بداية، أود أن اعتذر عن شيئين: أولهما أنني تأخرت كثيراً بكتابة هذه الأبيات، لا إهمالاً ولا كسلا ولكن لأنني وجدت نفسي قد خاصمني الالهام ولم تجد لي قريحتي، ولم تساعدني في كتابة هذه القصيدة لأسباب لا أعرفها، ولكنني تذكرت اخيراً قصة حقيقة تكاد أن تشبه قصتي، وقعت للفنان الكبير محمد الموجي مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم، حيث تعاقد مع السيدة أم كلثوم على تلحين أغنية (للصبر حدود) في مدة لا تزيد على شهر واحد، ولكن مضت ستة أشهر ولم يتمكن الموجي من مجرد البدء في تلحين الأغنية ما جعل أم كلثوم تغضب وترفع عليه قضية في المحكمة. وفي المحكمة طلب الموجي من القاضي ان يحكم عليه بأن يلحن الأغنية، فقال القاضي قد حكمت عليك بتلحين الأغنية، ولكن الموجي طلب من القاضي أن ينفذ الحكم عليه، ورد عليه القاضي كيف أفعل ذلك؟ قال الموجي بأن تكسر رأسي يا سيادة القاضي ثم تخرج منه اللحن وتسلمه للسيدة أم كلثوم، وضحك القاضي بعد ان فهم ما كان يقصده الموجي، ثم قال له: اذهب و(انهي) الأمر مع السيدة أم كلثوم وعندما ذهب إلى السيدة أم كلثوم أقنعها بقوله انه لا يستطيع ان يعمل شيئاً إلا إذا اسعفه الالهام خاصة وان اللحن ليس لفنان عادي وانما هو لأم كلثوم. ثانياً: فإنني اعتذر عن عدم مناداتي لك بجملة (أمي الحبيبة) لأنها جملة لا تحتاج إلى تأكيد مني ولانني نشأت يتيم الأم التي لم أرها حيث انها ماتت وأنا طفل لا اتذكر شيئاً، وبالرغم من أن جدتي والدة أمي قد غمرتني بحنانها وحبها بطريقة جعلتني لا أحس كثيراً بأنني فقدت حنان أمي، إلا أنني كنت أدرك أن هذا الحنان الصادق، سيصبح مجرد ذكرى في حالة وفاتها وأحسست ان الحنان الدائم سيأتيني من أم اخرى هي ام لي وأم لكل من تكرم عليه الخالق بان يتم ميلاده بين احضانك وهذه الأم هي انت يا امي الحبيبة الغالية الذي حرمني ظلم الإنسان من العيش بين احضانك أكثر من ثلاثين عاماً. اخيرا: ارجو منك يا أعظم أم في الوجود قبول اعتذاري والأهم من ذلك ان ما كتبته لك سأكون قد وفقني الله فيه ليأتي بصورة تليق بك وترضيك قدر الامكان. لك حبي إلى الابد ودمت لابنك المحب . إلى الحبيبة الغالية (عدن) وأخيراً التقينا يا عدن التقينا انتِ يا أحلى وطن التقينا بعد ما طال البعاد بعد ما العينين جافاها الرقاد بعد ما لون الحياة اصبح سواد لما شفتك كل نيران البعاد اصبحت من بعد ما شفتك رماد *** قالوا عنك ان جوك نار رطوبة وغبار والحرارة عالية دائماً كان في ليل أو نهار قلت انا أعشق حرارتك والرطوبة اعشق الطين اللي بناك طوبة طوبة إيش سويسرا، إيش فرنسا جنبك أنت يا عدن ايش جبال الألب جنب شمسان يا أحلى وطن كل شاطئ في الوجود ما يساوي حتى رمل صيرة ولا حقات أو جمال أبين ولا لحج الخضيرة آه آه لو تدري شعوري وأنا فوق خورمكسر ساعتها حسيت ان هم الدنيا في قلبي تبخر كنت أتمنى أفك الباب واسبح في الفضاء واحلق فوق أرضك فوق جبالك والسماء لهفتي كانت إليك لهفة الطفل الرضيع لهفة الطفل الذي خايف لعاد أمه تضيع وأعيش في الذكريات اللي انحرمت منها سنين هذا شعب العيدروس، هذه حافة حسين هذه صيرة الجميلة والحبيبة الشيخ عثمان هذه لحج الخضيرة، هذه أبين كمان *** عشت في احلام جميلة بس صحاني المضيف شوفنا قربنا نهبط والمطار اصبح قريب شد حزامك وارفع الكرسي، يا لله يا حبيب قلت له ايش مش كفاية عمري قضيته سجين عمري ضاع ما بين تمني، بين أشواق وحنين وابتسمت وأنا أقول له والفؤاد يحرق حريق أنا قد شديت حزامي نصف عمري يا صديق حطت الطائرة على أرض المطار وابتدا ليلي الطويل يصبح نهار مش مصدق أننا فعلاً باشوفك يا عدن بعد ما قاسيت من آلم ووحدة ومحن وابتدوا الناس بالنزول وأنا واقف مسمر ما دريت ان كنت واقف مخير أو مسير وأخيراً ساعدوني بالنزول وابتدا خوفي من الموقف يزول رحت ساجد وأنا لساني يقول والدموع من عيني تجري كالسيول شكري لك يا صاحب الفضل العظيم شكري لك يا صاحب الفضل العظيم