حضر رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة، أمس بالمركز الثقافي بصنعاء حفل تدشين الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة والتي تنظمها وزارة الثقافة وأمانة العاصمة تحت شعار « من اجل الحفاظ على مدينة صنعاء (مدينة التراث العالمي). وفي حفل التدشين القى الأخ رئيس الوزراء كلمة أشاد في مستهلها بتدشين هذه الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية مدينة التراث العالمي.. مؤكدا أهمية تكاتف جهود الجميع في الحفاظ على مدينة صنعاء لما لذلك من أهمية في تعزيز قيمتها التاريخية. وقال « لمدينة صنعاء في نفسي مكانة خاصة وعشت فيها معظم عمري رغم اني لست من مواليدها، فهذه المدينة لايضاهيها في القدم إلا دمشق، وعلينا أن نحافظ عليها ومنع أية تشوهات تهدد تاريخها ونسيجها المعماري». ووجه الأخ باسندوة الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمساعدة والاهتمام بهذه الحملة الوطنية الهامة للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة، باعتبارها واحدة من المدن التي تحكي تاريخنا وتراثنا العريق.. داعيا جميع الجهات والقطاع الخاص والمواطنين إلى التفاعل مع هذه الحملة للحفاظ على تاريخ اجدادنا واسلافنا والمعبر عن اليمن كله. وقال» صنعاء حوت كل فن وحافظت على تقاليدها وقيمها، رغم أنها لم تعد كما كانت في الستينيات وأضحت تغص بالملايين من الناس، ما يحتم على الجميع التعاون فيما بينهم للحفاظ على طابع هذه المدينة العريقة». وشدد رئيس الوزراء على ضرورة الحفاظ على صنعاء القديمة وجميع المدن التاريخية اليمنية وفي المقدمة مدينتا زبيد وشبام.. لافتا إلى أن اليمن وخلال الأحداث التي مرت بها استطاعت الحفاظ على آثارها التاريخية من العبث والتدمير.. وقال « كم اشعر بالأسى لما دمر من آثار في سوريا، لكننا في اليمن استطعنا الحفاظ على آثارنا، ذلك أن إعادة بناء الآثار بالتأكيد يفقدها قيمتها التاريخية». وتطرق الأخ باسندوة في كلمته إلى أوضاع الكهرباء .. مطمئنا الجميع بان الدولة ستكون حازمة مع من يلحقون الضرر بأبناء الشعب اليمني كافة، من خلال قصف أبراج الكهرباء أو تفجير أنابيب نقل النفط الذي يلحق اضراراً فادحة بالخزينة العامة للدولة، وينعكس سلبا على حياة ومعيشة المواطنين. وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن تمنياته لهذه الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية التوفيق والنجاح.. منوها بجهود وزير الثقافة وأمين العاصمة في هذا الجانب. فيما أكد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل في كلمة له بالمناسبة أن مدينة صنعاء تقف اليوم أمام تحديات كبيرة تدارستها الوزارة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وأمانة العاصمة صنعاء وممثلو المجتمع المدني لأهمية اتخاذ الإجراءات الضرورية لاستعادة الوجه الجمالي للمدينة وذلك بعد اجتماعات متواصلة وجهود مبذولة من قبل الخبراء ومن ثم تم إعداد مشروع خطة الإجراءات العملية والسريعة والتي أقرها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير . وقال « تختزن صنعاء التاريخية سحراً وجمالاً لا تضاهيه إي مدينة أخرى .. وقد كانت على مر التاريخ محل إعجاب المؤرخين والرحالة والأدباء والشعراء والفنانين من اليمن والعالم «. وأهاب وزير الثقافة بالأخوة الوزراء الذين لهم علاقة بخطة الحفاظ على صنعاء التاريخية وخصوصاً وزارات الأوقاف والمياه والبيئة والأشغال العامة والداخلية والتربية والتعليم وكذا إدارة المرور والنيابات العامة وأجهزة الضبط بالتعاون والتكامل مع الهيئة وأمانة العاصمة والوزارة لتحقيق نجاح المشروع. فيما أشار أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر علي هلال في كلمة له بالمناسبة إلى أهمية تضافر جهود كافة الجهات الرسمية والخاصة لإنجاح حملة الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة نظراً لما تمتلكه المدينة الجوهرة من تراث وفن وجمال وبناء معماري أصيل من خلال العمل المتواصل على صيانة معالمها وإزالة التشوهات التي حدثت أثناء الأزمة وما بعدها بإخلاص وعزيمة وأخلاق حميدة مستمدة من صفات أبنائها وسكانها باعتبار مدينتهم مدرسة للحضارة والتاريخ على مر العصور . ولفت أمين العاصمة إلى أن خطة الحفاظ على مدينة صنعاء ضمن قائمة التراث العالمي تشمل تأهيل نحو 27 من المنازل والبيوت ذات البعد والقيمة التاريخية والمعالم الأثرية ممثلة ببابي اليمن وشعوب والاهتمام بالخدمات من كهرباء ومياه واتصالات لاستعادة مدينة العلم والسلام مكانتها وتراثها الذي كانت تزخر به من النواحي التاريخية والاجتماعية . وأوضح أن الخطة تهدف إلى الترويج السياحي وتحسين الخدمات السياحية الجاذبة للسياح من مختلف دول العالم إلى مدينة صنعاء من خلال الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة وعن طريق استخدام وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الإلكترونية والكتب التاريخية باللغات المتعددة من أجل مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الوطني . وكان رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة قد شهد على هامش التدشين توقيع اتفاقية تعاون بين أمانة العاصمة صنعاء ممثلة بأمين العاصمة عبدالقادر علي هلال ومؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية ممثلة برئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور عبدالكريم الارياني. تتضمن الاتفاقية التعاون والإسهام المشترك في دعم التنمية الثقافية والاجتماعية وإحياء التراث الفكري والفني لصنعاء التاريخ وإعداد الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالتراث وبما يؤكد الأصالة التاريخية والتواصل الثقافي والإنساني. كما تتضمن الاتفاقية أن يقوم الطرفان بإنتاج حلقات تلفزيونية عن موروث صنعاء التاريخ من مساجد وسماسر ومقاشم ومراتع وأسواق وكل المعالم التاريخية والاجتماعية للمدينة بالإضافة إلى اشتراك الطرفين في بحث الترتيبات لحصر وترميم وتوثيق المخطوطات في الجامع الكبير. تخلل حفل تدشين الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة عدد من الفقرات الإنشادية والفنية والقصائد الشعرية المعبرة عن القيمة التاريخية والحضارية للمدينة على مر الأزمنة وتكريم رئيس مجلس أمناء مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية الدكتور عبدالكريم الإرياني وعدد من (الأساطية) نظير مشاركتهم في صون والحفاظ على البناء المعماري اليمني القديم والأصيل الذي تمتاز به المدينة التاريخية. حضر الحفل عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومؤتمر الحوار الوطني الشامل والمجلس المحلي والهيئة الإدارية بأمانة العاصمة ووكلاء الأمانة والوكلاء المساعدون ومدراء المكاتب التنفيذية وسفراء الدول الشقيقة والصديقة في صنعاء .