استهل الرئيس الجديد للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ أول الاجتماعات الرئيسية التي يعقدها بعد توليه منصبه بالتحذير من تداعيات الفساد في بلاده. ونقلت وسائل الإعلام الصينية الحكومية أمس عن شي جين بينغ قوله «إذا سمح للفساد بأن ينتشر في الصين فإن الحزب الحاكم يغامر بوقوع اضطرابات كبيرة وانهيار حكمه». وبلغة صريحة غير معتادة قال شي وهو نائب الرئيس الصيني «إن الكسب غير المشروع يشبه الديدان التي تنمو في مادة متحللة». وهي عبارة صينية قديمة معناها أن الخراب يصيب الضعفاء. وأضاف شي في دورة دراسية للمكتب السياسي وهو ثاني أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب «في السنوات الأخيرة تراكمت مشاكل في بعض الدول أدت إلى غضب شعبي متأجج واضطرابات مدنية وانهيار حكومي وكان الفساد عاملا في كل هذا» . وتابع شي «قدر كبير من الحقائق يبين لنا أنه كلما زاداد الفساد تكون النتيجة الوحيدة نهاية الحزب وانهيار الدولة ويجب أن نتحلى باليقظة». ودون أن يذكر أيا من هذه الحوادث بالاسم قال «في الآونة الأخيرة مني حزبنا بمشاكل انضباط ومشاكل قانونية خطيرة لها طبيعة مزرية كان لها أثر سياسي سيئ وأصابت الناس بصدمة». وشهدت الفترة السابقة لاجتماع مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني هذا الشهر -الذي كشف فيه النقاب عن جيل جديد من الزعماء- فضيحة شملت السياسي الرفيع السابق بو شي لاي الذي كان منافسا على أعلى منصب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وطرد بو من الحزب هذا العام وهو يواجه اتهامات محتملة بالفساد وإساءة استخدام السلطة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الشهر الماضي إن عائلة رئيس الوزراء ون جيا باو جمعت أموالا تبلغ 2.7 مليار دولار على الأقل في «ثروات مخفية» وهو تقرير وصفته الصين بأنه يصل إلى حد تشويه السمعة.