بالجلد والمثابرة يواصل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي جهوده الوطنية الدؤوبة لاستكمال مسار التسوية السياسية التاريخية التي اجترحها اليمنيون وهم يسطرون دروساً بليغة في الاحتكام إلى لغة العقل والحوار عوضاً عن الذهاب إلى مجاهل الاحتراب والاقتتال، حيث كان - ولا يزال - الرئيس هادي عند مستوى الثقة التي منحتها الجماهير اليمنية والأسرة الدولية لقيادته الحكيمة في إخراج الوطن من أزمته وحشد كافة القوى السياسية لإنجاز هذه اللحظة التاريخية وعلى قاعدة التوافق الذي وضع اليمن مجدداً على مساره الصحيح لخوض معترك المصالحة والاستقرار والتنمية الشاملة. إذاً فلا غرابة أن نجد بعض القوى المتضررة من نجاح التسوية السياسية ومن انتقال الوطن إلى مرافئ الأمن والاستقرار تعمل على توظيف نزعاتها العدائية في اتجاه استهداف هذه الإنجازات الحضارية ومحاولة النيل من جهود الأخ الرئيس هادي وهو يمضي قدماَ متحملاً مشاق هذه المرحلة بكل اقتدار وحنكة، الأمر الذي حدا بهذه القوى المتكَئة على إرث الماضي ونهجه التسلطي إلى شحذ سكاكين العداوة وتسليط بعض الأصوات والأقلام المرتعشة للنيل من القامات الوطنية ومحاولة التشكيك في سلامة ومنطلقات مخرجات الحوار عبر إثارة الشائعات وتلفيق الأكاذيب، فضلاً عن محاولة تفخيخ الأجواء السياسية و الإضرار بالسلم الاجتماعي وارتكاب أعمال الإرهاب والتقطع وتخريب شبكات الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز.. وقد حان الوقت الآن - وليس غداً - لتعرية مرتكبي هذه الجرائم التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم وملاحقة رموزها واتخاذ الإجراءات القانونية لردعهم ومعاقبتهم جراء الآثام التي تقترفها أيديهم يومياً وهم يسعون دون كلل في محاولة ضرب الاصطفاف الوطني وخلق العراقيل أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ولا شك في أن تجربة التوافق المتميزة التي خاضها اليمنيون طيلة الأشهر العشرة الماضية من عمر الحوار الوطني هي بمثابة الرد الحاسم على تلك العصابات ،إذ عبرت بجلاء عن المخزون الحضاري الذي يتمتع به الإنسان اليمني.. ولقد جاء تثمين تلك الخطوات الرئاسية البناءة التي كانت نتاج التوافق الوطني معبرة عن تأييد مسار مخرجات هذه التسوية السلمية، إلاَّ أنه ينبغي الإشارة إلى طبيعة تلك التحديات التي تكتنف المرحلة المقبلة في إطار مسار هذا التحول لعل في طليعتها التحديات الاقتصادية والأمنية..وهو ما يتطلب من مختلف شركاء التسوية مواصلة هذا العطاء وبنفس الوتيرة العالية من الإخلاص والتفاني حتى يتمكن الوطن من التغلب على مجمل تلك التحديات والاستفادة من مناخات الإجماع الأممي غير المسبوق لرعاية ودعم مسارات هذا التحول الحضاري بقيادة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي الإطار الذي يحفظ لهذه التجربة المتفردة أداءها المتميز ولليمن اضطراد التقدم والاستقرار والازدهار وعلى النحو الذي يحقق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في إقامة منظومة الحكم الرشيد وتعزيز أواصر اللُحمة الوطنية ومحاصرة تداعيات المشكلات الاقتصادية والأمنية والتي تمثل حجر عثرة أمام إنجاز تلك التطلعات التي لا تبنيها الأماني وإنما تحققها الأعمال.. والأعمال الخالصة والصادقة في المقام الأول.