فجر مستشار المعلوماتية الأميركي السابق إدوارد سنودن مفاجأة من العيار الثقيل عندما صرح مؤخراً بقيام وكالة الأمن القومي الأميركية بإنشاء أبواب خلفية في واشنطن تتجسس فيها على (50) ألف شبكة حاسوب حول العالم. وإدوارد سنودن عميل تقني لدى وكالة المخابرات المركزية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس بريسم إلى الصحافة. وفي يونيو من عام 2013م الحالي سرب سنودن مواد مصنفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومي، منها برنامج بريسم إلى صحيفة (الغارديان) و صحيفة ال(واشنطن) بوست. وكان مصدر قريب من قضية ادوارد سنودن، المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية قال إن واشنطن قررت إلغاء جواز سفر الأخير. وتوجه سنودن الذي تتهمه واشنطن بالتجسس في وقت سابق إلى موسكو من هونغ كونغ وطلب اللجوء إلى الإكوادور، طبقاً لما أعلنه ريكاردو باتينو وزير خارجية هذا البلد في أميركا اللاتينية. وأشارت الوثائق الجديدة التي كشفت عن محتواها صحيفة (نارسي هانديزبلند) الهولندية، إلى أن الوكالة الاستخباراتية قامت باستخدام برمجيات خبيثة لإصابة (50) ألف شبكة حاسوب في مناطق متعددة من العالم وفتح أبواب خلفية بها لاختراقها في أي وقت. وتعمل الأبواب الخلفية التي فتحتها وكالة الأمن القومي الأميركية في شبكات الحاسوب كخلايا تجسس نائمة يتم التحكم بها عن بعد وتفعل بمجرد ضغطة زر، حيث تستخدمها الوكالة في أي وقت لأغراض التجسس والحصول على المعلومات. واخترقت الوكالة الأميركية عدداً من شبكات الحاسوب ذات الأهمية الإستراتيجية في بعض من دول العالم، ومنها دول عربية مثل مصر والسعودية وليبيا والعراق. وتطلق وكالة الأمن القومي الأميركية اسم (برنامج سني) على تلك الأبواب الخلفية، ويخدم البرنامج الاستخباراتي هذا الدول المنضمة إلى تحالف (العيون الخمس). ويضم تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي خمس دول هي أميركا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وكندا، وكان "سنودن" قد أكد في تصريحات سابقة على وجود دور كبير لهذا التحالف في فرض الرقابة على الإنترنت. وجاء في وثائق سابقة نشرها ادوارد سنودن وكشفت عنها مؤخراً صحيفة (الغارديان) والمحطة الرابعة في التلفزيون البريطاني إن وكالة الأمن القومي الأميركية تمكنت من التجسس على مواطنين بريطانيين من خلال اتفاق سري مع السلطات البريطانية. وجاء في المعلومات أن السلطات البريطانية أعطت موافقتها في العام 2007م لمراقبة وتخزين البيانات المتعلقة بالاتصالات الهاتفية واتصالات الانترنت والبريد الالكتروني لبريطانيين من قبل وكالة الأمن القومي الأميركية. وجاء في مذكرة نشرت في مايو 2007م حول التجسس الالكتروني وكشفت عنها الصحيفة والمحطة إن مكتب الاتصال في واشنطن للخدمات البريطانية من أجل التجسس الالكتروني ووكالة الأمن القومي الأميركية قررا: "العمل معاً من أجل وضع سياسة جديدة تتعلق باستعمال معلومات بريطانية يتم اعتراضها عرضاً".