بعد سنوات من صدور كتاب الناقد محيي الدين علي سعيد حول تجربة الشاعر الغنائي الراحل عبد الله عبد الوهاب نعمان الشهير بالفضول، صدر مؤخراً للباحث محمد حزام المشرقي كتاب بعنوان "جماليات الإبداع الثنائي" (الفضول .. وأيوب) يحكي عن الإبداع الثنائي للأديب الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان والفنان أيوب طارش عبسي . قدم الكتاب عرضا تفصيلياً لمستوى الإبداع الذي تميز به الفضول، وصورة توضيحية تبين سر التميز الذي طبع قصائده الشعرية التي انفردت بعمق الكلمة وأبعادها الحسية والمعنوية، فضلا عن العمق والشمولية التي ارتسمت بها مقطوعاته ولمحاته الشعرية الغنائية. وركزت مقدمة الكتاب على الحالة أو الظروف النفسية التي نسج الفضول من خلالها أبياته. ويصف المؤلف الفضول ب "الصامت الأكبر في جيله"، وأنه لا يمثل شخصاً شاعراً ولا كلمة عابرة ولكنه رمزاً لعصر شاعري وزمن شعري. وتحت عنوان " أيوب طارش .. عطاء ً شمولياً وحضوراً استثنائياً " عرض الكتاب تجربة الفنان أيوب التي انفردت بالتميز والحداثة، فضلا عن اللون الفني والحضور السحري لألحانه التي عبر فيها عن تجربته الإبداعية التي جعلت من أيوب مطربا متجددا في عطائه وعذبا في صوته وأداة تلتمع بأرق مشاعر الحنين التي تنبعث من طيات حنجرته وأحاسيسه. ويقدم الكتاب - طبقا لوكالة "سبأ"- نبذه عن حياة الفنان أيوب طارش ومراحل تطوره الغنائي، وكيف بدأت رحلته مع الأديب المرحوم عبد الله عبد الوهاب نعمان. وتطرق الكاتب إلى دور اللقاء الثنائي " الفضول , وأيوب " وأهميته في جماليات الإبداع في اللحن والقصيدة معاً. كما قدم الكتاب نظرة تاريخية بين الشعر والموسيقى، ولغة الحوار وأسلوب التجديد عند الفضول ولغته الشعرية، وكذا الرؤية المستطردة في القصيدة ودلالات القصيدة الغنائية الفضولية . وتضمن المحتوى قراءة تحليلية للنص الغنائي عند الفضول شملت قراءة تحليلية للنص من خلال الموسيقى وقراءة تحليلية في اللحن الأساسي للأغنية . ويستشف المؤلف صورة من الهاجس الوطني للثنائي في الشعر والأغنية، إضافة إلى جمالية الكلمة في قصائد الفضول والتي ما زالت تكشف عن عمق في رؤيته وبلاغته وفصاحته . وخلص الكتاب إلى جملة من الإستنتاجات ركزت على الوصايا الثمان التي للفضول في نصه " املئوا الدنيا ابتسامة" " وارفعوا في الشمس هامه" " واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاماً " " وذروا الحق هو المعنى الذي فيه تمضون وتمضون الحساما" " وأجعلوا وحدتكم عرشا له " " واحذروا ان تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساما" " وارفعوا أنفسكم فوق الضحى أبدا عن كل سؤ تتسامى ". كما خلص الكتاب إلى ان أيوب طارش عبسي سداسي الحركات وهو ما يتضح في براعته في اللحن وموهبته في الأداء مع تقاطيع نبرة صوته لمداخل الكلمة ومخارج الحروف مما يدل على معرفته بقواعد التجويد.