قال الدكتور مسعود عمشوش عضو الجمعية اليمنية لتعريب العلوم أن ما تمت ترجمته للعربية خلال 20 عاماً لم يتجاوز ال»4000» كتاب، وهي إحصائية هزيلة إذا ما تم مقارنتها بما ترجمته اليابان خلال عام واحد «1700» كتاب علمي. جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها مساء السبت الماضي بمؤسسة العفيف الثقافية بعنوان «الترجمة العلمية في اليمن» التي قدمها في إطار البرنامج الزمني لمشروع الثقافة العلمية والتقنية في اليمن – العلوم وانتصار الإرادة»، مضيفاً بأن اليمن تأتي في ذيل القائمة عربياً في الترجمة، مرجعاً السبب إلى استبعاد المنتج المترجم من الجوائز، إضافة إلى عدم اعتراف المؤسسات الجامعية بهذا المنتج. وكان عمشوش الذي يعمل نائباً أكاديمياً لكلية آداب عدن قد قدم استعراضاً لأزمة الترجمة العلمية عربياً قائلاً: «أن المشروع النهضوي العربي الذي أسس له محمد علي في مصر كان قد أبدا اهتماماً بترجمة العلوم والمعارف من اللغات الغربية إلى العربية، ولم يكتف محمد علي بإرسال البعثات للاطلاع على ما لدى الغرب من علوم حديثة بل قام بتأسيس مدرسة الألسن التي قامت بالإشراف على ترجمة بعض الكتب العلمية إلى العربية..وأشار عمشوش إلى أن مسألة وقوع العرب تحت طائلة التلقين للعلم أكثر من كونهم منتجين له، رغم بروز عدد لا يستهان به من العقول المبدعة والمبتكرة..منوهاً إلى بروز الترجمة العلمية كوسيلة يمكن من خلالها متابعة مستجدات العلوم والتكنولوجيا، إذا ما أردنا السير في ركب التقدم على حد قوله. وقدم الدكتور عمشوش لمحة عن الترجمة العلمية والترجمة الأدبية وأبرز الفروقات والصعوبات في الترجمتين، إلى جانب تقديمه لمحة عن تجربة جامعة عدن في تعريب العلوم، داعياً إلى إضفاء البعد العلمي على النص العلمي المترجم، معتبراً الترجمة فن والفن صناعة كما قال، وأستعرض في محاضرته جانبا من تجربته في الترجمة في كثير من المجالات، ذاكراً بعض الأخطاء التي وقع فيها، وأشار إلى أخطاء بعض المترجمين بسبب ضعف في مساقات الترجمة لدى المترجم..داعياً إلى إنشاء مجمع لغوي للترجمة كما هو حاصل في بعض البلدان العربية، إلى جانب تأسيس هيئة تعنى بالترجمة، وتفعيل دور الجامعات اليمنية في الترجمة. فيما قدم الناقد محمد ناجي أحمد مداخلة دعا فيها إلى تدريس اللغات الأخرى إلى جانب اللغة الأم في مرحلة الطفولة، لأن ذلك لن يؤدي إلى مزاحمة اللغة الأم كما يقال، كما أعتبر الترجمة إبداعاً بحد ذاته. يذكر أن مؤسسة العفيف كانت قد افتتحت صباح الخميس القادم تظاهرة الثقافة العلمية والتقنية في اليمن – العلوم وانتصار الإرادة» وتستمر 28 من مايو الجاري بالتعاون مع معهد البحث للتنمية بفرنسا، والمركز الثقافي الفرنسي بصنعاء، وتتضمن التظاهرة عدداً من الفعاليات الثقافية/العلمية ذات الارتباط الوثيق بقضايا الشباب. في هذا السياق صرح مسؤول الأنشطة الثقافية بمؤسسة العفيف ل (رأي الثقافية) قائلاً: إن المؤسسة تحرص من خلال هذه الفعالية السنوية على تعريف الشباب بأهم التحديات المستقبلية وكيفية مواجهتها، بالإضافة إلى إفراد مساحة لتوصيف حال الثقافة العلمية في اليمن وأهم المشكلات التي تعترضها وأوجه تطورها. و ينفذ المشروع من خلال تقديم فعاليات متنوعة تترجمها – المحاضرات العلمية الهادفة، ومعارض للابتكارات العلمية (قدرات إبداعية شابة) في مجالات علمية مختلفة، كما يركز المشروع على جانب التأهيل والتدريب لمجموعة من الشباب والمهتمين في مجال الحاسوب واستخداماته، وتعليم المصطلحات العلمية باللغة الفرنسية، إضافة إلى إقامة معرض لأهم المخترعات الشبابية والمجسمات، تشارك فيه عدد من الجهات ذات العلاقة، كجمعية المخترعين اليمنيين، وكلية الهندسة، وهيئة المساحات الجيولوجية.