افتتح رئيس مجلس الوزراء الاخ محمد سالم باسندوة أمس أعمال مؤتمر المعايير الصحية اليمنية، الذي ينظمه على مدى يومين اتحاد المستشفيات اليمنية الخاصة تحت شعار «نحو خدمة صحية آمنة ذات جودة عالية للمريض اليمني». وفي افتتاح المؤتمر القى الاخ رئيس الوزراء كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بتدشين أعمال هذا المؤتمر الذي يحضره نخبة متميزة من الأطباء لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة لرفع جودة الإدارة الصحية.. معربا عن أمله في ان يكون هذا المؤتمر باكورة لسلسلة من المؤتمرات العلمية من اجل تطوير جودة وسلامة الخدمة والرعاية الصحية التي ينبغي ان توفر للمريض اليمني بشكل خاص، ولتطوير الوضع الصحي في بلادنا بشكل عام. وقال « ان تامين سلامة المرضى هو اليوم احد المتطلبات الرئيسة على مستوى العالم». وأضاف» توجهت الدول خلال السنوات الأخيرة الى التركيز على تطوير قدرات مستشفياتها على تحقيق هذه السلامة للمريض».. لافتا الى المسئولية والدور الحيوي الواقع على عاتق المهنيين من الأطباء وطاقم التمريض والإداريين في تحسين معايير الجودة الطبية. وأكد الأخ باسندوة ان الحكومة لن تالو جهدا في تقديم الدعم اللازم حتى يتم الوصول الى مستوى تحقيق هذا الهدف الإنساني البالغ الأهمية الذي عانى منه اليمنيون كثيرا بسبب تردي الخدمة الصحية المقدمة لهم. وشدد رئيس الوزراء على ضرورة الارتقاء بالخدمات الصحية اليمنية من اجل الحد من الذهاب للعلاج في الخارج الذي يكبد البلاد خسائر مالية كبيرة.. وقال « علينا ان نوقف هذا النزيف للعملة الصعبة من اجل العلاج في الخارج، فنحن في أمس الحاجة لهذه الأموال لتوجيهها لصالح التنمية والنهوض الاقتصادي وتحقيق التقدم المنشود». وأردف قائلا « اشعر بالأسى الشديد ان عشرات الآلاف من مرضانا يذهبون للعلاج في الخارج، وكم تخسر اليمن من عملات صعبة جراء ذلك، بل ان البعض من ذوي القدرات المالية المحدودة يتعرضون في الخارج لصعوبات ومعاناة قاسية». وأكد الأخ باسندوة أهمية تطبيق قانون التامين الصحي وتجويد الخدمات والرعاية الصحية، لمعالجة كل هذه المشاكل.. مشيرا الى ان تراجع الخدمات الصحية امر غير مقبول، فالمفترض ان تتطور لا ان تتراجع. ولفت الى ان التعليم والصحة توأمان لا ينفصلان ويجب الاهتمام بهما لتحقيق التطور الذي ينشده الجميع. وأكد رئيس الوزراء ان اليمن وضعت أقدامها على الطريق الصحيح وحتما سيبنى اليمن الجديد.. مشيرا الى اليمن لديها كل المقومات اللازمة للنهوض إذا ما احسن استثمارها.. لافتا بهذا الخصوص الى المقومات السياحية والاستثمارية والثروات الطبيعية التي تكتنزها البلاد والتي يمكن من خلالها تحقيق النهوض المنشود لليمن ودوره المحوري في خدمة محيطه الإقليمي والدولي. ودعا الاخ باسندوة من يحاولون افتعال المشاكل والعراقيل امام الحكومة لعرقلة عجلة التغيير، إلى ان يضعوا أيديهم في أيدينا لبناء اليمن الجديد وتنمية الوطن وخدمة المواطنين.. مطالبا بالكف عن المماحكات والمزايدات، وضرورة التكاتف في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ اليمن لتحقيق التطلعات المنشودة في التطور والتغيير. وقال « عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء، وعلينا ان نستغل هذه الفرصة التاريخية لوضع اليمن على الطريق الصحيح، لان هذه الفرصة الكبيرة اذا ضيعناها لن تتاتئ في المستقبل، وانا انصح من يريدون هدم المعبد على رؤوس الجميع بالكف عن هذه التصرفات فالشعب والتاريخ لن يرحمهم». وأكد رئيس الوزراء ان العزيمة والإرادة إذا توفرت فإننا قادرون على صناعة المستحيل.. مشيرا الى ان مشكلة اليمن تكمن في الفساد والفقر والبطالة، وعلى الجميع ان يتعاونوا لوضع حد لهذه المشاكل للمضي قدما على طريق التطور. وقال « الحكومة حريصة على بذل كل الجهود لتجفيف منابع الفساد، لكن هذا الفساد متجذر و لا يمكن القضاء عليه بين عشية وضحاها، فالتركة ثقيلة ولكننا نبذل قصارى جهدنا للتعامل معها». ولفت الى ضرورة تكريس ثمار التنمية لصالح الطبقة الفقيرة.. مشيرا الى ان تآكل الطبقة الوسطى في المجتمع، ووجود طبقة للأغنياء المترفين وأخرى للفقراء لا يمكن ان يحدث سلماً اجتماعياً في اي مجتمع كان. وشدد رئيس الوزراء أهمية ان يكون ولاؤنا جميعا لله والوطن والشعب، وان نبتعد عن تقديس الأشخاص، ويجب ان لا يبقى اي مسئول في منصبه لفترة من أربع الى ثمان سنوات، فتمجيد الفرد مرفوض ولا يمكننا القبول به. وتمنى الاخ رئيس الوزراء في ختام كلمته للمؤتمر التوفيق والنجاح والخروج بمعالجات ورؤى للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والرعاية الطبية في اليمن. والقى وزير الصحة العامة والسكان الدكتور احمد قاسم العنسي كلمة أشاد من خلالها بالدور والجهود التي تبذل من قبل اتحاد المستشفيات الطبية الخاصة في تطوير وتحسين الخدمات الطبية مؤكدا ان هذه الجهود تكمل وتصب ضمن الجهود التي تبذلها الوزارة للارتقاء بالخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية . وأوضح الدكتور العنسي ان هذه الشراكة مع القطاع الصحي الخاص تهدف الى توفير الخدمة الطبية التي يطمح إليها المواطن اليمني وتحقق المعاناة التي يعاني منها المريض خلال سفره بقصد العلاج في خارج اليمن فضلا عن استنزاف العملة الصعبة خارج اليمن التي تبلغ حوالي 900 مليون دولار سنويا . واستعرض الدكتور العنسي ما اتخذته الوزارة من إجراءات ونزول ميداني للعديد من المحافظات لتقييم وتفقد سير عمل المنشآت الطبية الخاصة لمعرفة مدى التزامها بقانون المنشآت الطبية الخاصة والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية ، مؤكدا ان الوزارة ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية إزاء المرافق الصحية التي لم تصحح أوضاعها وإغلاقها . وقال وزير الصحة العامة والسكان ان الوزارة استكملت جميع الخطوات والإجراءات الخاصة بها والمتعلقة بالتأمين الصحي وتبقى الجانب المالي والمرتبط بالجهات الأخرى ،مشيرا الى ان الوزارة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة تبذل جهودا في مجال تدريب وتأهيل الكوادر الصحية على المستويين الداخلي والخارجي . كما القى مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق احمد خوجة كلمه أشار فيها الى أهمية المؤتمر والى ضرورة إنشاء نظام عربي موحد يعمل على التحسين المستمر لجودة وأمان وأداء المؤسسات الصحية وبما يمكنها من مواكبة التطورات العالمية ،وتلبية احتياجات وتوقعات متلقي ومقدمي خدمات الرعاية الصحية في الوطن العربي مشددا على ضرورة التنسيق والتعاون من نظم هيئات الجودة المحلية والعربية والدولية . وكان رئيس اتحاد المستشفيات اليمنية الخاصة الدكتور يحيى الثور قد القى كلمة أشار فيها الى ان فكرة إنشاء المستشفيات الطبية الخاصة والاتحاد تهدف الى تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية كون القطاع الصحي الخاص يقدم ما يقرب من 60 % من الخدمات الطبي للمواطنين، موضحا ان المؤتمر يكرس ويهتم بالمعايير الصحية اليمنية ووضع الاستراتيجيات المطلوبة بهذا الصدد مشددا على ضرورة احترام التخصصات الطبية . كما اشاد الدكتور الثور بالدعم الذي يلاقيه الاتحاد من قبل قيادة وزارة الصحة العامة والسكان . ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من أوراق العمل الخاصة بالمعايير الطبية والتأمين الصحي وجودة الخدمات الطبية . حضر الافتتاح عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة والمسئولين بوزارة الصحة العامة والسكان .