوات) التي بدأ جسمها ينحل يوماً بعد يوم احس بالخطر فذهب الى المستشفى ليطمئن عليها ليكتشف انها مصابة بسرطان الدم. محمود هو الآخر يروي لنا قصة صراعه مع سرطان الدم الذي اصاب فلذة كبده مرام (اثنا عشر) عاماً والتي رايناها مقعدة على كرسي متحرك بعد ان كانت بكامل صحتها كما افاد ابوها . انه لمن الصعب ان تشاهد حالة طفل على فراش المرض ينتظر الشفاء فما بالك ان كان هذا الطفل قد عرف انه لن يشفى وما عليه سوى انتظار الموت انها الطفلة اسماء التي تحدثت عن نفسها بدأت اشعر بألم في ظهري واطرافي كان الاطباء يقولون التهابات والآن ظهر بانه سرطان حاد بالدم وكل الناس يقولوا سوف اموت . دعم و أنشطة معظم مرضى السرطان لا يتمكنون من الحصول على جميع جرعاتهم العلاجية بشكل منتظم لأنها تكلف مبالغ كبيرة ، وفي ظل انعدام التوعية والوقاية ما ادى الى تدهور حالتهم الصحية لذا فان المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان تقدم النشاط الخيري الكبير الذي يتركز في تقديم الدعم وتوفير الادوية الضرورية للمريض مجاناً وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاحتياجات المادية والسكن والبيئة المناسبة للمرضى والتوعية والتأهيل والعلاج الكيماوي والفحوصات والاستئصال وتطبيق البروتكولات للمرضى . واشارد/مالك صبار المدير العام للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان إلى ان المؤسسة منذ بدء انشائها في 2003م تقدم الخدمات و الرعاية الصحية لجميع مرضى السرطان حيث بلغ عدد المستفيدين حتى اليوم اكثر من 16 الف حالة بكلفة اجمالية بلغت اكثر من 264مليوناً الى جانب قيامها بالتوعية و التثقيف الصحي الوقائي والتدريب و التأهيل ولدينا الالاف من المطبوعات التوعوية واعداد الدراسات و البحوث وكذلك خدمة الايواء التي تعد من اهم الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمصابين القادمين من المحافظات ولمن تخلى عنهم اهلهم وذووهم بسبب المرض . واكد صبار: سعي المؤسسة قدماً لا نشاء مراكز اخرى في بقية المحافظات الى جانب المراكز التي انشئت في كل من (عدن وتعز وابالحديدة وحضرموت )ومركزي الكشف المبكر ومركز الخدمات الصحية ودار الحياة للإيواء بصنعاء بالإضافة الى مدينة الامل الطبية كأكبر مدينة طبية لعلاج الاورام السرطانية على مستوى اليمن أسباب و أعراض المرض ان عملية الانقسام غير الطبيعي لخلايا الجسم منتجة خلايا جديدة لا يحتاجها الجسم مشكلة كتلة من النسيج تسمى بالورم السرطاني (الحميد الذي يمكن علاجه - الخبيث المنتشر والذي يصعب علاجه) . واكد سعد المعلمي/مدير ادارة تنمية الموارد البشرية بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان: ان انواع الاصابة بمرض السرطان في اليمن تتركز بصفة رئيسية في الجهاز الهضمي ، وتليها سرطانات الفم واللثة ثم سرطانات الغدد اللمفاوية ..وارجع سبب تفشي الامراض السرطانية في بلدنا اليمن الى الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الزراعية والتي تستخدم بكثرة في زراعة القات والخضروات والفواكه إضافة الى تدخين السجائر والشيشة وتعاطي الشمة والاطعمة المحتوية على المواد الحافظة الكيميائية. واضاف المعلمي: بينما يحتل سرطان الثدي المرتبة الاولى لدى النساء ويشكل ما يقارب ربع الحالات المرصودة لدينا .لذا فإنه يلزم كل امرأة تشعر بألم مفاجئ في ثديها او ترى ظهور كتلة مؤلمة او غير مؤلمة او تغير في الحجم او اللون او اي افرازات اخرى غير عصير الثدي. ان تزور المركز لاجراء الفحوصات اللازمة والتي تمر بثلاث مراحل اهمها الفحص الذاتي ثم الفحص السريري الذي يجريه الطبيب ومن ثم فحص الماموغرام اذا لزم الامر. واشار المعلمي: الى ان سبب التأخير في مواعيد الفحص بعد التسجيل والذي قد يزعج ويقلق المرضى يرجع لعدة اسباب خارجه عن ارادتنا اهمها ازدحام المرضى حيث يعلم كل مريض انه عندما يأتي ليسجل انه يحجز لما بعد اسبوعين او ثلاثة على الاقل فكل يوم نستقبل 20 الى 30 حالة تقريباً وكذلك الوقت الذي يحتاجه المريض لاجراء الفحوصات الازمة لذا نضطر في تأخير بعض المرضى من ثلاثة اسابيع الى شهر عدا الحالات الطارئة التي لا تحتمل التأخير . جهود يجب أن تستمر ان هذا العمل الخيري الكبير الذي يقف مع من ابتلاهم الله بهذا المرض لا يمكن ان تقوم به جهة معينة مهما كانت امكانيتها وقدراتها فلابد من وجود شراكة مجتمعية تتظافر فيها كل الجهود الشعبية والرسمية سوء أكانوا افراد او جماعات او منظمات من اجل مكافحة هذا المرض الخبيث الذي اودى بحياة الكثير معظمهم من شريحة الفقراء . ومن هنا تتوجه صحيفة 14اكتوبربدعوة الى كل الخيرين لدعم ومساندة المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان حتى تتمكن من مواصلة رسالتها الانسانية امام تزايد عدد المرضى الذي يشكل تحدياً وعبئاً كبيراً على المؤسسة. للتخفيف من الم و معاناة مرضى السرطان . ان كل هذه الخدمات التي تقدم لمرضى السرطان تعد جهوداً عظيمة وخيرة يجب ان تستمر.