اضطرت شركة (تويتر) إلى تغيير خاصية «الحجب» بعد أن تسببت في موجة احتجاج من المستخدمين الذين قالوا إن السياسة الجديدة أفادت مسيئي استخدام خدمة (تويتر) على الانترنت. وجاء التراجع الذي أعلن عنه مؤخراً واحدة من أكثر الأمور حساسية بالنسبة للشبكة الاجتماعية بعد أن واجهت (تويتر) غضباً من المستخدمين لأول مرة منذ أن تحولت إلى شركة. ووفق التغيير الذي لم يدم طويلاً كان المستخدم الذي تم حجبه يستطيع أن يرى أو يرسل تغريدات إلى الشخص الذي قام بحجبه وان يظل الشخص المسيء خفياً عن الضحية وكأنه لم يرتكب أي جريمة. ووفق السياسة القديمة التي عادت مرة أخرى يستطيع المستخدمون منع المتحرشين من تتبعهم أو التفاعل مع تغريداتهم. كما يجري تعريف المستخدمين غير المرغوب فيهم بأنهم حجبوا. وقبل التراجع عن السياسة الجديدة، قالت (تويتر) إن التغيير يهدف إلى حماية ضحايا التحرش الذين يريدون التخلص من الرسائل المسيئة ويخشون من أن يعود عليهم حجب المسيئين بأعمال انتقامية. وكتب مايكل سيبي نائب رئيس المنتجات في الشركة بمدونته: «قررنا التراجع عن التغيير بعد رد فعل كثير من المشتركين. لا نريد أبداً تقديم خصائص (جديدة) على حساب تراجع شعور المستخدمين بالأمان». وفكر الرئيس التنفيذي للشركة ديك كوستولو في بادئ الأمر في مواجهة الغضب المتزايد بقوله إن الخصائص الجديدة على (تويتر) جاءت بناء على طلب كبير من ضحايا التحرش. لكن كثيرين لم يقتنعوا. وخلال ساعات امتلأت الخدمة بالمستخدمين الغاضبين من بينهم كثير ممن لم يستوعبوا الفارق الطفيف في السياسة الجديدة. ووقع مئات شكوى على الانترنت للتراجع عن ذلك التغيير. وارتفعت أسهم تويتر 35 % لتصل إلى 55.33 دولار في الأسبوعين الماضيين على ضوء توقعات المستثمرين بان الشركة بإمكانها المحافظة على النمو لأعوام وإنها ستصبح مركز ثقل في عالم الانترنت. وكانت موجة الغضب التي تعرضت لها تويتر حدثا نادرا للشركة التي عرفت دائماً بإرضاء مستخدميها الذين بلغ عددهم الآن أكثر من 250 مليون بأنحاء العالم. وتثير ظاهرة التحرش بالقاصرين جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدت دراسة حديثة صادرة من معهد «أوربان» للدراسات التقنية أن رُبع المُراهقات يتعرض للمضايقات والتحرشات من «أصدقائهن» الذكور عبر الشبكات الاجتماعية وخدمة التشات والاتصالات الهاتفية. وأكدت الدراسة أن التحرشات تبدأ بالرسائل المزعجة ولا تنتهي عند اختراق الحساب ونشر معلومات وصور تسيء لسمعة الضحايا. وكان موقع (فيسبوك) أعلن مؤخراً عن أداة جديدة تساهم في الحد من التحرش بالأطفال في بريطانيا. وتم تطوير الأداة الجديدة تطويرها مع (المركز البريطاني لأمن الإنترنت ومنع استغلال الأطفال)، وتسمح للأطفال والمراهقين بالإبلاغ عن راشدين يشتبه باستغلالهم الموقع بهدف التحرش الجنسي بالقاصرين. يذكر أن 48 دولة تعهدت العام الماضي بمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت، والعمل على بذل المزيد من الجهود لتحديد هوية الضحايا ومحاكمة المتورطين ومنع استخدام الصغار في الصور والأفلام الإباحية.