لم تعد الحكاية حكاية اغتيال رموز المعارضة في دول الربيع العربي لكن الأمر تطور ليتعدى حاجز استهداف طرف لطرف، فمن الواضح أن باب الاغتيالات فتح على مصراعيه. صباح أمس أعلنت الشرطة التونسية مقتل مسلح إسلامي بعد عملية طويلة تبادلوا خلالها إطلاق النار، واعتقلت خمسة آخرين في منزل كان يستخدم لتخزين السلاح في ضاحية الكباريه بالعاصمة تونس. في أقل من عام شهدت تونس موجة اغتيال سياسي راح ضحيتها اثنان من قيادات الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة، وهما الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، شكري بلعيد، في 6 فبراير ومحمد براهمي، عضو المجلس الوطني التأسيسي ومؤسس التيار الشعبي القومي، في 25 يوليو الماضي، واتهمت القوى السياسية المعارضة في تونس، حكومة حركة النهضة الإسلامية، بالمسؤولية عن تفشى الاغتيال السياسي، وطالبت بحل الحكومة والمجلس التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. لم يقف الأمر في تونس عند هذا الحد، بل أذيعت أيضا أنباء عن تمكن قوات الأمن التونسية من إحباط عملية اغتيال شخصية سياسية بارزة في البلاد، ليلة الجمعة في مدينة «حمام سوسة»، على الساحل الشرقي للبلاد، ورغم رفض الشرطة التونسية الإفصاح عن هوية الشخصية السياسية إلا أن مراقبين ارجعوا أن تكون الشخصية السياسية، هي السياسي كمال مرجان زعيم حزب المبادرة المعارض ووزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، لأنه الوحيد من بين القيادات السياسية في البلاد الذي يسكن بمدينة حمام سوسة، وهو الأمر ذاته الذي أكدته القناة الفضائية التونسية «نسمة» نقلا عن مصادر أمنية وصفتها بالمطلعة. انتقال حمى الاغتيالات أيضا طال العاصمة الليبية، عندما اغتالت قوى إسلامية مسلحة المعارض الليبي المحامى والناشط السياسي عبد السلام المسماري أوائل الشهر الماضي في مدينة بنغازي الليبية عقب خروجه من مسجد بوغولة بمنطقة البركة، والذي عرف عنه بمعارضته لسيطرة جماعة «الإخوان المسلمين» على السلطة في ليبيا بعد «ثورة فبراير» 2011 حيث سبق له أن انتقد محاولات سيطرة هذه الجماعة على المجلس الوطني الانتقالي السابق. أيضا بعد اشتداد سهام الاتهامات على الحكومة الليبية بأنها ضليعة بشكل أو بآخر في اغتيال المعارض الليبي، نفت الحكومة الليبية في بيانات رسمية عقب اغتيال المعارض الليبي بأنها لا تدعم الميليشيات والكتائب الليبية المسلحة بالأموال بأنه أمر ليس صحيحا على الإطلاق. في مصر ثالث دول ما يسمى بالربيع العربي بدأت الأنباء تتطاير عن التصفية الجسدية، للعديد من الشخصيات السياسية البارزة الآن بعد انتفاضة 30 يونيو كمستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية محمد البرادعى، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، بل وبالفعل طالت التهديد بالاغتيالات بعض الرموز الإعلامية والتي كانت تخرج من بعض المتطرفين على الهواء مباشرة لبعضهم بالتهديد بالقتل أو الحرق بالمواد الحارقة.