صدر أخيراً في صنعاء العدد السادس من مجلة (غيمان) الأدبية الفصلية التي تعنى بالكتابة الجديدة، وقد أحتوى العدد على جملة من الدراسات الأدبية والنصوص المتميزة. وبصدور هذا العدد الذي يحمل الرقم 6تؤكد (غيمان) استمرارية التميز كواحدة من أهم المجلات الأدبية في اليمن وفي الوطن العربي، إذ كتب الشاعر العربي الكبير جودت فخر الدين عن (غيمان) قائلاً: "نحن اليومَ، في الساحة الثقافية العربية، نشعرُ بالحاجة الماسّة إلى مجلّة أو مجلات أدبية جادّة، وقادرة على التعبير عن رؤىً جديدة حقّا. وقد بدا لي، من أعدادها السابقة، أنّ (غيمان) ماضيةٌ في سعيها إلى تحقيق الأهداف التي أعلنتْ عنها." مضيفاً: "ولتكُنْ (غيمان) قدْوةً لغيرها من مجلاّت عربية تبحثُ عن الجميل والجديد، وتسعى إلى إقامة الصداقة والتفاعل بين الأدباء العرب، وبينهم وبين أدباء العالم." فيما أشار الدكتور عبد العزيز المقالح في مقدمة العدد السادس إلى أن تجربة (غيمان) في اليمن "ضرورية"، مؤكداً على أهميتها "لإقامة جسور حقيقية بين المبدعين في هذا البلد وأشقائهم، القريب منهم والبعيد؛ حيث لم يبق من رابط وثيق وعميق يربط أبناء الوطن العربي الواحد سوى الثقافة وفي شكلها الإبداعي القائم على الشعر والقصة والرواية والمسرح، بعد أن تساقطت الروابط السياسية والاقتصادية أو كادت تغيب وتتلاشى." وأضاف المقالح "لقد كنا وسنبقى مؤمنين، أشد ما يكون الإيمان، بقدرة الإبداع الأدبي، بسلطته الأخلاقية أولاً ثم بسلطته الفنية واللغوية ثانياً، على أن يغير وأن يؤلف بين وجهات النظر المختلفة في زمن احتدم فيه الصراع بين المتماثلين، فضلاً على المتعارضين، وسادت حالات من التقاطع الغريب بين أبناء الرأي المشترك والخطاب الإنساني الموحّد جرّاء الأوضاع المقلوبة وغياب المعايير الضابطة لأساليب التعبير، والناظمة لمفهوم الوعي الاجتماعي المضطرب، والذي لم يعد قادراً على أن يؤسس لما يجمع الناس أو يحوّل اختلافاتهم الثانوية والطبيعية إلى منافسات بانية بدلاً من الخصومات المدمرة." وقد أحتوى فصل الدراسات على عدد من العناوين نطالع منها "نحو رؤية نقدية عربية معاصرة": وهب رومية، "نص (الطيور) للشاعر أمل دنقل" : ذياب شاهين، "وقفة نقدية مع دانتي": هادي محمد جواد، إضافة إلى الجزء الثاني من دراسة صبري الحيقي بعنوان "من إشكاليات النص". أما في فصل النصوص فنطالع نصوصا لكلاً من: عبدالعزيز المقالح، علي جعفر العلاق، إكرام عبدي، عبدالرزاق الربيعي، علي الحازمي، أحمد العجمي، عبدالله زيد صلاح، علي الأمير، غالية خوجة، أسعد البازي، الطيب طهوري، طه الجند وأسامة الزقزوق. وتضمن باب (سؤال الكتابة) آراء عدد من الفنانيين والأكاديميين اليمنيين عن واقع الفن التشكيلي المعاصر في اليمن ومواكبته للتيارات الحديثة. أما رسالة العدد، التي تأتي تحت مسمى (أما بعد) فقد كانت من الشاعر محمد عبد السلام منصور إلى الدكتور عبد العزيز المقالح بعنوان "جوانب إيجابية في حياة سجين" يشرح فيها الشاعر الكثير من الانطباعات والمواقف والرؤى السياسية والثقافية لتجربته في السجن. العدد تضمن أيضاً مجموعة من النصوص السردية لكلاً من: وجدي الأهدل، سلمى الخيواني، ماجد المدحجي وبشرى المقطري. وحمل ديوان هذا العدد عنوان "مروا خفافاً"، وهو عبارة عن مختارات من قصائد للشاعر والقاص اليمني عبد الناصر مجلي. وفي فصل (متابعات) نطالع العناوين التالية: "كاتب فرنسي مواطن عالمي": علي منصور، "شذرات من المشهد الروائي اليمني": سمير عبدالفتاح، "في ديوان (لمع سراب)": مرام اسلامبولي، "لوكليزيو، المسافر الأدبدي يأخذ جائزة نوبل": جمال جبران، "من الفلاح المحب للجميع": عبدالرحمن الغابري، هذا بالإضافة إلى عرض لبعض الإصدارات الجديدة قدم لها كالمعتاد الدكتور حاتم الصكر. فصل (شهادات)، الذي عاد في هذا العدد، تم تكريسه لشهادات نسوية عن الأدب السردي نطالع فيه شهادات لكلاً من: هدى العطاس، هدى النعيمي، نادية الكوكباني وزينب حفني. مختارات العدد خصصت لشذرات من أدب الجاحظ، واحتوت الهوامش الداخلية على مقاطع شعرية للشاعر الراحل محمد أنعم غالب الذي وافته المنية في ديسمبر 2008م ويتميز غلاف الإصدار الجديد من غيمان برسومات للفنان اليمني المبدع طلال النجار.