تشهد قاعة الفنان التشكيلي هاشم علي في المركز الثقافي بصنعاء هذه الأيام معرضاً تشكيلياً للفنانين ابتسام العلفي ود/ صلاح ردمان اللذين قدما (49) لوحة تشكيلية تنوعت في أفكارها وجمالياتها ومدارها الفنية. المعرض التشكيلي الذي يستمر حتى ال 10 من مايو انفردت فيه الفنانة التشكيلية "ابتسام العلفي" ب(21) لوحة فنية. أخذت معظمها طابعاً واقعياً تعبيرياً لما تحمل من معانٍ إنسانية ووجدانية تعبر عن قضايا واقعية خصوصاً قضايا المرأة ومعاناتها وأحزانها وأحلامها وأفراحها وإبراز بعض المظاهر الاجتماعية المحيطة بها. وأوضحت "ابتسام" في حديث ل "رأي نيوز" أنها تستخدم في بعض اللوحات مساحات لونية متضادة تقطع السطح المرئي داخل سطح اللوحة حيث يكون الموضوع واحداً ولكن المساحات اللونية متضادة بهدف خلق ما يعرف ب(الكنتراس) داخل المجال البصري للوحة. وقالت: توجد بعض اللوحات تعبر عن الأحياء الشعبية القديمة ولكن بخصوصية معينة في الأسلوب والتكوين ففي هذه اللوحات أتلاعب في التكوين العام للوحة من خلال أخذ عناصر معينة وتفكيكها من شكلها الواقعي ثم إعادة بناءها بتكوين جديد غالباً ما يكون هرمياً ذو عناصر متراكبة بعضها يغطي الآخر كما رسمت النساء بزي شعبي وبوجوده وأجسام وحركات مستديرة تنسجم مع تقويسات الأبواب والشبابيك الموجودة في العمارة اليمنية.وأشارت ابتسام أنها تلجأ في رسوماتها لاستخدام ألوان زيتية على قماش وألوان مائية وألوان باستيل على ورق ونحت بارز رليف مؤكدة أن المدرسة التي تنتمي إليها هي المدرسة الواقعية التعبيرية. بينما يؤكد الفنان صلاح ردمان من خلال (28) لوحة يزدهي بها الجناح الثاني من المعرض أن لوحاته في مجملها تحمل حالة من الرفض لكل ما يدعو لإعادة إنتاج الواقع المحلي كما يفعل الآخرون محاولاً تأسيس شفرة جديدة في إنتاج الرموز البصرية (كمنتج فني) والتي لا شك هي رسائل تمضي في قناة اتصال تدعى "الفن التشكيلي" لمتلقي عليه أن يرتقي مع الخطاب الجديد لفك شفراته حسب حديث الفنان ل(رأي نيوز). وقال: لايهمني المتلقي المحلي بقدر ما أحاول أن أقدم حفراً معرفياً وجمالياً يصل إلى مصاف التشكيل العربي والإنساني عن طريق استثمار خامات عديدة تجمع ما بين الغائر والبارز والإسهام بالبعد الثالث من خلال تعدد الملامس والتسطيح بألوان الزيتي والاكريلك والمعاجين المختلفة بصورة ذكية تسعى لخدمة العمل وإبراز مثولاته المغلقة والمفتوحة باتجاه تحقيق الحالة الجمالية الأرقى في ذاتية هي الأقرب إلى حالة الصوفية. مشيراً أنه لا ينتمي إلى مدرسة بعينها لكنه يجد نفسه قريباً من أسلوب الاختزال الذي يبتعد عن فلسفة الهدم والتشظي واللا تعيين.