تختلف الجرائم الإلكترونية عن الجرائم التقليدية بسهولة وسرعة وقوعها وعكس ما كان يحدث في الجريمة التقليدية من سهولة اقتفاء أثر المجرم فإن مرتكب الجريمة الإلكترونية نادراً ما يتم إيقافه إذا كان متمرساً ومحترفاً وخاصة إن كانت تلك الجريمة في إحدى الدول المتخلفة تقنياً ورغم كل الجهود المبذولة لمكافحة هذا النوع من الجريمة إلا أن هناك نوعاً من الجرائم ساهم الإنترنت في انتشاره وقد تساهم في وقوع الجريمة التقليدية بكامل أركانها. وقد تعددت صور وأشكال الجرائم الالكترونية فلم تعد تقتصر فقط على اقتحام الشبكات وتخريبها أو سرقة معلومات منها بل شملت أيضاً جرائم أخلاقية مثل الاختطاف والابتزاز والقتل وغيرها.. ونذكر هنا منها: التشهير والابتزاز هذا النوع من الجريمة لم يكن أكثر خطورة قبل لجوء مستخدميها إلى استخدام الإنترنت ولكن أصبح بعد ذلك من أكثر الجرائم انتشاراً خاصة مع وجود تقنيات حديثة بالإضافة للإنترنت واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع لنشر الفيديو مثل (اليوتيوب) وللأسف فإن ضحايا هذا النوع من الجرائم دائماً ما يتم استدراجهم أحياناً نتيجة لجهلهم للاستخدام الآمن لتلك التقنيات وخاصة الأجهزة الذكية ودائماً ما يتم استهداف السياسيين وأصحاب القضايا الأخلاقية بهذا النوع من الجرائم. التحريض على القتل والكراهية أما هذا النوع من الجريمة فقد يؤدي إلى تطبيق جريمة القتل على أرض الواقع حيث يتم هذا النوع من التحريض عبر مواقع إلكترونية لمنظمات متهمة بالإرهاب تحرض على كراهية وقتل فئة معينة من المجتمع حسب تصنيفهم وقد كثرت مثل هذه المواقع في الآونة الأخيرة وقد عرضت ال(BBC) قبل عام تقريباً تقريراً يبين وقوع مجموعة من المراهقين الذين يستخدمون الإنترنت ضحية هذه الحملات فليس الخطر مقتصراً على المواقع الإباحية فقط إنما مثل هذه المواقع تمثل خطراً أيضاً تجاه المراهقين بل قد يصل تأثيرها إلى فئات عمرية مختلفة وهو ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى جريمة قتل كاملة الأركان، هذا النوع من المواقع أكثر انتشاراً لدى الأوساط الدينية والتي يوفر لها الإنترنت حرية لنشر أفكارها ومعتقداتها دون أي قيود ومن أمثلة ذلك الفيلم المسيء الذي نشر على (اليوتيوب) مؤخراً وإن لم يكن فيلماً كاملاً إلا أنه أحدث ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي والخطير في الأمر أن الفيلم كان يحرض على الكراهية ولم يستطع الموقع حذفه بدعوى حرية التعبير وهذا دليل على حرية النشر مهماً كان المحتوى وهذا ما ساعد على انتشار أعمال التحريض على القتل والكراهية خاصة بين الأديان. الكثير من الجرائم الإلكترونية وأكثرها انتشاراً هي جرائم الاحتيال والسرقة إلا أن الابتزاز والتحريض على القتل هي أدوات كثر استخدامها وأكثرها ضرراً على المستخدم من السرقة وجرائم الاحتيال وبالنسبة لنصيب العالم العربي من هذا النوع من الجرائم فحقيقة لا يمكن حصرها إلا من تقدم ببلاغ عن جرائم الابتزاز والتشهير للجهات المسؤولة والتي ما زالت تعاني من قصور في القوانين والتشريعات حول تلك الجرائم في بعض البلدان العربية. التنوع في الجرائم جرائم الإنترنت كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرها ولكنها بصفة عامة تشمل الجرائم الجنسية كإنشاء المواقع الجنسية وجرائم الدعارة أو تجارة الأطفال جنسياً، وجرائم ترويج المخدرات أو زراعتها، وتعليم الإجرام أو إرهاب كصنع المتفجرات، إضافة إلى جرائم الفيروسات واقتحام المواقع. وكثيراً ما تكون الجرائم التي ترتكب بواسطة الإنترنت وثيقة الصلة بمواقع أرضية على الطبيعة كما حدث منذ حوالي أربع سنوات وأكثر عندما قام البوليس البريطاني بالتعاون مع أمريكا ودول أوروبية بمهاجمة مواقع أرضية لمؤسسات تعمل في دعارة الإنترنت. وإن كانت متابعة جرائم الحاسب الآلي والإنترنت والكشف عنها من الصعوبة بمكان حيث إن: «هذه الجرائم لا تترك أثراً، فليست هناك أموال أو مجوهرات مفقودة وإنما هي أرقام تتغير في السجلات.. ومعظم جرائم الحاسب الآلي تم اكتشافها بالصدفة وبعد وقت طويل من ارتكابها، كما أن الجرائم التي لم تكتشف هي أكثر بكثير من تلك التي كشف الستار عنها».