التقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية امس في مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية. وفي اللقاء أكد الرئيس الروسي ترحيبه بهذه الزيارة التي تتواكب مع تطورات العلاقات اليمنية الروسية الضاربة جذورها منذ ما يزيد على مانية عقود من الزمن. وقال: إن هذه الزيارة لها مدلولها الخاص كونها تأتي واليمن يشهد تغيرا داخليا ملحوظا وعلاقات البلدين الصديقين تمر بمرحلة من الانتعاش لاسيما في المجال الاقتصادي الذي تعافى من ركوده وزاد بوتيرة 43 % عن الأعوام السابقة. وقد جدد الرئيس الروسي استعداد بلاده لبذل كل جهد في دعم ومساندة وخلق الظروف المواتية لتطور الاقتصاد في اليمن، مؤكدا دعم روسيا لأمن واستقرار ووحدة اليمن. فيما أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن هذه الزيارة تأتي وعلاقات البلدين الصديقين تحتفي بذكراها ال85، وتشهد تطورا مستمرا تعززه المواقف الروسية المشكورة بمساندة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومباركتها للحوار الوطني. وقال الأخ الرئيس إن اليمن التي شهدت تحولا وتغيرا مع الأحداث التي مرت بالشرق الأوسط في العام 2011 قد عانت من انقسام كبير كاد أن يذهب بالبلاد إلي احتراب أهلي إلا أن اليمنيين اتجهوا نحو الحل السلمي الذي أنتج مبادرة خليجية وانتخابات غير مسبوقة أفرزت رئيسا توافقيا أجمع عليه اليمنيون، ونتج عن هذا التغيير السلس حكومة توافقية. وأوضح أن اليمن مر وما يزال بصعوبات كثيرة إلا أن الحكمة اليمنية تجلت باتجاه الجميع إلي حوار وطني شامل يضم مختلف النخب اليمنية. وقد استعرض الرئيس هادي مع نظيره الروسي أبرز التحديات التي تمر بها اليمن في النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، مؤكدا أن الاستقرار في اليمن سيخدم المنطقة برمتها. وفي سياق متصل أقام الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية امس مأدبة غداء على شرف زيارة الأخ الرئيس عبدربه منصور رئيس الجمهورية والوفد المرافق له إلي روسيا. وخلال المأدبة جرى استعراض شامل للعلاقات التاريخية المتينة والمتجددة التي تربط البلدين الصديقين منذ أمد بعيد. وقد أشار الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلي جملة الخطوات والإجراءات والقرارات التي تمت في طريق تنفيذ التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014- 2051 وصولا إلي انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 من مارس الماضي والذي شمل كل الفعاليات الحزبية والسياسية والشبابية والثقافية والمجتمعية دونما استثناء لأحد أو وضع سقف محدد. وقال الرئيس: إن الشعب اليمني يعول على مخرجات المؤتمر الذى يمثل محطة استراتيجية هامة لصنع المستقبل المأمول من أجل الشباب والأجيال الصاعدة وتشكل مخرجاته تدشين إطلالة جديدة على المستقبل الذي ينتظره اليمنيون بأمل بعد صراعات امتدت لنصف قرن من الزمن. وعبر الأخ الرئيس عن تطلعه إلي مزيد من تفعيل العلاقات اليمنية الروسية بشكل أوسع لا سيما في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري خصوصا في جوانب النفط والغاز والاستثمارات في المجال السمكي والسياحي. وقال: إن اليمن تمتلك ما يزيد عن 2000 كيلو متر من الشواطئ البحرية على بحر العرب والبحر الأحمر وهناك ثروات سمكية ضخمة يمكن الاستثمار فيها، بالإضافة إلي تمتع اليمن بجبال متعددة من الاسمنت ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة. كما أكد الأخ الرئيس الحاجة إلي التعاون العسكري متعدد الجوانب نظرا لوجود الكثير من المعدات العسكرية روسية الصنع بما في ذلك الطائرات المستخدمة في اليمن، وكذا وجود عدد كبير من الكوادر العسكرية والمدنية المتخرجين من الأكاديميات والجامعات الروسية في اليمن. من جانبه جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترحيبه بالرئيس عبدربه منصور هادي، معرباً عن تقديره لما أشار إليه من استعراض شامل حول مجمل العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، مؤكدا أن المجال مفتوح للتعاون المشترك في جميع المجالات ومنها الاستثمارية والتجارية والاقتصادية. وقال إن التعاون بين البلدين سيشهد تطوراً أكبر في المستقبل القريب. فيما قدم وزير الخارجية الروسي استعراضاً شاملا للعلاقات بين البلدين الصديقين بصورة خاصة وما يعتمل في المنطقة سواءً في سوريا أو العراق وأبدى عدداً من الاقتراحات حول الدور المطلوب من أجل حل الصراع في سوريا سلمياً، واعتبر وزير خارجية روسيا أن الحل اليمني يمثل نموذجاً يقتدى به، متمنياً أن تتم التحركات الدولية لحل الملف السوري على هذا النحو. حضر المأدبة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد راجح لبوزة وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء الركن ناصر راشد الجند ورئيس الدائرة التجارية بوزارة الدفاع العميد الدكتور صالح محمد حسين والقائم بأعمال سفارة اليمن بموسكو حسن الراعي. الى ذلك التقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية امس سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشييف. وجرى خلال اللقاء بحث دور دول مجلس الأمن ومن بينها روسيا في استمرار دعم التحول الجاري في اليمن، وكذا استعراض القضايا الأمنية على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب. في اللقاء تطرق الأخ الرئيس إلي ما عاناه اليمنيون من الإرهاب منذ وقت مبكر متناولا طبيعة المعركة مع القاعدة والتي حقق الجيش فيها مسنود بلجان شعبية انتصارا كبيرا اخرج القاعدة من محافظتي أبين وشبوة. وأكد تصميم اليمنيين على محاربة الإرهاب والغلو والتطرف الذي لا يمت للإسلام بصلة.