الأخوة في وسائل الإعلام الحزبية والرسمية، المثل يقول: «حبل الكذب قصير»، لكن يتضح أن حبل الكذب في اليمن وفي وسائل إعلام السلطة وحزبها الحاكم خاصة طويل وطويل جداً ولا حدود له يطول ويقصر، يطول ويتمدد لكنه لا ينقطع مهما حاولت جره بالقوة، مثله مثل الجلد أو السير الذي يقول عنه المثل الشعبي الشائع (ادهن السير يسير)، والنظام والسلطة في اليمن وعبر خبرات وتجارب طويلة قد أوجدت جميع أنواع الدهون، بما فيها المبتكرة وبصناعة محلية يمنية، كتب عليها صناعة ذات جودة عالية كصناعة سمن البنت وغير ذلك من الدهون التي تعطي للسيور وللجلود اليمنية قوة هائلة، والقدرة على التمدد والبقاء على حالها لسنوات طويلة حتى ولو تعرضت لحرارة الشمس ولعوامل التعرية التي لا يمكن أن تؤثر فيها. الإخوة الأعزاء أوقفوا هذه المهازل، أوقفوا كل أنواع الكذب والتضليل، أوقفوا هرولتكم والجري السريع إلى الأمام، التي دائماً ما تزداد حدتها من خلال كبر حجم المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتعرض لها اليمن؛ نتيجة لعجز النظام الذي تديره وتتحكم فيه مراكز القوى والنفوذ ورموز الفساد في المؤسسات العسكرية والقبلية، والسرطان التجاري اللا وطني. أوقفوا هذه المهازل التي طغت على الحياة وعلى المجتمع اليمني وحشره هذه الأيام داخل معمعة الأكاذيب والتضليل وأساليب الخداع والضجيج الإعلامي بالحديث عن الوحدة والمخاطر التي تهددها والانفصال والانفصاليين، وكأن الوحدة سوف تنهار غداً أو بعد غد على يد أعدائها، مع أن اليمنيين جميعاً يدركون جيداً هذه الفرية الكبرى، وكل ذلك ما هو إلا ضجيج إعلامي ملائم به الدنيا كلها، ليس خوفاً على الوحدة كما تحاولون خداع الناس بهذه الادعاءات الكاذبة والتضليلية، وإنما لعجزكم وفسادكم في حل مشاكل اليمن واليمنيين، ونتيجة للسرقة ونهب الثروات الوطنية التي تمارسونها في وضح النهار، دون خوف أو وجل أو شعور بوخزة ضمير لأن العصا والكرباج بأيديكم وكل عوامل القوة والقهر والتخويف متوفرة لديكم بما فيها تلك القوى الجبارة والجيوش الجرارة المتنوعة الأسماء والمسميات التي تعرضونها في الميادين العامة وساحات العروض العسكرية حتى يشاهدها المواطن ويعمل حساباته ولا يفكر يوماً من الأيام عن معاداة النظام العسكري القبلي، في الوقت الذي يئن المواطن تحت وطأة الفساد والفقر وغلاء الأسعار برزت على أثرها العديد من الظواهر المرضية كجرائم القتل والثارات القبلية والسرقة والرشوة وممارسة الدعارة. في ظل هذه الأوضاع تتمادى السلطة في الحديث عن الوحدة والديمقراطية ومخاطر البلقنة والصوملة والأفغنة ولا تستطيع أن تقدم للمواطن اليمني شيئاً غير ذلك كل ذلك بهدف إقناع الرأي العام أن كل من يعادي هذا النظام هو عدو للوحدة وللديمقراطية وعدو لليمن وللشعب اليمني وللثوابت الوطنية، ذلك ما تردده وسائل الإعلام الرسمية على مدار الساعة هذه الأيام من حملات دعائية وتحريضية ضد العدو الوهمي الذي دائماً ما تخلقه من العدم ما دامت كل أنواع الجلود التي يشتهر بها اليمن واليمنيون في دباغتها وصناعتها في جميع مراحل التاريخ القديم، الحديث والمعاصر وما دام سمن البنت وغيره من الدهون متوفرة. ومع مرور الزمن والخبرات المتراكمة لدى أنظمة الفساد المتعاقبة فقد توفرت لديها كل صفات وعلامات النفاق والمنافقين، ومثلما رفعت شعارات الديمقراطية والوحدة أو الموت في اليد اليمنى في يوم من الأيام بهدم الخداع والتضليل فإنها قد رفعت اليوم في اليد اليسرى شعارات غير مرئية ومثلت لها ثوابت وطنية والذي يتمثل في من ليس فاسد ليس منا، ومن ليس منا ولا معنا فهو عدو لنا وللوحدة والديمقراطية وللشعب اليمني. كما أن الفساد في اليمن طويل الأمد ولا توجد له فترة أو مدة معينة تحدد مدى صلاحيته (EXPIRY DATE)، فهو صالح للاستخدام الآدمي لكل زمان ومكان، في اليمن الذي ظل متوفراً في عهود الغزاة والطغاة. وأخيراً إذا كان عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء حملات أبرهة الحبشي لهدم الكعبة قد قال «بأن الكعبة لها رب يحميها»، نقول لحكامنا بأن لليمن رباً وشعباً يحميانها.