دشنت وزارة الأوقاف والإرشاد أمس بالشراكة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الحملة الوطنية لمحاربة المال الحرام تحت شعار « معا لمحاربة أشكال وصور الكسب الحرام». في تدشين الحملة التي حضرها مستشار رئيس الوزراء ووكلاء الوزارة ومدراء عموم مكاتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة والمحافظات وممثلو هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ،أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد أن هذه الحملة من الأهمية بمكان حيث ترتكز عليها سلامة أو انحراف المسار في محاربة المال الحرام الذي أصبح داءً يتوغل في كثير من أوجه الحياة في بعدها العام وبعدها الخاص سواء في المؤسسات الرسمية أو الشعبية . ولفت إلى أن المال الحرام من أخطر الأمراض التي تدفع الناس للإفساد وإهدار ثروات الأمة والتعرض لغضب الله تعالى. وأشار عباد إلى أن وزارة الأوقاف والإرشاد وضعت أمامها مسؤولية تنفيذ هذه الحملة التي صدر بها قرار من مجلس الوزراء وإقامة شراكة مع العديد من المؤسسات الرسمية لمواجهة هذا الداء الذي لا ينحصر فقط في الرشوة أو النصب وإنما تتعدد أشكاله ليدخل في ضمنها قطع الطرقات وأعمال الخطف بقصد الابتزاز للدولة أو المواطنين وكذا تلقى أموال من الخارج لتنفيذ أعمال أجرامة تضر بالوطن ومنها تفجير أنابيب النفط وضرب أبراج الكهرباء وغيره من الأعمال المشينة. ولفت وزير الأوقاف والإرشاد إلى أن البلد خسر 400 مليون دولار خلال الأشهر الماضية جراء أعمال تفجير أنابيب النفط والتي تسببت كذلك في إحداث أزمة في المشتقات النفطية .. مؤكدا أن هذه الأعمال تستدعي وقفة جادة من المجتمع بشكل عام. ونبه الوزير عباد إلى أن أموال الأوقاف مهابة ومصانة بحرمة شديدة بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأمر الواقفين الذين جعلوها لله تعالى ، ما يجعل العاملين في الأوقاف في موقع خطير يجب أن يقدموا فيه القدوة والحرص والأمانة في الحفاظ على أموال الأوقاف وعدم العبث بها والتفريط فيها وأن يتم العمل بكل حرص لتحقيق مقاصد الواقفين. كما أشار إلى دور العمل الإرشادي في محاربة المال الحرام بمختلف الوسائل الممكنة باعتبار ذلك رسالة أخلاقية لوزارة الأوقاف في مجال مكافحة الفساد . وقال « إن مكافحة الفساد تمثل أهم ركائز ومخرجات الحوار الوطني وأهم معاني التغيير التي ارتكز عليها الحوار، ونحن نساهم من خلال هذه الحملة في مؤازرة جهود تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تمثل قيمة ومنجزا وطنيا عظيما يحمي الوطن من التآكل والاقتتال ويوفر مناخا جيدا للحرية والسلام والتنمية ، كما يدعو للاعتصام بحبل الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ». فيما أوضح نائب وزير الأوقاف والإرشاد عبداللطيف عبدالرحيم ووكيل الوزارة لقطاع التوجيه والإرشاد الشيخ حسين الهدار أن تعاليم الدين الإسلامي أعطت أهمية كبيرة للمال الحلال ونبهت على الخطورة العظيمة للمال الحرام . وأفادا أن الحديث عن المال الحرام في هذه الحملة يتعلق بالدولة والمجتمع على السواء وأن الحملة ستنفذ من خلال مجموعة من الوسائل تشمل المساجد وتوزيع المنشورات التوعوية في المساجد والأماكن العامة ووسائل النقل ورسائل قصيرة عبر شبكات الموبايل ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة وندوات ولقاءات وغيرها من الوسائل الأخرى وفق خطة شاملة قامت الوزارة بإعدادها في هذا المجانب. إلى ذلك أشار ممثل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد عمار الشيباني إلى أهمية موضوع الحملة نظرا لشيوع المال الحرام بشكل خطير، مؤكدا على التكامل بين وزارة الأوقاف والإرشاد وهيئة مكافحة الفساد في هذا الخصوص. بعد ذلك جرى نقاش مفتوح حول مختلف الآليات والبرامج الكفيلة بتحقيق التكامل في الجهود بين مختلف الجهات المعنية وبما يكفل النجاح في تنفيذ الحملة الوطنية لمحاربة المال الحرام. من جانب آخر عقد أمس بوزارة الأوقاف والإرشاد اللقاء الموسع لقيادة الوزارة ومدراء عموم مكاتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة والمحافظات برئاسة وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد. وكرس اللقاء لمناقشة جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بعمل المكاتب وصلاحياتها وبرامج عمل قطاعات الوزارة المختلفة والآليات الكفيلة بتطوير الأداء والارتقاء بعمل الأوقاف وتعزيز المشاركة والمساهمة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
