اتساع الخلاف بين نتنياهو وأوباما قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إسرائيلية في خبرها الرئيس أمس إن العلاقة بين الزعيمين كانت متوترة من بدايتها لكن التوتر تحول إلى مواجهة منذ أن طفت إلى السطح مسألة الهجوم في إيران. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي -لم تسمه- قوله إن نتنياهو يلحق ضررا بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية موضحا أن الإعلان عن عدم عقد اللقاء من محيط نتنياهو جاء لاحتمالين: الأول الضغط بحيث يضطر أوباما إلى لقائه رغم ذلك والثاني محاولة دعم مرشح الرئاسة الأميركية ميت رومني. وتضيف الصحيفة أنه رغم إعلان البيت الأبيض أن اللقاء لن يتم لمشاكل تتعلق بالجدول الزمني فإن إسرائيل ترى في ذلك «مجرد ذريعة». وأوضحت أن اتصالات هادئة جرت بين مكتبي نتنياهو وأوباما في الأسابيع الأخيرة للوصول إلى تفاهم يسمح باللقاء لكن «رجال أوباما تحفظوا من الفكرة وتخوفوا من أن يكون نتنياهو يحاول نصب فخ للرئيس لإحراجه أمام الصوت اليهودي». في سياق متصل فرقت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان «أخط نهائي أم خط أحمر؟» بين مصطلحين متداولين بشأن نقطة اللا عودة بالنسبة لإيران وهما: «خط أحمر» RED LINE وموعد نهائي DEAD LINE معتبرة الولاياتالمتحدة على حق حينما ترفض إعلان موعد نهائي وتخطئ جدا حينما لا تحدد خطا أحمر. وتابعت الصحيفة أن الدول لا تحب أن تحدد تاريخا نهائيا ليكون موعدا يوجب عملا "لأنه لا أحد يعلم ماذا ستكون الظروف في هذا الوقت ولأن الدول تفضل أن تترك لنفسها مجالا للمناورة ولأنه حينما يُضرب موعد فقد يفضي ذلك إلى "إنذار ذاتي يجعل دولة ما بين خيارين إما العمل في توقيت محدد غير مراد أو فقدان الثقة بها بسبب الامتناع عن العمل". أما الخط الأحمر -تضيف الصحيفة- فهو شيء مختلف ومعناه في السياق المتحدث عنه أنه لا يحق لإيران أن تنفذ أعمالا بعينها وأنها إذا نفذتها فستنظر الولاياتالمتحدة في إمكانية تغيير سياستها بما في ذلك خيار استخدام القوة العسكرية. وحددت الصحيفة بعضا من الخطوط الحمر..موضحة أن بإمكان الولاياتالمتحدة أن تحدد ما الذي لا يجوز فعله في المستقبل ومن ذلك أن تخصيب اليورانيوم فوق 20% لن يكون مقبولا. أما إذا لاحظت الولاياتالمتحدة وجود نشاط يرمي إلى تحويل المادة الذرية إلى قنبلة فسيكون ذلك بمثابة "بينة دامغة" وكذا الحال إذا تبين أن إيران تبني منشأة ثالثة سرا. والخط الأحمر الآخر هو أن تقدم إيران على طرد مراقبي الأممالمتحدة أو تحديد نشاطهم. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تستطيع أن تتوقع من الولاياتالمتحدة تحديد إخفاقات إيران في المستقبل إذا حدثت وعندما تحدث بحيث يكون ذلك مبررا لتغيير سياستها باتجاه شن هجوم عسكري معتبرة أن أي إعلان أميركي من هذا القبيل ربما يدفع إيران إلى تعليق هذه النشاطات. التضامن الإسلامي في سياق متصل رأى الكاتب كوبي ريختر في مقال له بصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت الذرية الإيرانية سيفضي إلى تقوية التضامن العربي الإسلامي وتوجيه العداء نحو إسرائيل بدل أن يضعف القيادة الإيرانية الحالية. وأضاف تحت عنوان «الذرة وفلسطين» أنه «بعد حصول إيران على القدرة الذرية وهو ما لا نستطيع منعه بل تأخيره فقط ستحصل تركيا والسعودية ومصر أيضا على القدرة الذرية. وإذا لم نهاجم إيران فمن المنطقي أن نفترض أن الشراكة المصيرية بين هذه الدول التي ترى في إيران تهديدا ذريا وبين إسرائيل ستظل تضعنا في نفس الجانب من المتراس لكن إذا استقر رأي إسرائيل على مهاجمة إيران فستسبب بفعلها تضامنا إسلاميا وتفضي بذلك إلى انضمام دول أخرى إلى حلقة من يهددوننا». المالكي في طريقه ليصبح دكتاتورا قالت صحيفة (ذي غارديان) البريطانية إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طريقه ليصبح دكتاتورا للعراق مساويا للرئيس الراحل صدام حسين وإن الولاياتالمتحدة لا تحرك ساكنا لقطع هذا المسار. وأشارت إلى أن هذا التوجه سيعيد العراق إلى الحرب الأهلية. وذكرت الصحيفة أنه وفي ليلة انسحاب القوات الأميركية من العراق طوقت القوات والدبابات التي يقودها ابن المالكي منازل نائبه طارق الهاشمي واثنين من القادة السنيين بائتلاف العراقية وهي ائتلاف لقوى سياسية سنية وغيرها وحكم على الهاشمي يوم الأحد الماضي بالإعدام بتهمة قيادة فرق اغتيال ضد خصومه. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاثة من حراس الهاشمي تعرضوا للتعذيب ليدلوا بالاعترافات التي أدلوا بها وأن أحدهم توفي جراء التعذيب. وقالت الصحيفة إن كتلة العراقية -التي فازت بأغلبية مقاعد البرلمان العراقي- لم تكن الضحية الأولى لقبضة المالكي السلطوية ولن تكون الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن المتخصص البارز بشؤون العراق توبي دودج قوله إن المالكي أكمل سيطرته على أجهزة الأمن العراقية بعد أن قضى على السلسلة الرسمية للقيادة ونقل مكتب قائد قوات الأمن إلى مكتبه وأنشأ مراكز قيادة بالمحافظات يقودها جنرالات عينهم بنفسه. ومضت الصحيفة في إيراد أوجه تحكم المالكي في كل شيء وقالت إن قوات العمليات الخاصة العراقية والتي توصف بأنها الأفضل في الشرق الأوسط أصبحت حرسا إمبراطوريا يطلق عليه اسم «فدائيي المالكي». وأشارت إلى أن نفس الشيء يسري على أجهزة الاستخبارات وجهاز القضاء. وقالت أيضا إنه وبعد أن أرغم المالكي السنيين على التخلي عن السلاح والدخول في العملية السياسية عام 2010 سيصبح الهدف التالي له الأكراد الذين يتوقع أن يهدد المالكي استقلالهم الذاتي وبعدهم سيستمر في إخضاعه للقوى الأخرى. وستكون النتيجة النهائية دولة مركزية لا تختلف عن روسيا فلاديمير بوتين وأوضحت الصحيفة أنه من غير المستغرب أن يعود تنظيم القاعدة -الذي ضعف كثيرا عندما انقلب عليه زعماء القبائل السنيين- إلى مسرح الأحداث مرة أخرى. ثم سردت الصحيفة مواقف تدلل بها على أن الإدارة الأميركية غير مهتمة بتوجه المالكي نحو الدكتاتورية حيث ذكرت أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كانت ترغب في الاحتفاظ بثمانية آلاف جندي بالعراق عقب انسحاب القوات الأميركية من هناك لكن المالكي أوضح أنه لا مكان لبقاء أي جندي أميركي عقب انتهاء الاتفاقية في 31 ديسمبر 2011. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد خططت لإقامة سفارة يعمل بها 16 ألف موظف ومحطة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) قوامها 700 موظف لكن المالكي أصر على أن يكون مكتبه مسؤولا بشكل مباشر عن الموافقة على أي تأشيرة لأي دبلوماسي أميركي. وقالت الصحيفة كان بإمكان الإدارة الأميركية استخدام القوة الناعمة لعقود التموين العسكري لكنها لا ترغب في القيام بذلك.