سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوباما يتعهد بدراسة اقتراح روسي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية فيما بوتين أكد أنه وأوباما بحثا الرقابة على الأسلحة الكيماوية السورية على هامش قمة العشرين
تعهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بدراسة مبادرة دبلوماسية من روسيا لتحييد الأسلحة الكيماوية لدى سوريا لكنه عبر عن تشككه في فرص نجاحها وحث الأمريكيين القلقين من الحرب على دعم تهديده باستخدام القوة العسكرية. وقال اوباما أن اقتراحا روسيا لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على وضع أسلحته الكيماوية تحت رقابة دولية فتح الباب أمام احتمال وقف الضربة العسكرية المحدودة التي يفكر في توجيهها لسوريا. وواضح الرئيس الأمريكي باراك اوباما من القاعة الشرقية بالبيت الأبيض في خطاب إلي الشعب الأمريكي ليل أمس الأول الثلاثاء انه سيناقش الخيار الدبلوماسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وطلب اوباما من مجلس الشيوخ الأمريكي تأجيل إقتراع على طلبه تفويضه استخدام القوة العسكرية بما يسمح باستمرار المسعى الدبلوماسي. ومن غير المؤكد إلى حد بعيد أن يفوز اوباما في اقتراع في الكونجرس المتحفظ بشان المسألة السورية. ومن شأن نتيجة سلبية أن تسبب حرجا ضخما للرئيس الأمريكي. ولم يحدد اوباما أي مواعيد لانتهاء المسعى الدبلوماسي لكنه أكد: إن أي اتفاق مع الأسد سيستلزم التحقق من وفاء الرئيس السوري بتعهداته. وقال اوباما في خطابه «من المبكر جدا القول بما إذا كان هذا العرض سينجح.. وأي اتفاق يجب أن يضمن التحقق من وفاء نظام الاسد بالتزاماته. لكن هذه المبادرة من الممكن أن تزيل خطر الأسلحة الكيماوية بدون استخدام القوة خصوصا وأن روسيا هي احد أقوى حلفاء الاسد». وأضاف اوباما أنه توجد الكثير من الأدلة التي تظهر أن الحكومة السورية كانت وراء هجوم بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس اب أودى بحياة 1429 شخصا من بينهم أكثر من 400 طفل. وجادل بأنه يجب على سوريا ان تواجه عواقب استخدام مثل هذه الأسلحة لان معظم العالم تبنى حظرا للأسلحة الكيماوية. وجادل أيضاً بأنه إذا لم يفعل العالم المتقدم شيئا للرد على الهجوم السوري فان ذلك سيشجع خصوم الولاياتالمتحدة على استخدام الأسلحة الكيماوية وسيزيد احتمالات أن تواجه القوات الأمريكية يوما ما هذه الأسلحة في ساحة القتال. وقال اوباما «إذا فشلنا في اتخاذ إجراء فان نظام الاسد لن يرى سببا للتوقف عن استخدام الأسلحة الكيماوية... ومع تآكل الحظر على هذه الأسلحة فإن طغاة آخرين لن يكون لديهم أي سبب للتفكير مرتين قبل حيازة غازات سامة واستخدامها». وخصص اوباما جانبا كبيرا من خطابه لتوضيح الأسباب التي تجعله يشعر بأن الولاياتالمتحدة عليها التزام عالمي بأن ترد على الهجوم الكيماوي السوري. وأشار إلى أن أي عمل عسكري أمريكي سيكون محدودا ولن يكون مثل حربي العراق وأفغانستان اللتين قضى معظم فترة رئاسته الأولى في إنهائهما. وأضاف اوباما انه لن تكون هناك اي قوات أمريكية على الأرض في سوريا في حالة القيام بعمل عسكري. ومضى قائلا «هذه ستكون ضربة موجهة بدقة لتحقيق هدف واضح هو ردع استخدام الأسلحة الكيماوية وتقويض قدرات الاسد». لكنه أكد أن أي ضربة سيكون لها تأثيرها وانه حتى في حالة توجيه ضربة محدودة فأنها سترسل رسالة إلى الاسد لا يمكن لأي دولة أخرى أن ترسلها. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء الماضي، قد أكد انه والرئيس الأمريكي باراك اوباما اتفقا في محادثات الأسبوع الماضي على تكثيف الجهود للتحفظ على الأسلحة الكيماوية لسوريا وبحث وضعها تحت رقابة دولية. وقد تزيد تصريحات بوتين التكهنات بشأن أصل اقتراح روسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية لتجنب ضربات عسكرية أمريكية محتملة. وأعلن وزير الخارجية الروسي الاقتراح يوم الاثنين الماضي بعد ساعات من قول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن سوريا يمكن أن تتجنب ضربة عسكرية أمريكية بتسليم كل أسلحتها الكيماوية خلال أسبوع. ورغم أن تعليقات كيري أظهرت انه لا يطرح اقتراحا جادا قال كل من البيت الأبيض والكرملين أن الاقتراح الروسي ليس جديدا تماما وان اوباما وبوتين بحثا المبادئ الكامنة وراءه في الماضي. وقال متحدث باسم بوتين في وقت سابق أن الاقتراح برز حين التقى الرئيسان يوم الجمعة الماضي على هامش قمة لمجموعة العشرين في سان بطرسبرج. وذكر بوتين تفاصيل عن ذلك في تصريحاته التي نقلها التلفزيون. وواضح أن «موقف روسيا... معروف جيدا -نحن ضد نشر أسلحة الدمار الشامل من اي نوع- الأسلحة الكيماوية والنووية. وأضاف: «في الظروف الحالية في سوريا يكتسب ذلك فعلا أهمية خاصة وبحثت أنا والرئيس الأمريكي ذلك على هامش قمة مجموعة العشرين. «على فكرة تم بحث هذا الموضوع مرارا من جانب خبراء وسياسيين على السواء.. مسألة وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية. اكرر أن الرئيس الأمريكي وانا بحثنا هذا الموضوع على هامش مجموعة العشرين. «اتفقنا على تصعيد هذا العمل وتكثيفه وتوجيه وزير الخارجية (الأمريكي) ووزير الخارجية الروسي... للتواصل وان يحاولا معا طرح حل لهذه القضية.» إلى ذلك أوضح مسؤولون أمريكيون أن كيري سيجتمع مع لافروف في جنيف اليوم الخميس لبحث الأسلحة الكيماوية الروسية. وقال كيري في وقت سابق يوم الثلاثاء الماضي أن من المتوقع أن يرسل لافروف له المقترحات الروسية بشأن تأمين الأسلحة الكيماوية السورية حتى يتسنى لمسؤولي الإدارة الأمريكية مراجعة هذه المقترحات.