جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    "أنتم لعنة التاريخ على اليمن"..قيادي حوثي ينتقد ويهاجم جماعته    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    عاجل: الرئيس الإماراتي ينعي الشيخ طحنون آل نهيان وإعلان الحداد وتنكيس الأعلام ل7 أيام    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    صحيفة قطرية: الحوثيون فشلوا في معالجة العملة التالفة وسحبوا المعدنية المزورة    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غسل الأيدي ثقافة تتفاوت في المجتمع اليمني بين الرجال والنساء
كيف ينظر المجتمع اليمني إلى سلوك غسل اليدين بالماء والصابون ؟
نشر في 14 أكتوبر يوم 16 - 10 - 2012

برزت الدهشة على وجوه فريق العمل الصحفي الذين كلفوا بعمل تغطية ملحق صحفي عن غسل اليدين من قبل البرنامج الوطني للمرأة والطفل بوزارة الإعلام اليمني، ولكن برغم نظرة التهاون بالموضوع وقف الجميع أمام حقائق مدهشة على مدى الأيام التي جمعوا فيها المعلومات حول أهمية هذا الإجراء البسيط في عمله الكبير في أثره على الصحة والحياة بشكل عام..كثيرون منا قد لا يعدون عبارة الوقاية (خير من العلاج) أكثر من مجرد كلمات تقال ولا تؤخذ على محمل الجد.. خاصة في موضوع مهم وحيوي كغسل الأيدي بالماء والصابون، وهنا تبادر إلى أذهان الجميع سؤال كيف ينظر المجتمع اليمني إلى موضوع غسل اليدين؟ وهو سلوك ممارس على أرض الواقع أم لا؟ وما هي الحقائق المهم معرفتها حول سلوك غسل الأيدي بالماء والصابون؟..وإلى أي مدى وصلت الرسالة الإعلامية في توعية المجتمع حول السلوكيات الايجابية التي إن التزموا بها ستجنبهم الكثير من المشكلات الصحية؟.
حاولنا الوصول إلى مختلف فئات المجتمع والمختصين لنرصد هذه الحقائق ونجيب على التساؤلات المطروحة.
من داخل البيوت !
في البداية دخلنا إلى عدد من البيوت لنعرف إلى أي مدى تهتم ربات البيوت باستخدام الماء والصابون في الحياة اليومية فكان لأم محمد رأي أكدت من خلاله أهمية تعليم الأطفال غسل أيديهم فقد حث على ذلك الرسول عليه أفضل الصلوات والسلام، وشاركتها الحديث أم خالد التي عبرت عن درايتها بأن الغسل بالصابون وسيلة آمنة للتخلص من الجراثيم على عكس المعقمات فإنها لا تدرك أي شيء عنها ، معللة ذلك بأنها ربما تكون غالية الثمن و لا تستطيع أن تشتريها لأبنائها.
وكان للأخت حنان وجهة نظر حول الإعلانات التلفزيونية التي تلعب دوراً كبيراً في تقديم التوعية للأطفال وللأمهات .. فكثيرا ما صرنا نشاهد هذا في بعض القنوات المخصصة للأطفال ، وحثت حنان الجهات المختصة على أن تقوم بدورات توعوية وتدريبية في المدارس لغسل اليدين حتى يكون الطفل على دراية بأهمية ذلك .
وواصلت حديثها قائلة : غسل الأيدي يجب ألا يقتصر على الأطفال فقط بل من الضروري أن يشمل الكبار وهناك اختلاف في استخدامات الكريمات والمعقمات المطهرة لأن الكريمات تستخدم كترطيب وليس كتعقيم لليد وهناك الكثير من أفراد المجتمع لديه لبس في هذا الموضوع .
وتمنت حنان في نهاية حديثها أن يتم توزيع منشورات توعوية عن ثقافة غسل الأيدي على الصيدليات ووضع ملصقات في الشوارع.
المشكلة فينا وليست بغسل اليدين!
وحين سألنا الأخت أم سامر هل تقومين بغسل يديك قبل الأكل؟ فردت وهي تهز برأسها (لا).. فبادرتها بسؤال أليس من الأفضل أن تقومي بغسل يديك قبل الأكل؟ فأجابت« من الأفضل أن نقوم بغسل أيدينا قبل الأكل خاصة بعد ما ننتهي من طبخ الطعام ونقوم بتنظيف المطبخ فنلمس أشياء تكون متسخة بغبار وزيت وغيره ، ولكن بسبب الكسل وعدم الاكتراث لا نقوم بغسل أيدينا بالماء والصابون بعد لمس أي شيء يحمل ميكروبات ويسبب لنا الالتهابات البكتيرية في المعدة والصدر والحلق وغيرها من الأمراض المعدية»، وتواصل مستطردة «ولكن أحياناً نقوم بغسل أيدينا بالماء فقط وننسى الصابون والاثنان يعتبر كل منهما مكملا للآخر» .
وأضافت أم سامر معللة « المشكلة يا أختي ليست بغسل اليدين إنما فينا نحن فنحن نعرف جيدا أهمية الماء والصابون ولكننا لا نستخدمهما للوقاية من كثير من الأمراض بسبب التعود».
قيمة الماء!
وتقول الأخت نور ضاحكة:«بالنسبة لي أرى أن المسافة طويلة بين المطبخ والحمام وارجع أقول لنفسي خلاص عادي وآكل وبالآخر أقول لنفسي ماذا كان سيحدث لو قمت بغسل يدي قبل أن آكل رغم معرفتي بعدم نظافتها ولكن يعاب علينا أولاً التكاسل وثانيا عدم اهتمامنا بقيمة الماء، فدائما نردد أن الماء يطهر الجسم من الميكروبات والجراثيم ومع ذلك لا نقوم بتطبيق ما نعرفه جيدا على ارض الواقع».
وأشارت الاخت إشراق المهدي ( ربة بيت) إلى أن كثيراً ما كان أطفالي يتعرضون لحالات الإسهال والمغص والديدان ولم أكن أدرك تماماً أن مثل هذه الأمراض قد يكون سببها الجراثيم التي تتراكم في اليدين والتي تنتقل إلى الجسم أثناء تناول الأطعمة والمشروبات ، وبدأت أدرك هذا الأمر عندما نظم المركز الطبي القريب من منزلي ورشة توعوية استهدفت ربات البيوت حول أهمية غسل اليدين واستفدت منها كثيراً فهذا النوع من التوعية يساعد الأم في الحفاظ على صحة أبنائها وأسرتها.
في المجتمع العام !
وفي وسط المجتمع العام حاولنا قياس مدى انتشار سلوك غسل الأيدي بالماء وبالصابون فالتقينا المعلمة نعمة التي تعمل في إحدى رياض الأطفال حيث قالت «أنا اعلم طلابي الصغار كيفية غسل أيديهم واحفزهم على هذا لان هذه من السلوكيات الجيدة التي لابد أن نعلمها الأطفال وكذلك لابد للآباء أن يحثوا أبناءهم على إبقاء أيديهم نظيفة ونحن نعلم أن الأطفال هم أكثر فئة معرضة للأمراض فلابد من تحفيزهم على عمل كهذا حتى يكتسبوا سلوكا حضاريا .
وعن أنواع المعقمات التي تنصح الأمهات باستخدامها لأطفالهن قالت: اعتقد أن سائل الديتول يعتبر هو الأهم لأنه معقم ومطهر جيد لأطفالنا.
ونوه الأخ رضوان عبد الله إبراهيم صيدلي في محافظة عدن إلى عدم توفر المعقمات في الصيدلية التي يعمل فيها لأنها غير مرغوبة وأكثر ما يفضله المواطن هو شراء الصابون وليس المعقمات ولم أجد من يحضر إلي لشراء معقم ، قال أكثر أنواع الصابون طالباً هو الديتول ولايف بوي ، حيث أن هذين المنتجين لهما باع طويل في عالم المعقمات والمطهرات» ، ويعلل رضوان أسباب عدم جلب المعقمات الأخرى قائلاً: إن عدم الإقبال عليها يعمل على تكدسها وبذلك تنتهي مدة صلاحيتها ولهذا تعرض الجسم للخطر.. ويعتقد أن ثقافة غسل الأيدي في المجتمع اليمني تتفاوت بين الرجال والنساء، مشيرا إلى أن الفرد في المجتمع اليمني لا يتقبل النصيحة والتوعية لأنه يعتبرها غير مهمة ويسخر من ناصحه.. وطالب الجهات المختصة أن تقوم بالتوعية لأن العامل في الصيدلية لا يستطيع بأن يقوم بذلك لان المشتري سوف يقول أننا نريد أن نبيع بضائعنا ولكنني اعتقد أن الجهة المختصة حين تقوم بالتوعية تجد أن أفراد المجتمع ينصاعون لهذه التوعية ويتقبلونها وأما عن أكثر الطلب على هذه المعقمات فهو من الفنادق ولكنهم لا يأخذونها من الصيدليات وإنما من محلات الجملة.
ودخلنا إحدى الصيدليات وسألنا الأخت مروة عن الفئة الأكثر إقبالاً على المعقمات فأجابت «النساء هن أكثر إقبالاً واهم الأنواع التي تشترى هي نوعية (هاي جين) وهناك أنواع أخرى مثل صابون الديتول». وواصلت حديثها قائلة: المعقمات السائلة تستخدم بكثرة لأنها سهلة الاستخدام . وعن تفاوت وغلاء أسعار هذه المعقمات قالت: هناك معقمات غالية الثمن يصعب على الأم أن تشتريها لأطفالها وأنا بدوري أتمنى أن يتم تخفيض أسعارها حتى يتداولها أفراد المجتمع كلهم وتنتشر ثقافة غسل الأيدي التي كثير من الأهالي لايهتمون بها ولكن المدارس يتم فيها تعليم الأطفال غسل الأيدي ولكني أتمنى أن توفر المدارس المعقمات للأطفال وخاصة الحضانات لأن الأطفال هم أكثر عرضة للمخاطر .
قصور توعوي
أما الأخت جمالة القاضي ( مديرة مدرسة) فقالت: هناك اسر تهتم بالنظافة وينعكس ذلك على أبنائها وهناك اسر أخرى قد لا يكون الاهتمام بنظافة الأيدي من الأمور المهمة لديها فتلاحظ وجود طلاب وطالبات أظفارهم طويلة وأياديهم متسخة والطلاب والطالبات في المدارس عادة في الاستراحة يتناولون وجباتهم دون غسل أيديهم ويعود ذلك إلى عدم وجود دورات مياه تستوعب كل أولئك الطلاب والطالبات وأيضا لا يوجد اهتمام كاف بضرورة غسل اليدين ومن هنا ندرك أن الجانب التوعوي فيه قصور ولابد من التركيز على الطلاب والطالبات في المدارس في هذا النوع من التوعية.
في المطاعم والمقاهي الشعبية
لعل أغلبية مرتادي المطاعم الشعبية والسياحية يتوجهون إلى أماكن غسل الأيدي بعد تناول الطعام ، ولكن ما لاحظناه أن المشكلة ليست بتوفر مواد الغسل وأنواع الصابون بل في بعض مرتادي مثل هذه المطاعم الراقية الذين لا يأبهون بوجود تلك الأدوات التي تحتوي على جيل خاص معقم لغسل الأيدي بعد الانتهاء من الأكل..وهذا عائد إلى الخلفية الثقافية بالنظافة لدى شريحة واسعة من الناس ، حيث يلجؤون لأعذار واهية في عدم قدرتهم على استخدام ومواكبة التطور الحديث والتسارع الذي يدور حولهم في طريقة استخدام الأدوات التي تتواجد باستمرار في تلك المطاعم والتي تحوي في داخلها عنصر النظافة الذي سوف يحميهم ويقيهم من الإصابة بالأمراض..وهي كثيرة ومتعددة.
وفي أحد المطاعم الشعبية المتخصصة بالاكلات الشعبية التي تعرف ب(بالمخبازة) ، يصدمك العامل الذي يقوم بعمل الفتة في طريقة تقطيعه للخبز لعمل (فتة الموز أو التمر) ، حيث أن أظفاره تكون في غالب الأحيان غير نظيفة بسبب عمله في المقهى وتلتصق بها العديد من الأوساخ المتراكمة أسفلها من بقايا التمر والموز.
وفي الكافتيريات المتخصصة بإعداد الوجبات السريعة مثل (المطبقية) والتي تشهد إقبالا واسعا من الناس بمختلف الأعمار اكتشفنا أن الأيدي هي الأداة الوحيدة التي تتصل بشكل مباشر بطريقة تحضيرها، ولكن للأسف اغلب هذه الكافتيريات لا تلتزم بشروط النظافة، حيث يجب على من يحضرها أن يتبع شروط النظافة بغسل اليدين جيدا بالماء والصابون ،وعدم ترك أظفار اليد تنمو حتى لا تحتجز بقايا خليط الوجبة بحذر وبدرجة رئيسية البيض والجبن لمساعدتهما على التكاثر البكتيري ومن أخطرها شيوعا (السالمونيلا).
لذا من المستحسن عند التعامل مع هذه المقادير ارتداء ما يعرف ب(الجوانتي) البلاستيكي ما من شانه منع انتقال هذه الميكروبات إلى المستهلك لا سمح الله.
غياب الدور الرقابي الصحي على المطاعم
مطاعم عديدة لم تلتزم بشروط السلامة الصحية والغذائية بسبب عدم نزول فرق خاصة من مكتب الصحة بالأمن الغذائي والالتزام بمهنية القيام بعمليات تفتيش دقيقة لكوادر وعمال مطابخ المطاعم الشعبية بالذات لفحص نظافة أيديهم ومعرفة نوعية الصابون الذي يستخدمونه في مطعمهم وبشكل أساسي توفر الماء لاستيفاء عملية الغسل المثالية.
نصائح اختصاصيين
د. مريم طاهر نائبة المدير لشؤون الطوارئ في مستشفى الوحدة أوضحت أن «غسل اليدين من أهم أساسيات النظافة، فالنظافة من الإيمان كما هو معروف، ويصب في صميم تطبيق برنامج تحسين الجودة وسلامة المرضى في كل أقسام المستشفى ، وتمنت من الكل الالتزام بغسل اليدين، وأثنت على دور الإعلام في نقل الرسالة للعامة وإقناعهم بأن غسل اليدين أهم شيء لتجنب الأمراض والعدوى وسلامة الإنسان .
وتؤكد اختصاصية العيون في مستشفى صابر د. فائزة الجنيد أهمية غسل اليدين على اعتبار أنهما عامل مهم من عوامل إصابة العين بالالتهابات ومنها الالتهاب البكتيري الذي يسبب الحكة والاحمرار و خروج إفرازات صديدية وأوساخ، وهناك الالتهاب الفيروسي الذي تظهر أعراضه في الدموع والاحمرار والحكة وتورم الجفون لكن دون وجود الصديد «، مشيرة إلى أن غسل اليدين دائما يساعد في منع انتشار البكتيريا ويمنع انتشار الالتهاب العين الفيروسي داعية إلى تجنب لمس العيون والمشاركة بالسرير والمناشف .
وفي السياق ذاته أكد استشاري أمراض الحساسية والمناعة مجدي بدران أن النظافة الشخصية وخاصة غسل اليدين هي اكبر وقاية ضد مرض ملتحمة العين الفيروسي وأوصى بتكرار غسل الوجه ومنطقة العينين طوال اليوم للكبار والصغار.
وأضاف الدكتور مجدي بدران استشاري الأطفال المصري أن ازدحام المدارس في الفصول ودخول الحمامات يعرض الأطفال للفيروس الذي ينتشر على المكتب والمقعد وفى الحمام وخاصة صنبور المياه الذي يتبادل الأطفال في الإمساك بمقبضه لفتحه أو إغلاقه.
عبوة الماء والصابون
ونصح بدران كل أم بتجهيز عبوة بعد ملئها بالماء وإضافة نقطة واحدة من الصابون السائل لها ووضعها في حقيبة المدرسة الخاصة بالطفل وتذكيره بالتنقيط منها على يديه كل فترة في الفصل أو قبل تناول الأكل وقبل دخوله الحمام ونصح الطلبة الكبار والصغار بالحرص على غسل الصنبور ومقبضه بالماء قبل استعماله ووجه حديثه للمدرسين بالمدارس وطالبهم بتنظيف أيديهم أمام الأطفال في الفصول لتعليمهم الحرص على النظافة الشخصية.
وأضاف استشاري أمراض الحساسية والمناعة أن فيروس ملتحمة العين يسمى ادينو فيروس وهو من الفيروسات الضعيفة التي يقضى عيها الصابون أو النظافة الشخصية البسيطة وأكد أن استخدام المطهرات في حمامات السباحة بالنوادي ضروري لكي لاينتقل الفيروس بالعدوى خلال الاستحمام.
كما طالب الأمهات بالحرص على قص أظفار الأبناء كل ثلاثة أيام وأكد أن الأظفار الطويلة تكون مرتعا للفيروس وأن ثقافة المحافظة على النظافة العامة في الأجيال الصغيرة ستنتج أجيالا تحافظ على البيئة والنظافة العامة بشكل كبير حيث يبدأ الوعي من المدرسة.
وأضاف أن الأطفال المصابين بأي نوع من الحساسية سواء كانت حساسية الأنف أو العين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس لانخفاض مناعتهم ونصح الآباء بالحرص على علاج الحساسية بشكل دقيق في هذه الفترة لمنع الإصابة بفيروس الملتحمة.
تجنبوا المصافحة!
وينصح العديد من الأطباء بالابتعاد عن المصافحة والاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد، أو التسليم بالأيدي، خوفاً من نقل الزكام إلى زملائهم.
ومع زيادة توصيات الأطباء بالامتناع عن المصافحة تفاديا لانتقال الفيروسات المسببة للأمراض المعدية مثل تلك المسببة لالتهاب المعدة والأنفلونزا، اقترح باحثون أمريكيون وخبراء فيروسات في جامعة كاليفورنيا استبدال هذه الطريقة التقليدية في السلام، بضرب المرافق أو إتباع النموذج الياباني الشهير وهو الانحناء ، بحسب«صندي تايمز» البريطانية .
وأشار الطبيب ناثان وولف المسئول عن الدراسة، إلى أن الفيروسات قد تنتشر وتنتقل عن طريق مقابض الأبواب، والأسطح في العمل، وأجهزة التحكم عن بعد حيث يمكن للفيروسات أن تعيش 24 ساعة.
وأوضحت البروفيسورة سالي بلومفيلد رئيسة مدرسة النظافة الصحية في لندن أن معظم نزلات البرد والأنفلونزا تنتقل عبر المصافحة بسبب عدم مراعاة الكثير من المصابين لقواعد النظافة الصحية.
وأضافت بلومفيلد، وفقاً لصحيفة «القبس»: «إن المصافحة تعد أحد أشكال الاتصال الجسدي بالآخرين، ولكن لا يمكنك معرفة ما هو الشيء الذي لمسه الآخر قبل تحيتك ومصافحته لك».
اليوم العالمي لغسل اليدين والتوعية الإعلامية
يرجع تاريخ انطلاق الحملة إلى عام 2008 أثناء الاحتفال السنوي بالأسبوع العالمي للمياه الذي انعقد في ستوكهولم في الفترة من ( 23-17) أغسطس، وشهد إقامة الشراكة العالمية بين القطاعين العام والخاص لغسل الأيدي.
واحتفل العالم باليوم العالمي لغسل اليدين للمرة الأولى في 15 أكتوبر 2008 وهو اليوم الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة تزامنا مع إعلان الأمم المتحدة عام 2008 عاما دوليا للصرف الصحي.
وهو حملة تهدف إلى حث ملايين الأفراد في العالم اجمع على غسل أيديهم بالصابون بهدف رفع الوعي بأهمية غسل اليدين بالصابون باعتباره عاملا أساسيا في الوقاية من الأمراض.
ومن منطلق الحرص على توعية المجتمع لعب البرنامج الوطني لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام دورا إعلاميا ملموسا خلال العامين الماضيين في تفعيل هذا اليوم من خلال البرامج والفلاشات التوعوية في كل من الإذاعات المحلية والتلفزيونات وكذا من خلال وسائل الإعلام المقروءة من خلال الملاحق المتخصصة ومن خلال عقد الورش والندوات للتوعية بأهمية غسل الأيدي.
الصابون ووفيات الأطفال
إن غسل اليدين بالصابون يساعد على تفادي الأمراض التي تودي بحياة ملايين الأطفال كل سنة، فغسل اليدين بالصابون يعتبر من الوسائل الأكثر فعالية والأقل كلفة لتفادي العديد من الأمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي المسؤولين عن معظم حالات الوفاة عند الأطفال وفي كل سنة يفارق أكثر من (3.5) مليون طفل الحياة قبل بلوغهم سن الخامسة بحسب احصاءات عالمية سابقة جراء إصابتهم بأمراض الإسهال والالتهاب الرئوي، كما أن غسل اليدين بالصابون يساعد على تفادي الإصابة بالتهابات الجلد والعين والديدان الطفيلية والالتهاب الرئوي الحاد وأنفلونزا الطيور ويفيد صحة الأشخاص المصابين بمرض متلازمة نقص المناعة المكتسب. وقد اظهر بحث أن عادة غسل اليدين فعالة في تفادي انتشار الأمراض حتى في المجتمعات المكتظة والبيئات الأكثر تلوثاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.