لم يعد سراً تواجد المسلحين او الجهاديين، الذين يقاتلون في سورية فهذا أمر اعترفت به المعارضة، اما بشكل مباشر او غير مباشر، ناهيك عن «عجيج» السلطات السورية بذلك. لن ندخل بتفاصيل تتحدث عن أسباب دخول هؤلاء المسلحين الى سورية، لأن مسؤولية ذلك تقع على الجميع حقيقة. وفي حال تابعنا احداث ما يجري في سورية، فإنها تقدم على أساس صراع بين مجموعات مناهضة للسلطة السورية ، تتمثل بالثوار أو تحت عنوان ثورة سورية، وأخرى مؤيدة له. لكن في واقع الحال المسألة اكثر تعقيدا من ذلك، لكن الأهم أن ثمن ما يحدث يدفعه الشعب السوري.. ولا أحد سواه! وبغض النظر عن الرابح او الخاسر مما يحدث، فان الجراح أحدثت شرخا في الكيان السوري ومزقته.. ومن المعروف ان المكان الذي تلطخ بالدم لا يغسل بسهولة.. لأن الشعوب تتصف بذاكرة قوية.. وهذه الذاكرة لا تمحى بإعادة اعمار أو بإصلاح أو حتى برحيل نظام ومجيء شريعة الله. وفي هذا الشأن، تقول بعض المصادر الاعلامية أن هيكلية الجيش السوري الحر تتكون من منشقين عن الجيش النظامي ومجموعات مسلحة منضوية تحت اسم السلفية الجهادية وغيرها من التيارات الاسلامية. وان تشعب الجيش الحر وتباين انتماء عناصره لهذا التيار او ذاك يدل على تنوع التمويل الخارجي من سلاح ومال، الأمر الذي يكشف عن أن سورية تحولت الى ساحة صراعات لأطراف خارجية. وكان موقع (توب نيوز) قد تحدث في وقت سابق عبر تقرير مفصل عن المجموعات المسلحة ونقاط ومكان انتشارها على الاراضي السورية، حيث أشار احد التقارير الى أن أول المجموعات المسلحة جاءت تحت اسم الجيش السوري الحر، وهو في الواقع أبرز جماعة مسلحة معارضة في البلاد، وقاعدته الرئيسية تقع جنوبتركيا في مقاطعة هاتاي، كما يتضمن الجيش الحر اشخاصا من الخارجين على القانون، ويتراوح عددهم في منطقة ريف دمشق من 800 حتى 1600. أما المجموعة الثانية من حيث ثقلها المعنوي والعددي هي «جبهة النصرة لأهل الشام»، وهذه الجماعة ما هي سوى الذراع السوري لجماعة «القاعدة»، وتمتلك نفس الفكر الإرهابي لتنظيم «القاعدة» مع اختلاف التسمية، ويتزعمها أبو محمد الجولاني، وعناصرها يمتهنون القتل والذبح والتفجيرات، ويرتدي الكثير منهم السراويل الفضفاضة على الطريقة الأفغانية ولهم لحى طويلة وهم من 300 حتى 500 مسلح في دمشق وريف دمشق ومن أبرزهم وائل محمد المجدلاوي. أما جماعة «أحرار الشام» المتشددة الاصولية فلا يتجاوز عددهم 500 شخص في العاصمة وريفها. في حين ينتشر في دمشق وريفها قرابة 3000 مقاتل من كتائب «الصحابة» وكتيبة «شهداء الرازي»، التي تمركز حوالي 800 عنصر منها، بينهم عرب وأجانب، في بساتين الرازي الشهيرة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة هناك. يليها «لواء الإسلام» مع 200 حتى 600 مسلح وقائدها محمد ماجد الخطيب الملقب: ب«النسر الأحمر» عمل كسائس للخيل والحمير في منطقة داريا قبل أن يلتحق بصفوف المسلحين. في حين تنشط في منطقة المعضمية كتائب «أم المؤمنين» وعددها 1200 مسلح يتزعهما أسامة مرعي من أصول تركمانية ووثيق الصلة بالمخابرات التركية، وقد قُتل مؤخراً على يد الجيش النظامي، خلال قيامه بعملية لم تتكلل بالنجاح استهدفت الفرع 251 في منطقة السادات. أما كتيبة «شهداء ركن الدين» فتضم 600 مسلح قائدهم سعيد وائلي الملقب ب«أبو رشيد»، والذي قُتل هو الآخر أثناء استهدافه لمخفر شرطة في حي ركن الدين بدمشق. وكذلك يتواجد في سورية عدد كبير من الليبيين والسعوديين والقطرييين واليمنيين والأردنيين والعراقيين واللبنانيين أما الأتراك والشيشان والأفغان فقد تواجدوا مع المجموعات المسلحة في بساتين الرازي وحرستا والقابون ودوما والتل وعدة مناطق أخرى من ريف دمشق. من بين المسلحين.. امرأة زعيمة!! ولا تقتصر المعارضة المسلحة في سورية على الرجال، بل تضم ايضا «الجنس اللطيف»، واشهر النساء هي الزعيمة مرضية الحريري، التي تعتبر من أهم المرجعيات لجميع المنظمات المسلحة في دمشق وريفها، ومفتاح التواصل مع المزودين بالمال والسلاح في قطروتركيا والسعودية، كما ان لها تأثير على بعض المجموعات المسلحة في حمص وريفها لعلاقتها مع عضو المجلس الثوري العسكري قاسم سعد الدين في الرستن، وهي التي توزع المتطوعين الجدد على الكتائب المناسبة لهم، وتحت يديها حوالي 18 ألف مسلح تطمح بزيادة عددهم إلى ثلاثين ألفاً من أجل إعادة السيطرة على دمشق وريفها. هذه المرأة هي أستاذة الفلسفة في احدى ثانويات المعضمية بريف دمشق واسمها بالفعل مرضية الحريري وتحمل درجة الماجستير في الفلسفة، و تعرف في أوساط المجلس العسكري للعصابات المسلحة وقيادة الأخوان المسلمين والمنظمات الإرهابية وغرف عملياتها، باسم أم ملهم، وأم الحكم. تنحدر أم ملهم من بلدة بصر الحرير في محافظة درعا، ومتزوجة من أستاذ جامعي في قسم الفلسفة بجامعة دمشق ينحدر من بلدة المعضمية حيث يقيم مع زوجته أم ملهم. وعناصر الجيش الحر والمسلحون الإسلاميون الآخرون الذين قادوا المواجهات في منطقة المعضمية وجديدة عرطوز مؤخراً، كانوا يتمركزون بمنزل أم ملهم في المعضمية. تمكنت أم ملهم من إدخال مدافع هاون إلى المعضمية وقواذف من أجل قصف فرع التحقيق بالمخابرات الجوية بمطار المزة، واستهداف الطائرات الرابضة هناك، وكذلك ضاحية السومرية المجاورة له، واستهداف مقر قيادة اللواء 555 غربي المنطقة. وقد اشار بعض الخبراء والمراقبين الى ان اعداد هؤلاء في تضاؤل وانحسار مستمر، نظرا لتكثيف الجيش النظامي من عملياته. وبينما الجيش يقصف من هنا على ايقاع «الله سورية وبس» والمسلح يطلق قذائفه من هناك وهو يصرخ «الله أكبر» وأطراف المجتمع الدولي تكسب جولات وتصفي حسابات.. حسابات من دون شك لا تأخذ بالحسبان الشعب السوري وآلامه.. فان مسلسل القتل والعنف ما زال مستمرا..