ضمن البرنامج الثقافي للنصف الثاني من العام الحالي نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء أمس في بيت الثقافة حلقة نقاشية بعنوان «دور الأدباء والمثقفين في الحوار الوطني» شارك فيها مجموعة من الأدباء والمثقفين والباحثين. وناقشت الحلقة وضع الأدباء والمثقفين اليمنيين في الوقت الحالي وما يجب أن يكون عليه حضور وأثر الأدباء والكتاب في الحوار الوطني الذي يجري حالياً الإعداد لإقامته بمشاركة كل القوى السياسية والمنظمات والمؤسسات الوطنية باعتبار ما يشكله هذا الحوار من حاجة ماسة وأهمية تحتل أولويات الوطن. وفي الحلقة التي أدارها الشاعر جميل مفرح، أوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة رئيس تحرير صحيفة الثورة عبدالرحمن بجاش أن للأدباء والمثقفين دوراً كبيراً في قيادة التغيير للأفضل إذا ما تعاملوا بصدق وشفافية مع الكلمة ولكنهم في الوقت الحاضر مهمشون ومغيبون خاصة في هذه الأيام التي تمر فيها بلادنا بمرحلة صعبة.. وأشار بجاش إلى ضرورة تقييم جميع المراحل السابقة منذ فترة ماقبل الثورة اليمنية وحتى وقتنا الحالي وإعطاء كل فترة حقها في النقد والدراسة دون استغلال أو تشويه أو تسفيه.. مؤكداً ضرورة أن يقوم الأدباء والمثقفون بدورهم وأن يضعوا البلاد على الطريق الصحيح، فعندما ننظر إلى الكراسي الفارغة في الفعاليات والأنشطة الثقافية نشعر بالخوف، وعندما نشاهد النقاشات الحادة والمشادات بين مختلف الأطياف نشعر أيضاً بالخوف من المستقبل. وأوضح رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء محمد القعود أن وضع المثقف والأديب دائماً ما يكون في هامش المؤسسات الثقافية الرسمية منها وغير الرسمية .. مؤكداً ضرورة أن يقوم الأدباء والمثقفون بدورهم في صنع التحولات التي تجري في اليمن وذلك من خلال المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي يتم التحضير له، فالمثقف هو حامل رسالة التنوير والتغيير في بلادنا. من جهته قال الشاعر فايز البخاري في ورقة قدمها للحلقة: إن الأديب والمثقف مناضل بطبعه وثائر بالفطرة وهو مسعر الثورات وصانع الرأي ولسان الأمة وبالتالي من الطبيعي أن يكون ذا دور طليعي وأن يلعب الدور الأبرز في صناعة الأحداث وبلورة الأفكار باعتباره نواة كل تغيير، وتهميشه معناه تهميش أمة بحالها. وعن غياب المثقف يقول البخاري: إن المثقف اليمني جزء من السبب الذي أدى إلى اقصائه إن لم يكن هو السبب نفسه فهو وليس أحد اسواه من تخلى عن دوره الطليعي وقبل أن يعيش في الهامش لابد للمثقف والأديب أن يعود لسابق عهده ويقف في المكان الذي يليق به والموضع الذي سيؤهله لقيادة الأمة والمضي بها قدماً نحو الآفاق الرحبة والمستويات المتقدمة التي تطمح لها. وأشار إلى أن البيئة اليمنية تتحمل جزءاً من المسؤولية باعتبارها بيئة طاردة للمبدعين رغم أنها أرض خصبة لإنتاج المواهب والسبب في ذلك هو طبيعة النظام الاجتماعي الذي تسير عليه اليمن منذ قرون وسيطرة القبيلة على مفاصل الدولة بسلبياتها لا بإيجابياتها. وتساءل أيضاً كل من الغربي عمران ومحمد مثنى وحسين الصوفي وأحمد ناجي أحمد وجميل مفرح عن أسباب غياب دور المثقفين والأدباء خاصة في الأوضاع التي تعيشها بلادنا، وأكدوا أن غياب المثقف في المؤسسات الثقافية المختلفة ناتج عن انضوائهم تحت راية الأحزاب التي ينتسبون إليها جاعلين قضايا الوطن الرئيسية في آخر اهتماماتهم.. مشيرين إلى دور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قبل الوحدة والذي كان له الدور الكبير والفاعل في تبني القضايا المصيرية والنضال من أجلها وكان هو الجهة النقابية الموحدة في ظل التشطير الذي كان قائماً حينئذ. وأشاروا إلى ضرورة بلورة رؤية واضحة يتم الخروج بها من هذه الحلقة النقاشية ليتم التواصل مع الآخرين والتنسيق لعقد اجتماع آخر لتقديم ما يمكن أن يطرحوه ويساهموا به من رؤى وأفكار لازمة وملحة في الظرف الحالي للوطن باعتبار الحوار الوطني يمثل مرحلة مفصلية مهمة في استقرار الوطن وخروجه من دائرة المآزق المحدقة وفي رسم صورة أكثر نقاء لقادم أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.