يوم السبت ( 30 نوفمبر ) يكون عمر الاستقلال الوطني الناجز لما كان يسمى (الجنوب العربي)، والذي صار يحمل مسمى (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) بموجب المفاوضات في جنيف والتي كانت ثمارها وثيقة الاستقلال المكونة من (17) مادة، ونشرتها وسائل الإعلام حينها، وصدق عليها مجلس العموم البريطاني في (يناير 1968).. كما نشرها الأخ محمد سعيد عبدالله (محسن) في كتابه الشهير (عدن.. كفاح شعب وهزيمة إمبراطورية ) والتي بدت في ثلاثة محاور هي (تفاهمات ونقاشات - مذكرة تفاهم للاستقلال - ثم صيغت كوثيقة نهائية معترف بها) وهي في أرشيف بريطانيا كوثيقة استقلال ناجز .. يكون عمره اليوم (46) عاماً. اليوم ، ونحن نتحدث عن مرحلة تاريخية كانت نتاج كفاح مسلح، مرير، وتضحيات جسام، ودماء سالت، إنما نتحدث عن استقلال ، وليس جلاء ، كما يصوره البعض في حين القاصي والداني يعلم ذلك ، ولا داعي لتكرار ذلك! أما الجلاء الذي كان مزمعاً في ( فبراير 1968).. فقد سقط تحت ضربات القوى الوطنية وإسقاط المناطق وفرض الأمر الواقع لسلطة الثورة والثوار، وقبلت بريطانيا بذلك خوفاً من فقدانها أعداداً كبيرة من قواتها، إن هي استمرت على تعنتها في فرض ما يسمى ( الجلاء ). لكن الجلاء نفسه معروف أنه كان يمثل خروج آخر جندي بريطاني من عدن في منتصف ليلة (29 نوفمبر 1967).. وهو الجندي (مورجان) الذي ركب السفينة وغادر كآخر بريطاني يغادر بلادنا .. لكن البعض يفلسف الأمور على أنها ( جلاء ) وهذا يعني إسقاط المقاومة والثورة التي استمرت (4 سنوات) تكللت بهذا الاستقلال الناجز وبشهادة البريطانيين أنفسهم. عموماً نحن اليوم نعيش على ذكرى عطرة، حفرت في العقل والقلب برغم ما لدينا من تحفظات (اليوم) على مجريات سنين مضت وغيرت ما كنا نحلم به لكن يظل الاستقلال هو الحرية واستعادة الحق الذي ضاع لمدة (139) سنة، وعاد، وفي العود .. أحمد مع مالحق ذلك من فاتورة باهضة يدفع ثمنها حتى اليوم!. اليوم .. نقف بإجلال ليوم الاستقلال ولصناعه الأماجد .. وهم نسيج يمني كان همه الاستقلال .. وليس أي شيء آخر وتحية إجلال للشهداء الأبرار ولمن لازال يعيش بيننا ولو حتى على هامش الحياة.. فلن ينساهم التاريخ أبداً.