أعلن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر أنه تم الاتفاق أمس على وقف إطلاق النار في منطقة دماج بمحافظة صعدة، وتمكن فريق الصليب الأحمر الدولي من الدخول إلى المنطقة . وأوضح المبعوث الاممي في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء، أن قافلة سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي دخلت إلى منطقة دماج لتقديم الخدمات الطبية ونقل عدد من الجرحى، مشيرا إلى «وجود عدد كبير من الجرحى في حالات خطيرة جدا من الطرفين المتنازعين، منها 25 حالة حرجة». وقال : «وصلت قافلة سيارات الصليب الأحمر منذ أكثر من ساعة من الآن والطواقم الطبية بصدد نقل عدد من الجرحى وهناك عدد كبير من الجرحى في حالات خطيرة جدا منها خمس وعشرون حالة حسب المعلومات الأولية التي وصلتنا وهناك العشرات من الجرحى في دماج وفي صعدة من جميع الأطراف ونحن على تواصل مع السلطات المعنية». وأضاف: «الحكومة تتابع ما يجري، وأنا على تواصل مع الأخ رئيس الجمهورية الذي يبذل جهودا مكثفة من اجل معالجة هذا الوضع الأمني وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتعاون المجموعات المسلحة كلها مع أجهزة الدولة». وأشار بنعمر إلى أنه تواصل مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجهورية الذي بدوره «أرسل طائرة خاصة لنقل الجرحى من صعدة»، معربا عن تمنياته أن «يكون وقف إطلاق النار دائماً وتليه خطوات لحل المشكلة بشكل جذري». وتابع قائلا «يجب أن لا ننسى أن اليمنيين اتفقوا على أن الحوار الوطني الشامل هو الوسيلة الوحيدة لحل جميع القضايا المستعصية، وفي هذا السياق كان هناك فريق خاص يتعلق بقضية صعدة»، معتبرا أن «النزاع الذي نشب في الأيام الأخيرة يهدد امن اليمن». وأردف المبعوث الأممي قائلا : «هناك حشود كبيرة الآن لمسلحين في مناطق مختلفة، وهذا الوضع طبعا له انعكاسات أمنية كبيرة». وفيما أشار إلى أن الخطوة التي تحققت حتى الآن تمت «بتعاون جميع الإطراف»، قال: «انا اغتنم هذه الفرصة لأشكر القيادات السلفية وأنصار الله على تعاونهم اليوم من اجل تمكين الصليب الأحمر الدولي من لدخول إلى دماج لإخلاء الجرحى». ودعا المبعوث الاممي جمال بنعمر جميع الأطراف إلى اعتماد لغة الحوار والتعاون وبالدرجة الأولى لمعالجة الوضع الإنساني الموجود الآن في منطقة دماج. وقال «يجب أولا أن نضمن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل من اجل حل الإشكالات الأخرى التي تقف وراء هذا النزاع». وأشار إلى أن «اليمن كان على حافة الدخول في حرب أهلية قبل سنتين لكن غلبت الحكمة اليمانية وتحلت القيادات السياسية بالشجاعة ودخل في عملية تفاوضية كان هدفها التسوية السياسية وبداية عملية التغيير السلمي في اليمن وهذا ما تحقق فعلا في اليمن، وفي هذا السياق تم التوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لاتفاق نقل السلطة وبدأت خطوات في اتجاه تطبيق هذا الاتفاق وقراري مجلس الأمن». وحث بنعمر الجميع على متابعة الجهود من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وانجاز المهام المقبلة وعلى رأسها صياغة الدستور الجديد، مبينا أن مؤتمر الحوار الوطني في مرحلته النهائية وتم خلاله نقاش القضايا المستعصية التي يعاني منها اليمن. وقال: «ما يحصل الآن في الحقيقة هو نتيجة تراكمات منذ سنين طويلة»، موضحا أن اليمن «وصل إلى مرحلة انعدم فيها الأمن في عدد من المناطق، وضعفت فيها الدولة في عدد من المناطق، وهناك تحد امني واضح», منوها بما قام به الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي و حكومة الوفاق لمعالجة الوضع الأمني في الفترة الأخيرة والجهود الكبيرة من اجل إعادة هيكلة القوات المسلحة، وإعادة إصلاح الأجهزة الأمنية إلى جانب تشكيل لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار التي قامت بإخراج عدد من المليشيات من المدن وفتح الطرق. ومضى قائلا: «التحديات الأمنية مازالت موجودة فعلا لكنها نتيجة تراكمات، ويجب أن لا ننسى ارث الماضي، لكن المهم أن اليمنيين يدركون انه لا يمكن تحقيق قفزة نوعية إلا من خلال تحقيق التغيير السلمي، حوكمة جديدة، بناء دولة جديدة مبنية على مبدأ سيادة القانون». ودعا بنعمر جميع الإطراف اليمنية المتصارعة والتي تستعمل السلاح والعنف إلى الجلوس على طاولة الحوار وإنهاء الخلافات من خلال الحوار المسؤول والبناء، مؤكدا قدرة اليمنيين على إنهاء الخلافات بالحوار ومتمنيا أن يتحقق ذلك في وقت قريب. إلى ذلك تم أمس نقل الجرحى والمصابين من منطقة دماج بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والبالغ عددهم 23 جريحا سيتم إدخالهم المستشفيات لتلقي العلاج اللازم . ذكر ذلك محافظ صعدة فارس محمد مناع الذي أوضح إنه تم تأمين دخول فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى منطقة دماج لنقل الجرحى لتلقي العلاج بالمستشفيات . وأشار المحافظ مناع إلى أن المرحلة القادمة بعد عملية إخلاء الجرحى تتضمن تنفيذ بنود الاتفاقية بين الطرفين التي وجه الأخ رئيس الجمهورية بتنفيذها . من جانبه أشار ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن سيدريك شفايدزر إلى تمكن اللجنة الدولية أمس من الدخول إلى دماج وتقديم المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات .. منوها بتعاون السلطة المحلية بمحافظة صعدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوصول إلى الجرحى والمصابين . بدوره أشار مدير مكتب اللجنة بصعدة ديفيد قوشمان إلى أن عمل اللجنة الدولية محايد ويهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق النزاعات والمواجهات . وقال « إن فريق الصليب الأحمر حريص على إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء وعلاج لكافة المتضررين بغض النظر عن من يكونون».