سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الصحة: الحملة المشبعة بالمبيد تهدف الى حماية (8.4 مليون) مواطن ومواطنة من خطر الإصابة بالملاريا من خلال توزيع(4.2) مليون ناموسية حكومة الوفاق الوطني في اليمن تدشن الحملة الوطنية لتوزيع الناموسيات للقضاء على البعوض الناقل للملاريا والسيطرة على المرض
حسم صراعٍ استمر عقوداً طويلة، بات أمرا لا بد منه لاجتثاث مرض وخيم ما انفك يهدد سكان اليمن مخلفاً عشرات الآلاف من الضحايا .. إنه مرض الملاريا بوبائيته العالية التي تشكل تهديداً خطيراً للكثير من المواطنين في أغلب محافظات البلاد.. من واقع تقديرات وزارة الصحة لا يزال(68 %) من مجمل السكان معرضين لخطر الإصابة بمرض الملاريا، في حين تفيد آخر إحصاءات برنامج مكافحة الملاريا بالوزارة بأن نحو(287ألف) شخص يصابون بالمرض سنوياً، مما يضع اليمن في صدارة دول الجزيرة العربية من حيث انتشار الملاريا ضمن خمس دول في إقليم شرق البحر المتوسط وهي (السودان، الصومال، جيبوتي ، باكستان وأفغانستان) التي تسجل أعلى معدلات في انتشار المرض. ومع هكذا حال، وضعت حكومة الوفاق الوطني في أولوياتها مهمة التصدي لهذا المرض متبنيةً مبادرات وخططا إستراتيجية على طريق تعزيز الصحة والنهوض بأسس وبنيان التنمية الصحية للمجتمع، ساعيةً إلى خفض عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن داء الملاريا إلى مستوياتٍ أدنى. وفي هذا الشأن أوضح الدكتور/ أحمد العنسي- وزير الصحة العامة والسكان أن مشكلة الملاريا تحتل أولوية قصوى ضمن سياسات واستراتيجيات وزارة الصحة، ليس لكونها مشكلة صحية عامة فحسب بل لما يسببه مرض الملاريا - أيضاً - من أضرار اقتصادية واجتماعية وتنموية على حياة ومعيشة الأسر الفقيرة، خاصة وأن المرض ينتشر بقوة في أوساط الفقراء ما يعيق التنمية ويزيد من تفاقم مشاكلهم الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وبين العنسي أن الحكومة منذ سنوات تعمل على توفير الاستثمارات المادية والبشرية والفنية وجميع سبل الوقاية والمكافحة لهذا المرض، معتبراً مكافحة مرض الملاريا استثمار في الصحة والتنمية معاً ووسيلة من وسائل مكافحة الفقر في إطار تحقيق أهداف الألفية التنموية في اليمن. وذكر وزير الصحة أن وزارة الصحة تنفيذ حملة وطنية لتوزيع الناموسيات لمكافحة البعوض الناقل للملاريا بدأت من تاريخ (16أكتوبر 2012م) وستستمر لأشهرٍ قادمة، وأن الوزارة تعتزم خلالها توزيع(1.8) ناموسية مشبعة بمبيد طارد وقاتلٍ لبعوض الملاريا(الأنوفليس)، يتبعها توزيع (2.4 مليون)ناموسية أخرى مطلع العام القادم 2013م؛ موفرة بذلك حماية لزهاء (8.4 مليون) مواطناً ومواطنة من خطر الإصابة بالملاريا في(15) محافظة. ووصف الوزير هذا النشاط بأكبر عملية مكافحة تتم في اليمن سيستمر أثرها لسنوات، مبيناً بأن المرحلة الأولى من الحملة تشمل في الفترة من(16- 21 أكتوبر2012م) محافظات(تعز، لحج، أبين) وستوزع خلالها(680ألف) ناموسية مشبعة بالمبيد، تليها المرحلة الثانية في الفترة من(5-10 نوفمبر القادم) بمحافظات(حجة، ذمار، المحويت، ريمة)، ثم المرحلة الثالثة من(17-22 نوفمبر القادم) بمحافظات(مأرب، عمران، الجوف، صعدة)، مؤكدا أنه سيتخلل الحملة الكثير من أعمال وأنشطة التوعية المباشرة ميدانياً وكذا عبر وسائل الإعلام الجماهيري. وواصل وزير الصحة القول: ثبت أن من بين أنواع بعوض(الأنوفليس) الكثيرة (60) نوعاً ناقلاً للملاريا، وفي اليمن ثمة (15) نوعاً من هذه النواقل؛ أشدها خطورة وأوسعها انتشاراً نوع يطلق عليه بعوض(الأنوفليس العربي). وأضاف العنسي: نسعى في وزارة الصحة من خلال هذه الحملة إلى إحراز تقدم ملموس في حماية أفراد الأسرة والمجتمع عموماً والفئات الأشد تضررا من الإصابة بالمرض وعلى وجه الخصوص فئتا الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل على مستوى المحافظات والمديريات العالية والمتوسطة ثم الأدنى خطورة من ناحية انتشار المرض ونواقله من البعوض. وقد أثمرت جهود وزارة الصحة بتمكنها من الوصول بجزيرة (سقطرى) إلى مرحلة السيطرة والخلو من الملاريا. كما شهدت محافظات البلاد ومناطقها المتفاوتة في درجات وبائيتها بالملاريا وخصوصا في العقد الماضي وحتى العام المنصرم حملات وطنية محورية للرش المكثف توالت مع عمليات توزيع واسعة للناموسيات المشبعة بالمبيد على الفئات المستهدفة في المجتمع، ولها الدور في تخفيض عدد حالات الإصابة والوفاة بالمرض. الجدير بالذكر، أن مشكلة الملاريا في بلادنا ليست وليدة الحاضر بل هي متأصلة متجذرة منذ القدم، وخلال العقد الأخير من تسعينيات القرن الماضي كانت تفضي إلى ما يزيد على مليون ونصف مليون حالة إصابة سنوياً بما ترتب عليها آنذاك وفاة ما بين(15-30 ألف) حالة سنوياً ، ثم تقلص عدد الإصابات خلال العقد الماضي ليصل إلى حوالي (900ألف) حالة إصابة، نزولاً بعد ذلك إلى حوالي ربع مليون حالة إصابة مع نهاية العقد المنصرم.