مديرية البريقة الساحلية المترامية الأطراف في محافظة عدن قبلة الزائرين من محافظة عدن ومختلف المحافظات لما تتمتع به من معالم حضارية وسواحل جميلة وبحر هادئ وقرى ساحلية سياحية تجذب لها السياح على مدى فصول السنة. زرناها مؤخراً بعد انقطاع دام أشهراً ، شد انتباهي نظافة شوارعها وأحيائها وأزقتها وحتى سوقها المركزي المزدحم بالسيارات والمارة والباعة لم نشاهد فيه تلك الأكوام من القمامة التي شاهدناها قبل أشهر والمجاري السائلة الطافحة في الشوارع والأزقة لم تعد موجودة لقد طفت بجميع الأحياء والأزقة وحتى المدارس لعل كاميرتي تلتقط لقطة واحدة لكوم قمامة أو مجار طافحة هنا أوهناك دون جدوى. دفعني فضولي الصحفي للذهاب إلى مبنى المجلس المحلي لمديرية البريقة والالتقاء بمدير عام المديرية الأخ خالد وهبي عقبة الذي استقبلنا بكل ترحاب وحفاوة بالغة وعند سؤالي له عن سر هذا التغير والنظافة الحاصلة في مديريته أجاب مبتسماً: النظافة هي عنوان كل مدينة وقد عملنا في قيادة المديرية على إعداد خطة شاملة للحملة الوطنية للنظافة التي دعت إليها قيادة محافظة عدن وصندوق النظافة وتحسين المدينة حيث تم رفدنا ببعض الآليات والمعدات الخاصة بالنظافة، هذا الدعم الذي كنا نطمح أن يكون أكثر من ذلك كون مديرية البريقة أكبر مديرية في محافظة عدن من حيث المساحة الجغرافية وهي تشكل نصف مساحة محافظة عدن.. إلا أننا بجهود عمال النظافة في المديرية بدأنا بتدشين حملة النظافة ورفع العوائق والبسطات والباعة المتجولين ومخلفات البناء من وسط الأسواق والأحياء والشوارع وكان للمواطنين في المديرية- الذين لمسنا منهم كل التعاون والتفهم لحملتنا- دور فاعل ورئيسي ساند عملنا كثيرا بعد أن لمسوا مدى النظافة في مديريتهم واختفاء أكوام القمامة وطفح المجاري حيث بادر المواطنون في المديرية بتشكيل فريق عمل ساهم في عملية النظافة كما وضعوا براميل قمامة أمام منازلهم لرمي المخلفات فيها بدلاً من رميها على الأرصفة والطرقات وهذا ساعد كثيرا عمال النظافة في تجميع القمامة من البراميل مباشرة. كما قام قسم التشجير في المديرية بمجهود كبير حيث عمل على تقليم الأشجار المنتشرة على طول الطريق الرئيسي لمركز المديرية بطريقة نمطية حديثة بواسطة ماكينة خاصة لتقليم الأشجار على شكل مربعات ما أضفى منظراً جميلاً للطريق وقد ساهمت شركة مصافي عدن ممثلة بالأخ الدكتور نجيب العوج بتقديم هذه الماكينة كما ستقوم الشركة أيضا بتمويل مشروع إعادة تأهيل حديقة عدن الصغرى ورفدها بمختلف العاب الأطفال. وللحفاظ على المنظر العام لكورنيش كود النمر وعدم خدش جماله وحجب الرؤية منعنا بناء الأكشاك وأي استحداثات على طول الكورنيش. وأضاف الأخ خالد وهبي: إشرافنا المباشر على الأجهزة الأمنية بعد ضم صلاحياتها إلى المديرية ساعد كثيرا في الحد من وقوع الجرائم ومتابعة أعمالهم اليومية وانتشار رجال المرور في المدينة أدى إلى انضباط سائقي السيارات والمركبات بقواعد المرور وتخفيف حدة الازدحام الحاصل في السابق لذلك نحن نسعى إلى تفعيل دورهم وانتشالهم من الركود. * ما هي الصعوبات التي تعترض عملكم في المديرية؟ ** أهم الصعوبات هي كبر المساحة الجغرافية للمديرية التي تمتد من مدينة إنماء حتى منطقة مشهور بالقرب من باب المندب، وتوجد عدة قرى نائية في هذه المساحة بحاجة إلى النزول المستمر لتفقد أوضاعها وتقديم الدعم اللازم وبناء بعض المدارس ورصف الطرقات ومتابعة أعمال النظافة.. لذا نطالب بدعمنا بمزيد من سيارات نقل القمامة والآليات والمعدات الخاصة بأعمال النظافة. * مدى علاقتكم بالسلطة المحلية في المحافظة؟ ** علاقتنا بالسلطة المحلية في المحافظة جيدة جداً ونشكر الأخ المحافظ المهندس وحيد رشيد والمهندس قائد راشد انعم المدير التنفيذي لصندوق النظافة لدعمنا وزياراتهما التفقدية المستمرة للاطلاع على أحوال المديرية. * ما هو تقييمكم لعمل عام كامل في مديرية البريقة؟ ** أجاب الأخ خالد وهبي قائلاً: يشهد عملنا الكثير من السلبيات والإيجابيات ونعمل جاهدين أن تكون مديرية البريقة في مقدمة المديريات حيث عملنا على استكمال المشاريع المتبقية والمرحلة من العام السابق وكذا البدء في المشاريع الجديدة، كما نعمل بالتنسيق مع المجلس المحلي والهيئة الإدارية من أجل تنفيذ عمل البرنامج الاستثماري والمشاريع التنموية وخطة العمل السنوي. ومن ضمن أعمالنا اليومية نقوم بحل مشاكل المواطنين والنزاعات التي قد تحدث هنا أو هناك ونتابع باستمرار عمال النظافة حيث أن المديرية كما ذكرت تشكل نصف مساحة محافظة عدن ونبذل الجهود من أجل إدخال الخدمات إلى مناطق الأطراف (قعوة وبئر أحمد وعمران وبعض القرى الأخرى) مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي وكذا المراكز الصحية المتواجدة فيها ورفدها بالأجهزة والمعدات الطبية. نتمنى أن تشهد مديرية البريقة خلال العام القادم مزيداً من المشاريع الخدمية التي تصب في صالح خدمة المواطن كما نتمنى أن تشهد بلادنا في العام القادم الأمن والاستقرار وأن يعم الخير على اليمن عامة وعدن خاصة. بعد لقائنا بمدير عام مديرية البريقة قمنا بزيارة مدرسة المسيلة للتعليم الأساسي إحدى مدارس المديرية ورغم كبر مساحة هذه المدرسة إلاّ أننا لمسنا مدى نظافتها وتشجيرها وعند سؤالنا مدير المدرسة عبدالحكيم الزواهي عن ذلك قال: المدرسة تضم 800 طالب وقمنا بتشكيل فرق عمل ولجان من الطلاب تعمل على نظافة المدرسة ومتابعتها أولاً بأول وهذا هو سبب نظافة المدرسة المستمر. وفي جولة البريقة عند مدخل المديرية التقينا برجل المرور المساعد محمد زين محمد الحربي حيث قال: خدمت في المرور 20 عاماً ولازلت وأجد سعادتي أثناء تأدية واجبي في تنظيم حركة المرور وسير الآليات وتعاون المواطنين معنا ممتاز جداً ونتمنى ان يستمر هذا التعاون للمصلحة العامة. والتقينا أيضاً بالأخت سعيدة جمعان عاملة نظافة في أحدى الأحياء التي أشاد بها بمجموعة من الساكنين في الحي حيث قالوا إنها عاملة نشيطة ومن أكفأ عمال النظافة في المديرية انضباطاً وحضورا وعملاً. كما قمنا بزيارة نادي شركة مصافي عدن والتقينا بمدير النادي الأخ إبراهيم خلف الذي قال: يضم نادي شركة مصافي عدن قاعة اجتماعات ومطعماً وملعباً للبلياردو ومنتجعاً سياحياً مجهزاً بالعاب الأطفال ومسبحاً مغلقاً ونستقبل فيه الزوار من العائلات من مختلف المناطق مقابل مبلغ رمزي رسوم الدخول حيث تقضي العائلات فيه أوقاتاً آمنة دون أي مضايقات لوجود حراسات أمنية تمنع دخول العابثين.
