دشن وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب أمس بالعاصمة صنعاء تقرير التقييم الشامل متعدد الابعاد لسبل المعيشة في المناطق المتأثرة بالنزاع في اليمن والذي نفذ بالتعاون بين وكالات الأممالمتحدة بقيادة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والحكومة اليمنية بقيادة وزارة التخطيط والتعاون الدولي وبمشاركة وزارات الزراعة والري والثروة السمكية والتعليم الفني والمهني والشئون الاجتماعية والعمل وبالتعاون الوثيق مع المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والمجتمع المدني في محافظات ابينوحجةوتعز كمرحلة أولى . وفي حفل التدشين أكد وزير الصناعة والتجارة سعد الدين بن طالب أن اليمن الجديد ما بعد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيكون قادرا على تجاوز التحديات والمعوقات وسيتمكن من تنفيذ المبادرات التنموية المستدامة لصالح لشعب اليمني . وقال إن المبادرات المحلية والوطنية ينبغي أن تعالج التحديات الواسعة في تحسين مصادر العيش بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة وإجراءات سياسية تعزز من خلق فرص عمل للشباب والمرأة ودعم قدرة الأسرة على الصمود وتعزيز أصول المعيشة لديها، خاصة أثناء أي نوع من الصراع أو الكوارث الطبيعية وفترة التعافي التي تليها. وأوضح أن اليمن منذ إعادة توحيدها عام 1990 شهدت أنواعاً مختلفة من الصراع بما في ذلك الكوارث الطبيعية والتي أثرت على السكان خاصة في المناطق الريفية التي لا يوجد فيها سوى خيارات محدودة في سبل العيش . وأشار وزير الصناعة الى أن الصراعات المسلحة قد ساهمت في تدهور نمط المعيشة وأثرت على سكان البلاد، مؤكدا ادراك الحكومة اليمنية لأهمية تقييم سبل العيش في مناطق الصراع الأربع ( أبين ، عمران ، حجة ، تعز) مما سيتيح للحكومة وشركاء التنمية تطوير تدخلات تستجيب للنتائج التى أسفر عنها هذا التقييم وتوسعته الى المحافظات الاخرى في مراحل مستقبلية. ولفت الى أن غياب التنمية المتوازنة في البلاد قد أسهم في حدوث عدم مساواة بين المواطنين والمناطق المختلفة وكان سببا ومصدرا رئيسيا للصراع . وقال إن نتائج هذا المسح ستفيد الحكومة في اطر التخطيط الوطنية القادمة التى ستوجه دعم شركاء التنمية في البلاد نحو ترميم وانتعاش مصادر العيش للسكان المتضررين في البلاد. وأكد أهمية السلام والأمن والشمولية في صنع القرار لأحداث تنمية مستدامة للشعب اليمني . وأن الأمن مسئولية مشتركة بين أجهزة الحكومة والشعب اليمني عامة ، آملا أن يكون التقييم بداية لعمل تقييمات أخرى كثيرة ، معربا عن استعداد الحكومة للعمل مع الشركاء المانحين في اتجاه انجاز نتائج حقيقية على أرض الواقع . من جانبه أوضح المنسق المقيم للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن التقييم الشامل المتعدد الأبعاد لسبل المعيشة في مناطق النزاع هو الأول من نوعه في اليمن وعالميا . وقال أن سبل معيشة السكان تستند في الغالب على وظائفهم، والشركات الصغيرة ، والأصول ، والخدمات العامة التى يتلقونها . وأشار الى أن التقييم يقوم بتوفير تحليل متعمق لنظم سبل المعيشة المختلفة للسكان المقيمين في المناطق المتضررة من النزاع في محافظات أبينوعمرانوحجةوتعز لتوفير فهم للمعوقات والأسباب والعمليات التى تسهم في زيادة الفقر والضعف. ولفت ولد الشيخ الى أن نتائج التقييم أظهرت مدى تأثر سبل المعيشة بالنزاع وكيف أن ديناميكيات النزاع أيضا تتأثر بالتغيرات في سبل معيشة السكان. وقال : من خلال النتائج تحصلنا على فهم أفضل للحياة والتحديات التى يواجهها اليمنيون المقيمون في المناطق المتضررة من النزاع ، بما في ذلك النساء والشباب على مستوى الأسرة والمجتمع .ولدينا ايمان بأن ذلك سيساعد شركاءنا في التنمية لتوفير حماية ودعم أفضل للسكان الذين يعيشون في المناطق المتضررة وتقديم أفضل للخدمات اللازمة للسكان وتلبية تطلعاتهم، إنشاء هياكل محسنة ومرنة من الحكم التشاركي وطبقات من الخدمات الاجتماعية. وأوضح أن التقييم يقدم لشركاء التنمية وبشكل واسع قاعدة من الأدلة المطلوبة لتصميم ورصد برامج بناء القدرات ، ويوفر معلومات مفصلة تسمح ببرمجة أكثر تركيزاً على النساء والشباب والفئات المهمشة في المحافظات الرئيسية المستهدفة ، مؤكدا أن اليمن هي الأولى في العالم التي اتخذت هذا النهج المبتكر لبحث سبل المعيشة والذي يقدم تحليلا حول الرابط بين الفقر والبطالة . وأشار الى أن نتائج التقييم أكدت أن معظم الأسر قد تأثرت بالنزاعات بشكل أو بآخر ، مشيدا بجهود الجهاز المركزي للإحصاء و تعاونه بإجراء التقييم والعمل البحثي . ولفت الى أن المرحلة الثانية من التقييم ستنفذ في خمس محافظات خلال العام الجاري 2014م ، مهنئا اليمن على نتائج الحوار الوطني والذي كان مسعى سياسيا فريدا وصعبا . وقال : لقد حان الوقت للعمل على ترجمة هذه النتائج لمصلحة الشعب اليمني والاستجابة للمطالب التي وضعت قدما منذ البداية من قبل الشباب قبل ثلاث سنوات ، وهناك حاجة ملحة لتوحيد الجهود من قبل جميع الأطراف لتأمين وتهيئة بيئة آمنة ومناسبة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني . هذا وكان الكاتب الرئيسي للتقرير ناريش سينغ قد استعرض خلال اللقاء مراحل انجاز التقييم ومكوناته والنتائج التي توصل اليها . حضر التدشين رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الدكتور حسن ثابت فرحان وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية والمهتمين .