الزيف والخداع عبر الانترنت ووسائله الحديثة موجود ولا مفر منه حيث تجد من يلبس أقنعة مزيفة يخدع بها من يتعامل معهم. وتجعل المستخدم يتقن الدور الذي سوف يمارسه على الآخر جيداً ولا يوجد من يحاسب مثل هؤلاء إذ أنك لا تستطيع أن تعرف حقيقته أو لماذا اختارك وخدعك وكذب عليك فقانون الإنترنت لا يحمي المستخدمين من المخادعين والمحتالين فيجب عليك أنت أيها المستخدم أن تحمي نفسك من أن تفشي بسرك لأحد لا تعرفه أو تثق به خلف هذه الشاشة فتصبح يوماً ما نادماً على دخولك إليها وتصبح الشبكة العنكبوتية شبحاً ينسج خيوطه على معالم وتفاصيل حياتك الشخصية فلا تأمن مواقع التواصل الاجتماعي أو الفوري تجنباً لأي حوادث قد تقع فيها ولا تعرف سبيل الخروج منها. قام باحثون يدرسون العلاقات الإنسانية عبر شبكة الإنترنت بتلخيص يشير إلى أن احتمالات كذب بعض الأشخاص على الانترنت أكبر من احتمالات كذبهم إذا ما واجهوا غيرهم وجهاً لوجه كما وجدوا أن احتمالات تغيير أي مستخدم للانترنت لهويته الحقيقية مثيرة للدهشة فالانترنت يوفر الغموض، الذي يكون ضرورياً في بعض الأحيان مثل مناقشة القضايا السياسية والثقافية أو بعض القضايا الحساسة، لكن هذا الغموض يمكن استغلاله أيضاً لتحقيق مكاسب عاطفية، شخصية أو مادية أو حتى سياسية. والبعض لا يزال ضميره غائباً ويستغل الآخرين للإيقاع بهم عبر شبكات التعارف الاجتماعي أو مدونات خاصة به ينسجها من حياته المزيفة واختياره لاسم مزيف وصورة مزيفة وحياة مزيفة يجذب بها مشاعر وعقول الباحثين عن المزيد من الكذب واللهو والخداع ويستغل جانب العاطفة لديهم.. ولا يزال الكثيرون نائمين بل هائمين ينتظرون المزيد من الأقنعة المزيفة التي تخدعهم ولا يتعلمون من الدروس السابقة. في الواقع كل شخص له هوية واحدة واضحة، لكن على الانترنت لا يوجد ما يلزم المستخدم أن تكون له هوية واحدة. والمدافعون عن علاقات شبكة الانترنت يعتقدون أن التعرف على شخص آخر عن طريق تبادل الأفكار والمشاعر قبل رؤيته وجهاً لوجه أمر إيجابي، لكنه متاح أمام كل من تسول له نفسه استغلاله ففي غرف الدردشة مثلاً يمكن للمستخدم تغيير اسمه ونوعه وجنسيته وحالته الاجتماعية بضغطة زر وقصص من خدعوا في علاقات غرامية بدأوها على الانترنت تملأ صفحات الجرائد، وهناك بعض القصص يمكن أن تتسبب في مشاكل عاطفية لمن يصدقون بها، ويقول بيل توماس مستشار الانترنت إن الخط الفاصل بين هوية الشخص الحقيقية وهويته على الانترنت غامضة، لكن إذا بدأ الإنسان في الاهتمام بشخص ما فعليه التحري عنه بدقة أكثر لتجنب الألم والوقوع في المشاكل..