افتتح محافظ حضرموت خالد سعيد الديني وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن عبد الله مطر المزروعي أمس الأول مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمدينة حديبو في آرخبيل سقطرى بكلفة مليوني دولار بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية. ويتكون المستشفى من طابق واحد تم إنشاؤه على مساحة ألف و 420 متراً مربعاً، ويضم أربعة أجنحة و40 سريراً طبياً بالإضافة إلى أقسام الجراحة العامة وجراحة الأطفال والباطنية وأقسام النساء والتوليد وأقسام الصيدلة والأشعة والمختبر المجهزة بكافة الأجهزة والمعدات الطبية. وفي حفل الافتتاح الذي حضره وكيل محافظة حضرموت أحمد الجنيد ألقى محافظ حضرموت كلمة أشاد فيها بأهمية انجاز مستشفى خليفة بن زايد في سقطرى كهدية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وقال :«لقد ظل هذا المستشفى حلماً يراود أبناء هذه الجزيرة وهاهو اليوم قد تحقق على أرض الواقع كمنجز عملاق سيرتقي بالخدمات الصحية في الجزيرة إلى آفاق رحبة وسيحل الكثير من المشكلات والصعوبات التي عانى منها ابناء الجزيرة الذين كانوا يضطرون إلى نقل مرضاهم إلى خارج الجزيرة سواءً إلى المكلا عاصمة المحافظة أو إلى صنعاء وإلى الخارج في أحيان كثيرة». وثمن محافظ حضرموت هذه الخطوة الرائدة من دولة الإمارات العربية المتحدة .. وقال :« لم يكن هذا المشروع الأول ولا الأخير الذي قدمته وتقدمه الإمارات العربية المتحدة المعروفة بمواقفها الأخوية والإيجابية الكثيرة فهي من قامت بإعادة بناء سد مأرب العظيم، وهي التي وقفت وألقت بكل ثقلها في مساندة أبناء محافظة حضرموت والمهرة خلال كارثة السيول عام 2008م ،وتقوم حالياً باستكمال بناء الوحدات السكنية للمتضررين في كل من المكلا ومناطق الوادي بحضرموت وهذه هي شواهد على عمق أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين». ولفت إلى أن أهمية هذا المنجز الشامخ لا تكمن في افتتاح مبناه، لكنها تكمن في مستوى الخدمات التي يمكن أن ينفذها للمرضى وكذلك الحفاظ والاعتناء به. وقال :« ما يميز احتفالنا اليوم بهذه المناسبة هو أنه يأتي في ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد ولعل من أبرزها معالجة مشكلات ومصاعب ما بعد الأزمة التي مربها الوطن خلال العام 2011م ، إلى جانب ما تمر به اليمن من ظروف الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيضع حداً لكافة الاختلالات والسلبيات التي مر بها الوطن سابقاً وسيتحدد خلاله شكل النظام السياسي الذي سيجعل الكل سواسية أمام القانون ». وأضاف :» تقع على أبناء محافظة حضرموت عموما وجزيرة سقطرى خصوصا مسؤولية الارتقاء بمسئولياتنا الوطنية تجاه هذه القضية المصيرية وأن نوحد صفوفنا وكلمتنا لبلوغ الأهداف السامية والنبيلة التي يتطلع إليها كل أبناء الوطن». من جانبه استعرض سفير دولة الإمارات العربية المتحدة مراحل انشاء المشروع .. وقال « كانت البداية قبل حوالي ثلاث سنوات وكانت الفكرة الأولية هي إنشاء عرفة عمليات ثم تطورت إلى أن اصبح مستشفى متكامل يضم العديد من الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة ». وأضاف السفير المزروعي:« بدأ العمل في المستشفى قبل حوالي سنة وواجهنا العديد من الصعوبات والتحديات التي بحمد الله تجاوزناها بدعم ومساعدة أبناء الأرخبيل «. وأعرب عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع وخاصة محافظ المحافظة ووزير الصحة وعضو مجلس النواب سعيد حقيبة ومسؤولي السلطة المحلية والمشايخ والأهالي في الأرخبيل. وأشار السفير الاماراتي إلى أن المستشفى يضم غرفتي عمليات وغرفة عناية مركزة وأقسام للنساء والولادة والأطفال وتجهيزات ومعدات طبية متطورة .. لافتاً إلى أن ما أنجز يعتبر المرحلة الأولى من المشروع وهناك مرحلة ثانية ستضم مبنى للعيادات الخارجية ومبنى لإدارة المستشفى بالإضافة إلى سكن متكامل للكادر الطبي والتمريض الذي يعمل في المستشفى ، متوقعاً أن تنجز المرحلة الثانية خلال عام من الآن. وأكد أن هذا الصرح الطبي الكبير لن يتمكن من تقديم خدماته بشكل كامل ولن تحقق الهدف من انجازه بدون تعاون ودعم ومساندة الجميع وخاصة السلطة المحلية والكادر الطبي والتمريض. وقال» دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان لم يقتصر عملها على المستشفى ولم تنتظر حتى الانتهاء من انجازه ولكنها دعمت الخدمات الطبية من خلال توفير اطباء متخصصين في العظام والتخدير والأسنان منذ مدة طويلة بالإضافة إلى أربع سيارات اسعاف مع سائقيها وسيارات خاصة للمستشفى «. وأضاف : كما قامت المؤسسة ببناء عدة مشاريع لتخزين المياه في مناطق متفرقة من الجزيرة بالإضافة إلى إنشاء مصنع للثلج علاوة عن نشاط العديد من المؤسسات الخيرية وخاصة هيئة الهلال الأحمر لدول الإمارات. وأشار إلى أن افتتاح المستشفى يتزامن مع نشاط مكثف للمؤسسة من خلال توفير المواد الغذائية ضمن منحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير مواد غذائية بقيمة 500 مليون درهم للمحتاجين في اليمن ومن ضمنها جزيرة سقطرى وتوزع بشكل مباشر على المستحقين وكذلك مشروع الحقيبة المدرسية. فيما اشار وكيل محافظة حضرموت لشئون ارخبيل سقطرى إلى أهمية افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بالتزامن مع الاعياد الوطنية للجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.. معرباً باسم السلطة المحلية وعن جميع ابناء سقطرى عن جزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة لما قدمته وتقدمه في الدفع بمقدرات التنمية في اليمن ومنها جزيرة سقطرى . من جانبه أشاد مدير مكتب مجلس التعاون لدول الخليج العربي بصنعاء سعد العريفي بأهمية المشروع وضرورة ان يحقق الأهداف التي تم إنشاؤه من أجلها من خلال حسن إدارته وتشغيله على النحو الأمثل . فيما أشار مدير المستشفى الدكتور سالم فرج إلى أن انجاز المستشفى يعتبر أكبر حدث تنموي في الجزيرة والأرخبيل حيث حقق لأبناء الجزيرة حلماً كبيراً نتيجة بعد الجزيرة عن اليابسة ومعاناة الناس في نقل مرضاهم إلى خارج الجزيرة. وقال :» هذا المستشفى يعد منجزاً كبيراً للجزيرة في ظل ما تتوفر فيه من أجنحة تحتوي على 40 سريراً طبياً بالإضافة إلى الأقسام المتخصصة والكادر الطبي الذي يصل عدده إلى 95 كادراً فنياً إلى جانب الأطباء الأجانب». وأضاف « إن المستشفى الذي سيعمل تحت إشراف وزارة الصحة العامة والسكان وتم تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة بما تؤهله لأداء مهامه على أحسن وجه ». وأوضح أن المستشفى يضم تجهيزات متطورة بما فيها جهاز فحص الدم سي بي سي وجهاز تشخيص وفحص الفيروسات والجراثيم والوظائف الحيوية بالإضافة إلى غرفة عمليات مجهزة بكامل المعدات الحديثة ..لافتاً إلى أن المستشفى مؤهل ليستقبل 300 مريض يومياً وإجراء 40 عملية في الشهر. وفي ختام الحفل سلم محافظ حضرموت دروع المحافظة للسفير الإماراتي عبد الله مطر المزروعي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية تقديراً وعرفاناً بما قدموه للمحافظة والأرخبيل من خدمات ومشاريع تنموية. حضر الافتتاح السفير الكويتي بصنعاء فهد الميع والسفير العماني بصنعاء عبد الله بادي ، والسفير الماليزي بصنعاء عبد الله بن فايز، وممثل الأممالمتحدةبصنعاء اسماعيل ولد الشيخ ونائب ممثل منظمة الصحة العالمية اسامة مرعي وعدد من المسؤولين . إلى ذلك دشن محافظ حضرموت خالد سعيد الديني ومعه سفير دولة الإمارات العربية المتحدة عبدالله مطر المزروعي أمس الأول بمدرسة ثانوية الزهراء للبنات بمدينة حديبو بأرخبيل سقطرى مشروع توزيع الحقيبة المدرسية على طالبات الجزيرة والمقدم من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية . وفي حفل التدشين القت الطالبة بلقيس علي هاشم كلمة رحبت فيها بالمحافظ والسفير وأعربت عن الشكر لمؤسسة خليفة بن زايد على مد يد العون والمساعدة لابناء سقطرى ومد الجزيرة بمشاريع خدماتية وإنسانية . كما دشن المحافظ والسفير مشروع توزيع المواد الغذائية المقدمة من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية ضمن مكرمة الشيخ خليفة بن زايد لليمن التي تصل إلى 500 مليون درهم بواقع 500 ألف سلة غذائية تشمل أكياس قمح ورز وسكر وجالونات زيت. وتفقد المحافظ والسفير الإماراتي أمس الأول مشروع اعادة تأهيل ميناء سقطرى القديم من خلال توسيع الرصيف والإضاءات والخزانات الإضافية وغيرها بكلفة تصل إلى 17 مليون دولار بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية. وأوضح مدير الميناء مسعود سعد أحمد أن المشروع الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأشهر القادمة يشتمل على توسيع الرصيف بواقع 40 متر ، بالإضافة إلى الإضاءات وشفاطات الأتربة وخزانات وقود إضافية وملحقات أخرى ترتقي بمستوى عمل الميناء . كما زار محافظ حضرموت وسفير الإمارات العربية المتحدة مشروع بناء 109 وحدات سكنية مع ملحقاتها الخاصة بالأيتام بكلفة 419 مليون ريال على نفقة فاعل الخير محمود فتح علي الخاجة .كما اطلع المحافظ الديني والسفير المزروعي على طريقة العمل في مشتل نباتات سقطرى الذي يضم عينات من أهم النباتات النادرة في ارخبيل سقطرى. واستمع المحافظ والسفير من القائمين على المشتل إلى شرح عن الصعوبات والمشاكل التي تتعرض لها بيئة سقطرى ، وأهم المشاريع التي يمكن تنفيذها لحماية بيئة الجزيرة . رافق المحافظ والسفير كل من وكيل محافظة حضرموت أحمد الجنيد، ووكيل المحافظة لشؤون سقطرى عيسى عبد الله، والسفير الكويتي فهد الميع والسفير العماني عبد الله بادي والسفير الماليزي عبد الله بن فائز، وممثل مكتب مجلس التعاون بدول الخليج العربية سعد العريفي ،وممثل الأممالمتحدةبصنعاء اسماعيل ولد الشيخ ونائب ممثل منظمة الصحة العالمية اسامة مرعي وعدد من المسؤولين .