بالأمس أعلن حزب رابطة أبناء اليمن «رأي» مبادرته الوطنية لحل الأزمة التي تخيم على البلاد وتنذر بعواقب وخيمة.. تأتي هذه المبادرة في وقت تداعت فيها الأوضاع وخصوصاً في مناطق التأزم التي تشهدها بعض المحافظات الجنوبية، وبوادر شرارات اندلاع حرب سادسة في محافظة صعدة أقصى الشمال، وفي ظل الاحتقان السياسي الخانق الذي يواكب هذه اللحظات المفصلية في تاريخ اليمن، والفراغ السياسي للأحزاب والكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والتي تراخت عن الظهور في كثير من أوجه العملية السياسية وبالذات خلال التصاعد العنفي الحادث على الساحة الوطنية، ما بين مواجهات بين رجال الأمن في المحافظات الجنوبية والتظاهرات والاعتصامات واحتشادات الحراك الجنوبي، وما بين الجيش وجماعة الحوثي في صعدة، والتي تحصد المزيد من الضحايا والخسائر، وتنذر بتوسع دوائر العنف الدموية.. وبينما كان المهتمون بالشأن اليمني يتوقعون حضوراً سياسياً للحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لإنقاذ ما تم إنقاذه، فوجئوا بالحزب الحاكم يدعو لاجتماعات المجالس المحلية والدعوة إلى حكم محلي (واسع كامل) الصلاحيات كخطوة وصفها الشارع السياسي للهروب إلى الأمام حتى أن هذه الدعوة لم يتم الاتفاق على عنوانها وشعارها من خلال ما ترفعه بعض المجالس المحلية من دعوة إلى حكم محلي واسع الصلاحيات، وأخرى تقول حكم محلي كامل الصلاحيات وما بين الواسع والكامل تاهت هذه الخطوة وأعلنت مبكراً عن فشلها، وكان الشيء المستغرب أن تظل أحزاب المشترك وبقية أحزاب المعارضة متقوقعة حول نفسها، وهي ترى فتيل الأزمة يشتعل هنا وهناك، وتخليها حتى عن حقها في المبادرة لإيجاد رؤية أو حلول وإن حصرت نفسها في وجود خجول تحت عباءة تصريحات فردية لبعض قياداتها، والوقوف بالظل خلف مبادرات دعت إليها منتديات وتجمعات مدنية تقف على رأسها شخصيات تنتمي أصلاً لقيادات بعض الأحزاب ليبقى الصمت والانتظار شعار المرحلة...