لقاءات/ : خديجة عبدالرحمن الكاف: القضية الجنوبية لها رؤى مختلفة تم الاستماع إلى مضمونها ومحتواها وتناولت زوايا مختلفة وأخذت عنها صورة شاملة وقد استوعبت في خلفياتها النظرية السياسية التي أعدت على أساسها التعددية السياسية القائمة بالبلاد وخلقت رؤية توافقية لفريق القضية الجنوبية حول جذور ومحتوى القضية وفقاَ لمستخلصات الرؤى المقدمة من قبل المكونات المشاركة في الحوار. وتعتبر القضية الجنوبية قضية مركزية في السياسة اليمنية و تأخذ خطوات في النقاش والحوار دون ربطها بأي من القضايا الأخرى وبجب علينا الاهتمام بمجرياتها وذلك بإجراء المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لكل الأحداث التي جرت في المحافظات الجنوبية نحو بناء الثقة في أهمية استمرار دولة الوحدة اليمنية بالصيغة التي يرتضيها أبناء المحافظات الجنوبية .. والمعالجة العادلة لكل القضايا الحقوقية للمحافظات الجنوبية منها قضايا الأراضي المنهوبة والمسرحين من أعمالهم وكذا مؤسسات الدولة التي تم تصفيتها أو تمليكها لمراكز القوى وغيرها من القضايا الحقوقية التي يطرحها أبناء الجنوب ومعالجة المشاكل الأمنية المتعلقة بفقدان السيطرة الحكومية على بعض المحافظات ومعالجة المشاكل المرتبطة بها وفريق القضية الجنوبية لم يقم بأي نزول ميداني فقد توافقت قرارات الفريق بحسب الخطة التنفيذية للفريق حول النزول إلى المحافظات الجنوبية حتى يتم تنفيذ النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وكذا النقاط الإحدى عشرة الخاصة بإجراءات وتدابير بناء الثقة وخلق بيئة ملائمة التي تقدم بها القضية الجنوبية إلى رئاسة مؤتمر الحوار ومن شأن خلق بيئة مناسبة أن يسهم في تحقيق النزول الميداني للأهداف المرجوة منه . كما تحدث الدكتور محمد حسين حلبوب من فريق بناء الجيش وقال: إنني كتبت 2474 صفحة من الحقائق في محتوى القضية الجنوبية وهي تحتوى على القسم الحقوقي وعلى عشرين نقطة ويتم تنفيذ القسم الآخر الحل السياسي والتكرار بمحتوى القضية الجنوبية وجذورها .. وأوضح أن فريق القضية الجنوبية لم يأخذ ماجاء في الكتاب بعين الاعتبار ولو الفريق أخذ بهذا الكتاب وحقائقه لساعده في اعداد ويعتبر ويقر هذا من وجهة نظري, احد أشكال التقصير. وأشار إلى أن النزول الميداني للقضية الجنوبية إلى المحافظات الجنوبية تم تأجيله بحسب الخطة التنفيذية للفريق حتى يتم تنفيذ النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وأفاد ان أبناء الجنوب لهم الحق في تقرير مصيرهم ونحن من خلال منقاشتنا وضعنا المعالجات التي تقتضي أن يتوافق عليها أبناء الجنوب ولن نتنازل عن مطالبنا باستعادة الدولة وسيظل هذا هو مطلبنا الأساسي الذي نسعى إليه . أما الأخ ناصر أحمد عباد من مكون الشباب المستقل فقال انه على مدى ثلاثة أشهر تم مناقشة القضية الجنوبية وأبعادها فالبعد السياسي للقضية الجنوبية يهدف إلى تمكين الوصول إلى توافق بالإجماع للتشخيص الصحيح لهذه القضية المفصلية والمهمة كقضية وطنية وسياسية عادلة بامتياز.. مؤكدا انه تم تناول البعد القانوني والحقوقي لجذور ومحتوى القضية الجنوبية وذلك لعدم وضوح الأسس والآليات السياسية التي قام عليها مشروع دولة الوحدة الاندماجية عام90م الذي تم بشكل سريع وفوري وبأسلوب غير علمي وغير واضح الملامح لمستقبل أبناء الدولتين .. مشيرا إلى أنه يجب علينا الاستفادة من الفترة السابقة لمعالجة الأخطاء لضمان عدم تكرارها بطريقة مختلفة فالبحث عن الجذور والمحتوى يفيد في التركيز على الاخطاء والعمل على حلها حلا عادلا ومنصفا بحق أبناء الجنوب . من جهته قال العقيد عبدالله علي ناشر من فريق العدالة الانتقالية : تحيط وبالقضية الجنوبية مؤامرات كثيرة والتضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي كثيرة ونتذكر مآسي الشعب الجنوبي ونعمل بجهد لإنصاف أبناء الجنوب واعطائهم حقوقهم المسلوبة . وأكد أنه بعد حرب 1994م تم الإقصاء والتسريح قسرا للآلاف من موظفى جهاز الدولة المدنيين والعسكريين والأمنيين والدبلوماسيين الجنوبيين بما يخالف دستور الوحدة بالإضافة إلى قضايا الأراضي المنهوبة ومؤسسات الدولة التي تم تصفيتها أو تمليكها لمراكز القوى وغيرها من القضايا الحقوقية التي سيطرحها أبناء الجنوب وذلك في إطار قانون العدالة الانتقالية بما في ذلك محاسبة كل من ثبت تورطه في قضايا الفساد ونهب الأراضي في تلك المحافظات . وفي لقائنا مع الشيخ أحمد عبدالله عقبات من مكون أنصار الله قال: كنا معارضين لحرب 94م التي عملت على الإقصاء والتسريح للآلاف من موظفي جهاز الدولة المدنيين والعسكريين والأمنيين والدبلوماسيين الجنوبيين بما يخالف دستور دولة الوحدة .. مشيراً إلى أن المعالجات التي يمكن أن ترضي أبناء الجنوب هي التعويض وجبر الضرر وإصلاح ما تم إفساده من قبل الفاسدين وإيجاد المواطنة المتساوية على أسس وثوابت. وأضاف نحن مع أبناء الجنوب بكيفية شكل الدولة الاتحادية فيدرالية على شكل أقاليم وتتمتع بصلاحيات الدولة الحرة ولها مصالحها وخيراتها. وقال الشيخ محمد سالم عكوش من فريق العدالة الانتقالية : إن المظالم التي حدثت في الشطر الجنوبي في ظل الوطن الموحد وبعد استقلال جنوب الوطن عام 1967م من الاستعمار البريطاني فإننا لاننساها ومنها تلك المجازر والمقابر الجماعية التي لحقت بأبناء الجنوب وتدمير مدنهم من مدينة حوف في المهرة شرقا مرورا بعدة مناطق بحضرموت وشبوة وأبين ولاتزال المدن والقرى مهدمة ومهجورة إلى يومنا هذا.. مشيرا إلى المسؤولية عن كل ما حدث بعد الاستقلال الناجز واستلامنا السلطة عبر الحكم الشمولي الذي بدأ بعد ثورة 14 أكتوبر المجيدة وداس مبادئها العربية والقومية ورفع شعارا يقول فيه( لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) .. موضحا أن الحزب الاشتراكي كانت له ايجابيات وسلبيات كثيرة . وتحدث الأخ علي صالح المقيبلي من فريق الهيئات المستقلة قائلاً : إن غالبية الرؤى المقدمة حصرت تعريف القضية الجنوبية في أحداث ما بعد مشروع الوحدة اليمنية، وأغفلت جميع دورات العنف وقضايا الصراع التي شهدها الجنوب في الماضي.. مضيفا : نحن عرفنا القضية الجنوبية في رؤيتنا بأنها مجموع الصراعات السياسية التي مر بها الجنوب منذ الاستقلال عام 1967، مروراً بأحداث عام 1994 وما أعقبها، ونرى أن أول خطوة لمعالجتها لا بد أن تبدأ بالمصالحة الوطنية بمفهوم جنوبي جنوبي .. وبينا في رؤيتنا أن الهدف من دخول الحوار هو انتزاع الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية، وما زلنا نحاور لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن جزءا من أزمة القضية الجنوبية وتعقيدات حلها ناتج عن الانقسام الحاصل بين الأطراف الجنوبية وعدم امتلاك رؤية جنوبية موحدة تشخص القضية الجنوبية بتجرد وعمق. وفي ختام لقاءاتنا التقينا بالأخ وائل الخيلي الشعيبي من فريق صعدة الذي قال :ان واقع القضية الجنوبية يفرض نفسه وتتصدر المشهد السياسي وباهتمام من المجتمع الدولي لما لها من استحقاقات واضحة .. مؤكدا ان مشاركتنا في الحوار بمكون الحراك السلمي الجنوبي ليس دعوة من السلطة أو من قوى أخرى بل تلبية لدعوة المجتمع الدولي برمته وهو مادفعنا للمشاركة ومن خلال المشاركة في الحوار قدمنا الكثير لقضيتنا في جميع الدورات ناهيك عن اللقاءات والمناسبات الأخرى . وأشار الى أن الوثائق التي تقدم بها الحراك السلمي الجنوبي تتطلع الى مستقبل مشرق لبناء دولتنا العصرية والحضارية نحن رواد الثورة منذ انطلاق ثورتنا السلمية المباركة في 2007م .