أكد الشيخ علي محمد علي الزيدي إمام وخطيب مسجد النصر بالمنصورة بعدن عضو هيئة أئمة ودعاة عدن أن الحكمة من مشروعية الزكاة تطهير النفس المسلمة من رذيلة البخل والشح والشره والطمع، ورفع الدرجات، ومواساة الفقراء وسد حاجات المعوزين والبؤساء والمحرومين، وهي طهر للمال من الخبث وتنميته وحفظه من الآفات. وأوضح الشيخ الزيدي في حديث ل وكالة الأنباء اليمنية /سبأ /أن المفهوم الشرعي للزكاة يعني البركة والنماء والطهارة والمدح والإصلاح .. ورجح البعض أن أصل معناها يرجع إلى الزيادة والنماء. أما شرعا فتطلق على القدر من المال الذي فرض الله ان يخرج للمستحقين الذين حددهم القرآن الكريم كما تطلق على عملية إخراج الزكاة نفسها مبينا أن الزكاة شرعت كإحدى الركائز الأساسية والمقاصد التي ترتكز عليها عقيدة المسلم الصحيحة بل وإنها تقيم سلوكه الديني والروحاني وتؤكد مدى ارتباطه بما شرعه الخالق سبحانه في نصوصه القرآنية وتعاليمه. وبين أن الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي الركن الثالث من أركانه العظام وقد دل على وجوبها الكتاب والسنة والإجماع قال تعالى( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) وقال تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وفي الصحيحين من حديث أبن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) . وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها قال تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).فكل ما لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة. وأكد أن الزكاة عباده من العبادات الأربع كالصيام والصلاة والحج وإذا ذكرت في القرآن ذكرت بعدها الزكاة ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وقال في آية أخرى (وآتوا حقه يوم حصاده) وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة. وعن دور الزكاة في تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي أكد إمام وخطيب مسجد النصر بان للزكاة دوراً كبيراً في تعزيز التكافل الاجتماعي.. فلو قام المسلمون بهذا الواجب الديني فلا يمكن ان يوجد فقير في بلدانهم .. وهذا التكافل المشروع المحمود في المحتاجين من أقاربهم وذويهم لما رأى الناس جائعا بين شبعانين ولا عاريا بين مكتسين، وعندما قصر المسلمون في هذا الواجب المستحق عليهم للمحتاجين والفقراء والمساكين عونا لهم وسدا لحاجتهم وارتفاعا بهم عن ذل الفقر ومرارة الحرمان اصبحنا نرى الكثير من المناظر المؤلمة التي يندى لها الجبين وكان من حقهم علينا ان ننقذهم من الفقر والحاجة ونشعرهم بالكرامة فكيف تطيب الحياة لمسلم أتاه الله بسطة من المال ووفرة في الرزق يعيش فيها لنفسه وإلى جواره أخوان له في الإسلام يعانون الفقر والحاجة يمنع عنهم حق الله تعالى. وبين ان الزكاة إحدى الوسائل المحاربة للفقر من خلال سد الحاجيات الأولية للفقراء والمحتاجين، بل وان المهمة الأساسية من الزكاة هي علاج مشكلة الفقر علاجا جذريا لا يعتمد على المسكنات الوقتية. وفيما يتعلق بفضل صيام شهر رمضان، والحكمة من مشروعية صومه : يفيد إمام وخطيب مسجد النصر بالمنصورة بان فضل الصوم ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» هذا بعض ما ورد في فضل صيام شهر رمضان، وفضائله كثيرة. أما الحكمة من مشروعية صومه: فيقول بان الله سبحانه وتعالى شرع الصوم لحكم عديدة وفوائد كثيرة، منها تزكية النفس، وتطهيرها، وتنقيتها من الأخطاء والأخلاق الرذيلة؛ باعتبار ان الصوم يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان. ومن حكمه تزهيد في الدنيا وشهواتها، وترغيب في الآخرة ونعيمها و يبعث على العطف على المساكين، والشعور بآلامهم؛ لأن الصائم يذوق ألم الجوع والعطش إلى غير ذلك من الحكم البليغة، والفوائد العديدة . وحول شروط وجوب صيام رمضان أفاد بان الصوم وجب على كل من توافرت فيه الشروط : أولا بان يكون مسلما لان الصيام لا يصح من الكافر باعتبار ان الصيام عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر، فإذا أسلم لا يلزم بقضاء ما فاته . وان يكون بالغا وعاقلا ومتعافياً ولا يجب الصيام على من لم يبلغ حد التكليف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة» فذكر منهم الصبي حتى يحتلم، ولكنه يصح الصيام من غير البالغ لو صام، إذا كان مميزا، وينبغي لولي أمره أن يأمره بالصيام؛ ليعتاده ويألفه وان يكون عاقلا لأنه لا يجب الصيام على المجنون والمعتوه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة» فذكر منهم المجنون حتى يفيق . وأن لا يكون مريضا فمن كان مريضا لا يطيق الصيام لم يجب عليه، وإن صام صح صيامه؛ لقوله تعالى:}ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر{[البقرة: 185]. فإن زال المرض وجب عليه قضاء ما أفطره من أيام ،بالإضافة إلى المسافر فلا يجب الصوم علية لقوله تعالى: }ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر{ الآية؛ فلو صام المسافر صح صيامه، ويجب عليه قضاء ما أفطره في السفر وكذا الخلو من الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء لا يجب عليهما الصيام، بل يحرم عليهما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أليس إذا حاضت لم تصل، ولم تصم؟، فذلك من نقصان دينها». ويجب القضاء عليهما؛ لقول عائشة رضي الله عنها: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة. وفيما يتصل بفوائد الصوم فيقول الشيخ علي محمد علي الزيدي ان من الفوائد الروحية الجليلة للصوم غرس خلق المراقبة الذاتية في النفس، فالصوم واجب في رمضان، والاستحمام جائز أو واجب أحيانا، وفي حالات كثيرة يشتد العطش بالمسلم في نهار رمضان، ثم يلقي بنفسه بين الماء ليستحم، ويعمه الماء من كل جهة، وهو شديد الحاجة إلى كوب منه يطفئ به ظمأه ويرد عطشه، ولكنه لا يفعل مع أنه لا رقيب من البشر عليه، ولن يعلم أحد من الناس ما ارتكب . وأكد أن هذا الخلق نوع من التربية السامية يغرسه الإسلام في المسلم ليسير في الحياة مستقيما، لا خوفا من القانون فطالما استطاع كثير من الناس أن يخدعوا القانون، ولا خوفا من الناس فطالما أفلت المجرم من عيون الناس، ولكن خوفا من نفسه ومن ضميره ومن الله. للصوم معطيات تربوية مفيدة منها امتلاك سلاح الصبر وتنمية الإحساس والشعور بالآخرين وحفظ اللسان والصدق والأمانة والاعتراف بالخطأ والاعتذار والتسامح والسماحة والإحسان ومساعدة الضعفاء والصبر.