الإفراج عن أكثر من 900 سجين في الحديدة بمناسبة المولد النبوي    رئيسة وزراء إيطاليا تندد بقتل "إسرائيل" للصحفيين في غزة    القوات المسلحة تعلن عن عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد    الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي    البنك المركزي يسحب تراخيص ست منشآت صرافة مخالفة خلال يومين    هكذا ستشرق شمس الخميس على عتق.. الامارات تبدد ظلام شبوة    تدشين المرحلة الأولى من مشروع معمل انتاج البدائل المحلية للأغذية    وزيرا الشباب والتربية يناقشان جوانب التنسيق لإحياء ذكرى المولد النبوي    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 27 أغسطس/آب 2025    الأرصاد ينذر من العواصف الرعدية وانجراف التربة وينصح بالابتعاد عن المنحدرات غير المستقرة    الجيش الإسرائيلي يعلن وصول صاروخ من اليمن    شبوة تحتفل غدا بافتتاح أكبر مشروع للطاقة الشمسية خارج العاصمة الجنوبية عدن    أبين.. تصاعد المطالب الشعبية لفتح طريق عقبة ثرة والانتقالي يرسل تعزيزات عسكرية إلى لودر    شبوة.. الإفراج عن نائب شركة OMV النمساوية بعد ساعات من اختطافه    ريال مدريد يوافق على انتقال نجمه إلى مارسيليا    وفاة 3 أشخاص بصواعق رعدية في ريمة والحديدة وقطع طريق رئيسي في المحويت    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يعقد لقاء موسع حول التعليم بالضالع، يفضي إلى تعليق الإضراب واستئناف الدراسة    اكتشاف سلالة بشرية غير معروفة من قبل في كولومبيا    تسليم خمس معدات زراعية لهيئة تطوير تهامة بتكلفة 240 مليون ريال    مجلس الشورى يحيي ذكرى المولد النبوي الشريف    دائرة التوجيه المعنوي تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف    مناقشة أوضاع مؤسسة الكهرباء والمعالجات اللازمة لمحطات التوليد    الحوثيون يضيئون مقابر قتلاهم ويغلقون المتحف الوطني بذريعة فواتير الكهرباء    برشلونة يحدد سعر بيع فيرمين إلى تشيلسي    25 دولة تعلق خدمات البريد مع الولايات المتحدة إثر رسوم ترامب    منظمات إغاثية: أكثر من 100 ألف يمني تضرروا من السيول    ديمبلي: نصائح ميسي غيرت مسيرتي    هل بريطانيا دولة مؤسسات؟.. أم مثل دول العالم الثال    منتخب المغرب يضرب موعداً مع مدغشقر في نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين    أصبحت منطقة منكوبة..سيول مدمرة تضرب جبل حبشي    معارك بن بريك الكبرى.. كشف الإعاشة وتوريد إيرادات مأرب    عن كشف الإعاشة المشروطة بالمنفى    رابطة الأمهات تكشف عن اختطاف 300 شخص وتدعو للضغط على المليشيا لإطلاقهم ووقف الانتهاكات    المنتخب السعودي يستعد لمعسكر التشيك بدون سعود    أمريكا المفتوحة.. إيجا تقصي إيميليانا    التزام الماني بقرارات اليمن المتعلقة بالبحر    الخسارة التي لا تشبهها خسارة أخرى    قيادي مؤتمري: قريبا نضع النقاط على الحروف    المبعوث الأمريكي يوضح المدة المتوقعة لنهاية الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا    لمن لا يعرف من هو الدكتور رامي عبدالوهاب محمود    شباب مخدوعون بثقافة ترى أن أوروبا هي الجنة    حين غسلت الغيوم وجه صنعاء    إعلان القائمة النهائية للمنتخب الأولمبي المشارك في تصفيات كأس آسيا    السفير الأصبحي يستقبل رئيس الاتحاد العربي للرياضات المائية خالد الخليفي    بعد نحو عشر سنوات من الانتظار لرؤيته.. وفاة والدة المختطف "نبيل العنسي"    الحوثيون يضيئون مقابر قتلاهم ويغلقون المتحف الوطني بذريعة فواتير الكهرباء    إغلاق 18 منشأة صحية وصيدلية مخالفة للتراخيص والأسعار بشبام    محافظ عدن يناقش تنفيذ مشروع الممر الآمن لتصريف السيول    صنعاء لم تكن إلا عاصمة للغزاة والمحتلين!!    مصر تعلن عن اكتشاف استثنائي وتاريخي تحت الماء    أطعمة تمنع تكون الحصى في الكلى    يا مُسَلّي على خاطري..    منظمة أممية: السيول تسببت بدمار واسع في اليمن وحجة من أكثر المحافظات تضررا    هيئة الأدوية تبدأ العمل بالتسعيرة الرسمية الجديدة لضبط الأسعار وضمان توفره    -    أستراليا.. أول عملية جراحية في العالم بمساعدة روبوتين    زاوية صحية: التهاب الجهاز التنفسي (العلوي )    بشرى الخير وقطف الثمار.. مرحبا دخول ربيع الأنوار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أراك طروباً للمرشدي
نشر في 14 أكتوبر يوم 15 - 11 - 2012

في هذه السلسلة من حكاية غنوة أحببت أن أتحدث في هذه الحلقة عن شعراء الأغنية من أهل الحكم والسلطان ولا أدري ما الذي ذكرني بذلك! لكنني اعتقد بيني وبين نفسي أن كلمات القصيدة ولحنها وأداءها السبب في ذلك حيث وجدت أن هذه الأغنية جمعت بين كل المحاسن ولم أستطع أن أمنع نفسي من التحدث عنها عبر هذه الصحيفة التي وجدت نفسي من خلالها من أكبر المحظوظين لقبولهم ما أكتب ونشر وما يختلج في صدري لذا فأنني أستأذن القارئ أن يتسع صدره مثلما أتسع صدر هذه الصحيفة الغراء ولكي لا أطيل عليكم فأن المحاسن التي تتحدث عنها تتمثل في أن قائلها مثلما أسلفت رجل حكم وسلطان هو (يزيد بن معاوية بن أبي سفيان) ذلك الشاب الأموي الذي أصبح خليفة للمسلمين بعد والده حيث جمع بين رقة الإحساس وعذوبة الكلمة من جهة وقوة الحكم والسلطان من جهة أخرى وحكم الشعوب بسلطانه وقوته مثلماً أسر القلوب بشعره ورقته، في هذه الحلقة من سلسلة «حكاية غنوة» سوف نتحدث عن قصيدته الرائعة «أراك طروباً» التي يتحدث فيها عما حل به عندما شاهد (صدفة) امرأة من أهل البادية سلبت قلبه وعقله فأنشد يقول:
على شاطئ الوادي نظرت حمامة
فطالت علي يا حسرتي وتندمي
أشير إليها بالبنان كأنما
أشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
ولا مقصدي إلا تجود وتنعم
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلم
ولا تحسبوا أني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم
وعندما يفتضح عشقه وهواه لتلك البدوية يسر بذلك الهيام للمقربين من حاشيته وجلسائه واصفاً إياها بصورة رائعة تجعل من سامع ذلك الوصف يهيم عشقاً هو الآخر بتلك البدوية العربية.
مهذبة الألفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داؤود وعفة مريم
أغار عليها من أبيها وأمها ومن
خطوة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا البستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
ولعل الفنان اليمني الخضرم محمد مرشد ناجي «المرشدي» الوحيد الذي قدم هذه القصيدة قبل أكثر من ثلاثين عاماً ملحنة ولا زالت تلقى صدى واسعاً حتى الآن.
والحكاية الذي أتذكرها عن هذه العنوة القصيدة أن أمير قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد طلب (بالواسطة) قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً في ظل انقطاع العلاقات القطرية اليمنية الجنوبية آنذاك بواسطة دولة أخرى من الحكومة الإشتراكية اليمنية السماح للفنان المرشدي بالسفر إلى قطر كي يسمع من المرشدي تلك الغنوة القصيدة على الطبيعة فقد كان الشيخ خليفة عربياً صميماً كأجداده ممن يقدرون ويتذوقون الشعر والأدب والفن الرفيع، فقد أشتهرت هذه القصيدة كواحدة من أجمل قصائد الغزل الوصفي ووصف لوعة شوق المحب وجمال وفتنة الحبيب، وأثيرت حولها الشائعات عن حقيقة قائلها، حيث استغرب البعض وأنكروا على يزيد بن معاوية أن يستطيع قول ذلك الكلام البديع المليء بالمشاعر الإنسانية الصادقة التي لا يقوى ولا يستطيع من كان مثله منشغلاً بأمور الحكم ومولعاً بالهوى والعشق أن يقول مثل ذلك الشعر العاطفي ورأوا في ذلك تناقضاً واضحاً حيث يقولون إنها للشاعر الفصيح زياد إبن أبيه الذي أشتهر بفصاحته وبلاغته الخطابية في عهد الإمام علي بن ابي طالب «كرم الله وجهه» وقربه معاوية ابن سفيان «رضي الله عنه» إليه بعد مقتل سيدنا علي «كرم الله وجهه» إتقاءً للسانه وأطلق عليه اسم زياد بن معاوية وكان من ندماء زياد أيضاً كما قرأت في كتاب المستطرف بيتين من الشعر قالها الشاعر أبن أبي الرفاع للخليفة عبد الملك بن مروان رداً على سؤال الخليفة له عن النساء حيث قال:
قضاعية الكعبين كندية الحشا
خزاعية الأطراف طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ومنطق داؤود وعفة مريم
والله أعلم.
وإذا كان الفنان محمد مرشد ناجي قد قدم القصيدة ملحنة قبل أكثر من ثلاثين عاماً فإنه على حد علمي لم يلحنها أو يغنيها غيره هذا لأن المرشدي قد أشبع كلمات القصيدة لحناً جيداً استوحاه من التراث اليمني العريق وسيظل لحنه يذكرني بالقصيدة، ويقول بعض الملحنين الموهوبين أنه مهما حاول البعض تأليف لحن جميل آخر فإن المرشدي سيظل هو صاحب السبق في ذلك مسجلاً اسمه كواحد من أكبر الفنانين المثقفين العرب في الذاكرة التي تذكر له الكثير من الأعمال الغنائية الراقية.
وكل غنوة وأنتم بخير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.