عقدت أمس بالعاصمة صنعاء ورشة العمل الخاصة بالأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية لختان الاناث والاغتصاب والتحرش الجنسي التي نظمتها اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومؤسسة التفاعل في التنمية (انتراكشن) بمشاركة عدد من ممثلي الجهات ذات العلاقة من قطاع التوجيه والارشاد بوزارة الاوقاف والاعلام والداخلية. وفي افتتاح الورشة أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة شفيقة سعيد أهمية تكاتف جهود كافة الشركاء لمواجهة كافة الممارسات الضارة التي تواجهها المرأة. وقالت إن اليمن من أكثر الدول- بعد دول القرن الإفريقي - التي تمارس ختان الإناث، وأن دراسة أعدتها اللجنة قد أظهرت وجود هذه الظاهرة على نطاق واسع في خمس محافظات يمنية.. مستعرضة جملة الأضرار المترتبة على ختان الإناث كونه يعد احد أشكال العنف الذي يمارس ضدها. وأشارت إلى أن اليمن قد وقعت على العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل ومناهضة أشكال العنف ضد المرأة. وقالت إن موضوع الورشة حديث شائك وجدلي منذ زمن ويحتاج إلى جهود كبيرة لتعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة كل أشكال العنف التي تمارس ضد المرأة بما فيه ختان الإناث والاغتصاب والتحرش الجنسي.. موضحة أن هناك أسباباً عديدة قد ساهمت في تزايد وانتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا اليمني. مطالبة رجال الدين وخطباء المساجد ووسائل الإعلام بالقيام بدورهم المطلوب في مواجهة هذه الظواهر السلبية الضارة.. مشددة على ضرورة الخروج بتوصيات عملية لتعميمها على مختلف الجهات المعنية للتوعية بمخاطر وأضرار ختان الإناث والاغتصاب والتحرش الجنسي. من جانبه أكد القاضي حمود الهتار أن ختان الإناث والاغتصاب والتحرش الجنسي لها أضرار جسيمة على المرأة . وقال إن المرأة في مجتمعنا الإسلامي لها مكانة عظيمة وتشكل نصف المجتمع وعلى كل فرد في المجتمع مواجهة كل أشكال العنف التي تمارس ضد المرأة . من جهته أستعرض ممثل منظمة انتراكشن للتنمية جهود المنظمة في مواجهة الممارسات الضارة التي تواجهها المرأة ومنها ختان الإناث . وقال إن الورشة تعزز لشراكة حقيقية مع كافة الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة التي لها أضرار صحية ونفسية واجتماعية على المرأة.. موضحا أن المسئولية مشتركة ولا تقتصر على جهة بعينها. متطلعا إلى خطوات جادة وجريئة لرفع الظلم عن المرأة وتبني مواقف واستصدار قوانين تحمي المرأة من كل أشكال العنف الذي يمارس ضدها. بدورها استعرضت منسقة الورشة ذكرى النقيب جهود اللجنة الوطنية للمرأة لمواجهة ظاهرة ختان الإناث.. موضحة أن اللجنة قد نفذت دراسة ميدانية شملت خمس محافظات استخلصت من خلالها واقع الظاهرة في اليمن والجهود المطلوبة لمواجهتها. وكان قد عرض خلال الورشة عدد من أوراق العمل تناولت الأولى منها الأضرار الصحية لظاهرة ختان الإناث والاغتصاب والتحرش الجنسي قدمتها الدكتورة منى الهمداني، فيما تناولت الورقة الثانية التي قدمتها أشواق الحاشدي الأضرار الاجتماعية والنفسية لهذه الظواهر السيئة، وتطرقت الورقة الثالثة التي قدمتها ابتسام العواضي إلى النظرة القانونية لهذه الظاهرة، فيما تناولت ورقة الشيخ الدكتور حمود السعيدي النظرة الدينية للظاهرة. وقد تخلل الورشة التي خرجت بجملة من التوصيات المهمة لمواجهة الظاهرة نقاش مستفيض من قبل المشاركين من مختلف القطاعات حول موضوعات الورشة ودور مختلف الأطراف في مواجهة هذه الظواهر السلبية التي تضر بالمرأة صحيا ونفسيا واجتماعيا كما لها أضرار على الأسرة والمجتمع.