خرج المصريون في 30 يونيو بكثافة وعناد ووضوح رؤية أذهلت الجميع، لكنها فى الوقت نفسه أزعجت قوى إقليمية ودولية كانت ترتب منذ سنوات - وربما منذ عقود طويلة -لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.. بحيث يتم تفكيك «فكرة الدولة» وتحويلها إلى «دويلات» مذهبية أو عرقية، وصولاً إلى هدف أسمى، هو أن تكون إسرائيل «الدولة» الوحيدة المكتملة، بكل شروط ومواصفات الدولة الحديثة. كنا نعتقد أن ثورة 30 يونيو قد أدت غرضها بالتمام والكمال، وأن مصر عادت إلى مستحقيها وانتهى الأمر، وأن الملايين التي خرجت في ذلك اليوم وضعت حداً ونهاية لتغول نظام حكم جماعة الإخوان، وستعود إلى بيوتها وأشغالها لتنعم بنتائج هذه الثورة، لكننا فوجئنا أن المعركة لم تنته بعد، بل ربما بدأت لتوها، وأننا أمام خصم أكبر وأشرس بكثير من جماعة الإخوان.. بكل ما ارتكبت أثناء فترة حكمها من أخطاء وكوارث، وبكل ما ترتكب من أعمال إرهابية بعد الإطاحة بها. اكتشف المصريون أن بلدهم في «تقاطع نيران» عالمى، وأن جماعة الإخوان ليست سوى قمة جبل الثلج، وأن ثمة مؤامرة كانت تحاك بعناد وإتقان لتدمير الدولة المصرية وإلحاقها بمشروع اصطلح عليه «الشرق الأوسط الكبير»، وعلى الرغم من أن الإعلان عن هذا المشروع تواكب مع حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب، والتي اندلعت شرارتها عقب ضرب برجي مركز التجارة العالمي في العام 2001، إلا أن الفكرة قديمة، ولم تكن وليدة حدث أو شخص بعينه، ومن ثم فتجلياتها كثيرة.. ومفزعة في الوقت نفسه. ما الذي جعلنا نتوقف أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد ثورة 30 يونيو، رغم أن المشروع قديم، ورغم أنه مليء بالتعقيدات والحسابات «الكونية»؟ إنها حاجة المصريين الآن إلى قراءة «إنجازهم» الثوري في سياقه الأهم والأشمل، حاجتهم إلى إجابة عن أسئلة غامضة ومحيرة فجّرتها ثورة 30 يونيو: لماذا تتخذ قناة «الجزيرة» هذا الموقف العدائي، المراوغ، مما جرى في مصر، ولحساب من وماذا تعمل؟ إنها «قطر».. لماذا تتصدر قطر جبهة المعادين للدولة المصرية، وتبذل كل هذه الجهود السياسية والمخابراتية، وتضع كل إمكانياتها المادية واللوجستية من أجل هدم الدولة المصرية والتحريض على جيشها؟ قطر ليست أكثر من «سمسار» صغير في مؤامرة تتجاوز جغرافيتها وغازها وجزيرتها، وأمامها «وكيل» أشد عداءً لمصر وتشبثاً بحصته في هذا المشروع الدنيء: إنها «تركيا» بأردوغانها وأطماعها القديمة وحلم استعادة الخلافة، الذي ستصبح فيه مصر مجرد «محطة» سياسية أو «ولاية» عثمانية! من الذي يقف أمام «تركيا» في طابور المتآمرين؟.. أوروبا وأمريكا بكل تأكيد. أوروبا -دائماً- «ورشة» لكل المؤامرات والمكائد ضد العالم الثالث، وفي القلب منه: الشرق الأوسط، وفي القلب منه.. مصر . أوروبا هي التي اخترعت فكرة «الاستعمار» وتفننت في تمكينه، وبصعود الولاياتالمتحدة انتقل حق ملكية الفكرة الاستعمارية إلى ما وراء الأطلنطي، وأصبحت أمريكا راعية المنطقة والوصيّ عليها سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً، وحيث توجد «أمريكا» توجد «إسرائيل»، وبالعكس. نحن بالفعل أمام مؤامرة كبرى، لا يمثل «الإخوان» فيها -بكل إرهابهم وفتنهم وعدائيتهم- سوى رأس دبوس، لذا كان لزاماً علينا أن نضع أمام القارئ كل ما تيسر لنا من معلومات وتفاصيل عن هذه المؤامرة، وأن نعيد إنتاج المشهد في صياغة نهائية، ترد النتائج إلى أسبابها، وترد الحدث إلى أطرافه الكامنة، وتجيب عن سؤال يحير المصريين.. بسطاء ونخبة: لماذا مصر دائماً؟ أهو قدر مصر: أن تكون دائماً.. في القلب من خير العالم وشروره؟ * سوريا: دويلة علوية على الساحل وتقسيم طائفى للباقي. * ليبيا: دويلة في الشمال تضم إقليمي برقة في الشرق وطرابلس في الغرب والجنوب يضم إلى دولة البربر. * أفغانستان: اقتطاع أجزاء وضمها لإيران الجديدة. * الجزائر: دولة في الشمال، والجزء الجنوبى يضم إلى دولة البربر امتداداً لدولتهم في ليبيا. * الأردن: يتمدد ليشمل جزءاً من غرب العراق وشمال شرق السعودية. * لبنان: دويلات طائفية. * موريتانيا: دولة في الجنوب وجزء من الشمال يضم إلى دولة البوليساريو امتداداً للجزء المقتطع من المغرب. * المنطقة الكردية: دولة كردية جديدة تضم شمال العراق وشمال شرق سوريا وشرق تركيا وجزءاً من إيران. * إسرائيل: كامل فلسطين التاريخية بما فيها غزة والضفة الغربية. * المغرب: دولة في الشمال وجزء من الجنوب يضم إلى دولة البوليساريو. * السودان: دولة السودان في الوسط، ودولة كردفان في الغرب، ودولة جنوب السودان في الجنوب، وجزء من الشمال يضم إلى دولة النوبة. * تركيا: يقتطع منها أجزاء لصالح الدولة الكردية الجديدة ويضم إليها أجزاء من شمال سوريا. * الجزيرة العربية: فاتيكان الحجاز: إمارة الحجاز والأماكن المقدسة والحرمين الشريفين. * السعودية: في الوسط والشرق. * عمانوقطر والكويت والإمارات: تختفي. * اليمن: تضم إليها أجزاء من الجزء الجنوبي للسعودية. * مصر: دولة في الشمال، ودويلة في الجنوب تمتد من جنوب الأقصر بعرض البلاد كاملاً وتتوغل لتشمل جزءاً من شمال السودان حتى حدود كردفان وتصبح دولة النوبة. * إيران: دولة بلوشية ودولة إيرانية شيعية ويقتطع منها أجزاء لصالح الدولة الشيعية في الجنوب والدولة الكردية في الشمال. * منطقة الهلال الخصيب: دولة شيعية عربية تضم جنوبالعراق والجزء الشرقي من الأحساء بالسعودية والأهواز بإيران.