أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بياناً جاء نصه على النحو التالي : تتقدم القوات المسلحة الى شعب مصر العظيم - في مناسبة شهر رمضان المعظم - بأصدق المشاعر وبتحية الولاء والعرفان للشعب المصري العظيم ، وتؤكد له من جديد أن قواته المسلحة واقفة حيث يريد منها الشعب ان تقف بأمانة وصدق ، قادرة - بإذن الله - على واجبها ومسئولياتها ، مدركة لمخاطر الظروف التي تجتازها الامة في هذه الظروف الصعبة والمعقدة . والقوات المسلحة بدورها تعرف ان الشعب المصري العظيم يثق في جيشه ، مطمئناَ الى حسن فهمه لمطالب الشعب ، وفي القدرة عليىتحمل المسئولية ، حتي يتمكن الشعب بارادته الحرة من اختيار طريقه نحو مستقبل مطلوب من الجميع ، وحيوي بالنسبة لحياتهم وامنهم، وتأكيد مطالبهم حتى يتحدد مسار المستقبل وتستقر ضماناته . وتؤمن القوات المسلحة ان كافة القوى المخلصة تريد لوطنها ان يخرج من هذه اللحظة الصعبة والمعقدة كي يستطيع مواجهه الضرورات الملحة التي يتحتم إنجازها في الايام والاسابيع المقبلة ، كما تؤمن القوات المسلحة بأن جماهير الشعب قبلها تطلب من كل العناصر المؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية أن تستوعب الضرورات ، وتقدر عواقبها ، وتحافظ على السلم العام مهما كان الثمن . إن جماهير الشعب والقوات المسلحة وراءها لا تريد لاحد أن يتجاوز حد الصواب في هذه الحظة، او يجنح عن الطريق متخطيا حدود الامن والسلامة ، مندفعاَ الى ذلك سواء برغبات أنانية أو جموح متعصب أو عصبي ، ومن ثم يعرض الوطن ويعرض المواطنين لما لابد من تجنبه . ولذلك يفرض علي الجميع أن يرتفعوا الى مستوي المبادئ التي يمثلها شهر الصيام من تجرد خالص لله ومن ايمان ملتزم بالوطن أولا وأخيراَ . إن سيادة رئيس الجمهورية المؤقت والموقر وهو الممثل الشرعي لاعلى منصة قضاء في مصر بصفته رئيس المحكمة الدستورية العليا - قد اصدر إعلانا دستوريا يغطي المرحلة الانتقالية ، وقد أعلن معه جدول مواقيت محددة لكل خطوة من خطوات إعادة البناء الدستوري على النحو الذي يحقق ويكفل إرادة الشعب . ومعنى ذلك أن معالم الطريق واضحة ، مرسومة ومقررة ، تعطي للجميع ما هو أكثر من الكفاية للطمأنينة إلي أن بناء المسيرة تتقدم علي نحو واثق وشفاف علي طريق معرفة الحق ، والتزام شروطه ، وليس لأي طرف بعد ذلك أن يخرج علي إرادة الامة ورؤاها لمستقبلها ، لأن مصائر الأوطان أهم وأقدس من أن تكون مجالا للمناورة أو للتعطيل مهما كانت الاعذار والحجج، ولن يرضى شعب مصر بذلك ، ولن تقبل به القوات المسلحة . حمى الله مصر وشعبها العظيم وكل عام وانتم بخير .