استعرت حمى الرقابة على الاتصالات والانترنت في العالم مع رواج تقارير تفيد بأن أجهزة الأمن الروسي ستعمد إلى تشديد الرقابة على المشاركين في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في (سوتشي) في فبراير 2014م. ويخطط جهاز الأمن الداخلي الروسي لضمان رقابة مشددة على الاتصالات، بحسب وثائق تحقيق نشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية. وتتوج روسيا بذلك موجة من فضائح الرقابة على الانترنت والاتصالات التي تنتشر في العالم والتي حدت بشركات عملاقة مثل (جوجل) و(ياهو) و(فيسبوك) مطالبة الحكومة الأميركية بالمزيد من الشفافية في طلباتها للرقابة الالكترونية على الأشخاص بعد أن تم نشر فضيحة (سنودن) للرقابة على الانترنت في الولاياتالمتحدة. ومؤخراً أوقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشعلة الاولمبية وأرسلها في رحلة ملحمية في أرجاء بلاده قائلاً: «إن روسيا وشعبها مثال للانفتاح والصداقة». وتظهر وثائق المشتريات الحكومية الروسية ومناقصات شركات الاتصالات (الهاتف والانترنت) معدات للتجسس تعطي أجهزة الأمن الداخلية القدرة على اعتراض أي حركة للاتصال أو تراسل البيانات، واستخدام بعض العبارات في البريد الالكتروني والحوار على شبكات التواصل الاجتماعي. ونشر الصحفيان الروسيان اندريه سولداتوف وايرينا بوروغان عشرات الوثائق حول المشتريات الروسية لتعديل أنظمة الانترنت وتركيب أنظمة لاعتراض الاتصالات الهاتفية. وتجري روسيا حالياً تحديثاً لنظام (سورم) للاعتراض لرقابة أعداد كبيرة من الوافدين لمنطقة البحر الأسود العام المقبل. ويقول الأستاذ في جامعة تورنتو رون دين «التعديلات على برنامج سورم الروسي، تشبه إضافة المنشطات إلى برنامج بريزم الذي كشف عنه ادوارد سنودن». وأضاف: «إن حجم وشكل الرقابة متشابه في النظام الروسي والأميركي مع اختلافات في التفاصيل الدقيقة.. بعض الشبكات الأميركية كانت ضعيفة الاستجابة، لكن في النظام الروسي فانه شرط أساسي للبنية التحتية لشبكات الاتصالات». ويرى غوس هوسين المدير التنفيذي لمؤسسة الخصوصية الدولية «منذ العام 2008م والناس تتحرك برفقة الهواتف الذكية، هناك الكثير من المعلومات تتاح للتجسس والرقابة». إلى ذلك حذرت نشرة للأمن الدبلوماسي الأميركي من قدرات «سورم» في تعقب اتصالات الوفود الزائرة لاولمبياد الألعاب الشتوية. وتحتوي الوثيقة على مشورة ونصح بضرورة التنقل بجهاز خليوي دون بطارية، لوقف التنصت. وعينت موسكو مؤخراً اوليغ سيرمولوتوف للإشراف على الجوانب الأمنية في الألعاب الشتوية، ومهمته الرئيسية تبدو مطاردة الجواسيس لا تعقب الإرهابيين. وخلال الأسابيع الماضية قال اليكسي لافريشكيف، أحد المسؤولين عن الرقابة في (سوتشي) خلال مؤتمر صحافي: «في أولمبياد لندن السابق كانت الرقابة موجودة في كل مكان والكاميرات غطت الأرجاء حتى الدورات الصحية.. ونحن في روسيا لا نتخذ مثل هذه التدابير». ويؤكد المسؤول في جهاز الأمن الداخلي الروسي ضرورة إبقاء العين مفتوحة على العديد من الأشخاص الوافدين لحضور الاولمبياد. وفي يونيو الماضي سرب إدوارد سنودين وهو عميل متعاقد مع وكالة الأمن القومي، مستندات حول برنامج (بريزم) الأميركي للمراقبة المعمقة للاتصالات الحية والمعلومات المخزنة. ويمكن لهذا البرنامج استهداف أي شخص والحصول على رسائل البريد الإلكتروني، ومحادثات الفيديو والصوت، والصور، والاتصالات الصوتية ببرتوكول الإنترنت، وعمليات نقل الملفات، وإخطارات الولوج وتفاصيل الشبكات الاجتماعية. ووفقاً لتقرير (جوجل) عن الشفافية فإن الولاياتالمتحدة تتصدر قائمة عدد الطلبات المعلوماتية من الحكومات ويأتي بعدها ألمانيا والبرازيل وتركيا وفرنسا.