أستعرض فريق من منظمة الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن أمس بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين أمام عدد من ممثلي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة الوضع الإنساني في اليمن وآثاره المحتملة . وفي اللقاء الذي اثري بالنقاش الهادف والبناء من قبل الصحافيين أكدت نائبة مدير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في اليمن جين أمبكايما أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن ما تزال كما كانت عليه منذ إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن في ديسمبر2012م . وقالت إن عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية يصلون إلى حوالي 13.1 مليون شخص في جميع إنحاء اليمن. وأوضحت أن شركاء العمل الإنساني يستهدفون 7.7 مليون شخص لمدة سنة لأسباب تتعلق بالوصول والأوضاع الأمنية وقدرات التنفيذ والقيود المفروضة على الموارد. عبرت عن قلقها للوضع الذي تشهده منطقة دماج بمحافظة صعدة وتردي الوضع الإنساني فيها، معربة عن أملها في توقف الحرب الدائرة ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تشهد صراعات مسلحة. وأشارت إلى أن الإستراتيجية العامة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2013 لم تتغير وستواصل منظمات الأممالمتحدة عملها في إنقاذ الأرواح ومنع حدوث زيادة إضافية في معدل وفيات السكان من ذوي الاحتياجات الإنسانية من خلال توفير التغذية والمياه والصرف الصحي والخدمات الصحية الأولية والمساعدات الغذائية. وقالت إن تقديم المساعدات الإنسانية سيتم وفق الاحتياجات القائمة . وأن خطة العام القادم 2014م ستشمل تنفيذ برنامج لبناء القدرات للجهات الحكومية وغير الحكومية وبما يمكنها من تقديم الخدمات الإنسانية في المناطق المحتاجة. ولفتت إلى أن ورشة عمل ستعقد خلال فترة الأيام القادمة وبمشاركة الصحفيين لتقديم صورة وفكرة واضحة لما يقوم به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن . ولفتت جين أمبكايما إلى مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية بصدد إعداد وثيقة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للتعريف بالمناطق التي سيتم التدخل فيها . من جانبه أوضح مسئول الاتصال والمعلومات بمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوغوسوا اريك ايولوت أن اليمن شهدت انجازات على المستوى السياسي والحوار الوطني غير أن الوضع الإنساني ما يزال في اسواء أحواله نتيجة الفقر المدقع وارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار الصراعات المسلحة في بعض المناطق والعادات والتقاليد السيئة ومحدودية الفرص . وقال إن حدة الأزمة الإنسانية في اليمن ستفاقم ما لم يتم مواجهتها . مشيرا إلى أن مسح البرنامج الأغذية العالمي قد اظهر أن 43% من سكان اليمن ينعدم لديهم الأمن الغذائي وأن قرابة نصف هذا العدد يعانون من اسواء أنواع الأمن الغذائي. موضحا أنه قد حدث تحسن بسيط بنسبة 1% عما كان عليه الحال العام الماضي في هذا الجانب. مستعرضا المشاكل التي تواجه سكان اليمن وتفاقم الوضع الإنساني فيه والتي منها سوء التغذية الذي يعاني منه نحو مليون طفل يمنى ، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي والتعليم .لافتا إلى أن 8,6 مليون من سكان اليمن يفتقرون إلى الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك صحة الأم والطفل. وأن 52% من السكان يفتقرون إلى الوصول إلى مياه مئمونة والى شبكات الصرف الصحي السليم. ونوه بتردي الوضع الإنساني في اليمن والذي يزداد خطورة نتيجة تحديات عدة منها أن استمرار مشاكل النزوح الداخلي ، وعودة مئات الآلاف من اليمنيين من السعودية ، ووصول عشرات الآلاف من اللاجئين الأفارقة إلى اليمن .مؤكدا أن العمل والاستجابة الإنسانية في اليمن ما يزال يواجه تحديات كبرى نتيجة الأوضاع الأمنية وقلة التمويلات اللازمة . وتطلع إلى أن يقوم الإعلام بدورة المطلوب في تناولة للوضع الإنساني والتحديات التي تواجه اليمن في هذا الجانب من خلال تسليط الضوء بشكل أوسع على حجم المشكلة والتحديات الإنسانية التي تواجه اليمن . هذا وكان مسئؤولو الإعلام والاتصال في عدد من منظمات الأممالمتحدة قد تحدثوا خلال اللقاء حول بعض الجوانب التي تقوم بها منظماتهم في مجال العمل الإنساني في اليمن . حضر اللقاء مسئول مركز إعلام الأممالمتحدةبصنعاء عبد السلام احمد شرف الدين.