سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل : لليمن حركة نقابية عريقة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي لدى بدء أعمال المؤتمر العام الثالث للاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة بصنعاء
بدأت بصنعاء أمس أعمال المؤتمر العام الثالث للاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة تحت شعار من أجل حماية الحقوق العمالية والحريات النقابية الذي يستمر 3 أيام وتنظمه النقابة العامة لعمال البلديات والإسكان في اليمن بالتعاون مع أمانة العاصمة . وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وزير الأشغال العامة والطرق وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى اليمن أكدت وزير الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حمد أن اليمن من الدول العربية التي لديها حركة نقابية عمالية عريقة وقديمة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي وشهدت تطورا ملحوظا ومتناميا أكسبها القدرة على الإسهام في بناء المجتمع وتطوره ونهضته ، كما كان لها بصمة على كل المستويات الوطنية والإقليمية والدولية . وأشارت إلى أن اليمن وقعت وصادقت على 30 اتفاقية عمل وسبع اتفاقيات عمل عربية وحاليا ينظر مجلس النواب اليمني في ثلاث اتفاقيات دولية وواحدة عربية تتعلق بالعمال ،لافتة إلى أن أهم ما يرتبط بالعمل النقابي العمالي وفقا للأربعة المبادئ الأساسية ثماني اتفاقيات تختص بالحقوق والحريات النقابية والمساواة والإنصاف وعمالة الأطفال والعمل الجبري. وبينت أن التجربة اليمنية تعد نوعية في الإطار التشريعي القانوني لمنظمات المجتمع المدني حيث يمتلك اليمن 3 قوانين تنظمها والحكومة بصدد تعديلات على تلك القوانين بما يواكب الاتفاقيات الجديدة والمستجدات المحلية والتطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . وأكدت حرص الحكومة على حماية الحقوق والحريات النقابية والرعاية الشاملة لها التي تجلت من خلال منح 3200 عامل وعاملة من عمال النظافة الدرجات الوظيفية الثابتة وإشراك منظمات المجتمع المدني بالحوار الوطني الذي يعول عليه اليمنيون لإخراج الوطن من أزمته الراهنة والتحديات التي تواجهه إلى مستقبل ينعم بالأمن والاستقرار والوحدة الوطنية . وأكد أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال أن المؤتمر يعد رافداً مهماً ورئيسياً في تعزيز الدور النقابي والسياحي بمختلف بلدان الوطن العربي .. مشيراً إلى أهمية الدور الحيوي للعمال بشكل عام وعمال النظافة والسياحة بشكل خاص في خدمة مجتمعاتهم . ولفت إلى حرص السلطة المحلية بأمانة العاصمة صنعاء على مناقشة هموم وقضايا العمال بكل شفافية ووضوح والعمل على تذليل كافة الصعوبات والمشاكل التي تواجههم للرقي بمستواهم . وقال أمين العاصمة هلال « ان شريحة العمال سواء في البلديات والسياحة وغيرها تعد من أهم الركائز الأساسية في عملية التنمية والنهوض بحياة المجتمعات التي إن تم بناؤها وتأهيلها بالطرق العلمية وإعطاؤها كافة الدعم والحقوق ستكون الرافد المستمر الذي لا ينضب لتحقيق التطور والنهوض الذي ننشده جميعاً كحكومات وشعوب عربية » . ودعا هلال المشاركين في المؤتمر إلى الوقوف بجدية أمام القضايا النقابية وحماية الحريات والعمال في الوطن العربي وهو ما يتطلب الكثير من العمل والجهد والنقاش الجاد والرؤية العميقة للوصول إلى نتائج واقعية قابلة للتطبيق تخدم مجتمعاتنا العربية . وأوضح رئيس الاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة محمد عبدالله العرادة أن المؤتمر يقف أمام العديد من الصعوبات التي بتجاوزها سيتمكن من إنجاز الكثير من أعمال الاتحاد وحقوق العمال الذين يعقدون آمالاً كبيرة على قرارات المؤتمر التي ينبغي تنفيذها على الواقع . ولفت إلى ضرورة مد جسور التعاون مع الجميع من أجل تحقيق مصالح العمال في المرحلة القادمة من خلال التمسك بالحوار كونه أقوى الأدوات لحل أكبر المشكلات ، مؤكداً حرص المجلس التنفيذي على دعم الأمانة العامة وقيادتها الجديدة ووضع كافة الامكانيات تحت نظر الأمانة بهدف الرقي باتحادنا في طليعة الاتحادات العربية . بدوره أعرب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن علي أحمد بالخدر عن تمنياته أن يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات تلبي طموحات وآمال العمال العرب سواء على مستوى الحركة العمالية العربية بما يعزز وحدة العمل النقابي ويدعم نضالاته من أجل العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية . ولفت بالخدر إلى تزامن انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة مع قرب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه اليمنيون في حل جميع المشاكل التي تعانيها اليمن .. داعيا الأحزاب السياسية والمنظمات لمشاركة في الحوار إلى استيعاب التحديات بشكل أكثر جدية كون المسئولية الوطنية أكبر من أحزابهم ومناطقهم . من جانبه أشار رئيس النقابة العامة لعمال البلديات والاسكان ونائب رئيس الاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة محمد المرزوقي إلى أن ما حُظي به العمال من دعم مادي ومعنوي من قبل رئيس الاتحاد العام محمد عبدالله العرادة وكافة النقابات وأعضاء الاتحاد خلال الفترة الماضية كان له الأثر الإيجابي والملموس في تحقيق الحياة الكريمة لكل عامل وعاملة. وأكد المرزوقي أن انعقاد المؤتمر يأتي متزامناً مع مرحلة جديدة لبلادنا ومواكباً لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيبدأ في 18 مارس الجاري والذي تعتبر الطبقة العاملة ملتزمة فيه بصنع الغد المشرق نحو البناء والتنمية . وقال « إننا نُدرك تماماً أن العمل النقابي قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل الوطني الاجتماعي الديمقراطي في أي بلد ، وأننا في النقابة العامة لعمال البلديات والاسكان ننظر إلى واقع المجتمع المدني الذي نحن جميعاً جزء لا يتجزأ من منظومته وإلى ما يشهده اليوم من حراك ايجابي ونمو وتطور نحو شراكة فاعلة لبناء الدولة العصرية وهو ما يتطلب منا المزيد من الجهد والتنسيق المتكامل بين منظمات المجتمع المدني». وتطرق إلى ما تواجهه مجتمعاتنا العربية بجميع فئاتها من تداعيات مالية واقتصادية نتيجة للأزمة المالية العالمية التي انعكست وبالاً على العمال البسطاء. وأشار إلى أن المرحلة التي نمر بها تتطلب منا جميعاً التكاتف والتعاون للتصدي للآثار السلبية التي قد تشكل خطراً جسيماً على العمالة ، والسعي الدؤوب لتنفيذ الخطط المستقبلية وتفعيل جميع القرارات التي تسهم في جعل الاتحاد بطليعة الاتحادات المهنية العربية والتمكن من تحقيق المزيد من المكتسبات للطبقة العمالية . وقامت نقابة عمال اليمن والنقابات العامة للوفود العربية المشاركة في أعمال المؤتمر بتبادل الدروع التكريمية فيما بينها وتكريم رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وأمين العاصمة ورئيس الاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة ورئيس النقابة العامة لعمال البلديات والاسكان ونائب رئيس الاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة ورئيس الاتحاد العام لعمال نقابات اليمن لإسهاماتهم في دعم جهود النقابات العمالية والارتقاء بمنتسبيها. اختتم حفل الافتتاح بتكريم رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة ووزير الشئون الاجتماعية أمة الرزاق حمد وأمين العاصمة عبد القادر هلال وعدد من القيادات النقابية في الاتحاد العربي لعمال البلديات والسياحة. حضر افتتاح المؤتمر وكيل أمانة العاصمة لقطاع البلديات والبيئة عصام جمعان وعدد من أعضاء السلطة المحلية بأمانة العاصمة وعدد من أعضاء السلك لدبلوماسي العربي والشخصيات الحقوقية والاعلامية وناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعنيين.