الله مع كل مسكين لا يملك قوت يومه أو حتى قيمة وجبة واحدة من يومه، مؤخراً قرأت في إحدى الصحف المحلية خبر مغادرة رئيس الاتحاد العام للتايكواندو موفق منصر إلى المملكة الأردنية الهاشمية للعلاج بسبب شعوره بآلام في معدته شفاه الله من آلامه ومرضه. بعد هذا الخبر بأيام معدودة التقيت برئيس رابطة مشجعي وحدة عدن راوح محمد راوح، وبيده كيس حالته أسوأ من صاحبه بداخله أوراق معاملة منحة علاجية للخارج، بسبب إصابته بورم سرطاني أعاذنا الله جميعاً من هكذا أمراض وشفا الراوحي منه آمين. الراوحي داخ ليس السبع دوخات، ولكن السابعة والسبعين دوخة منذ العام 2005م وهو يتنقل بين عدنوصنعاء في أروقة وزارة الصحة العامة والسكان ومكتبها بعدن والسلطة المحلية. لم أستطع أن أواري دميعات ربما كادت أن تسقط حينما أظهر ورمه بحنجرته التي لا ينزل يده من الإمساك به حتى يستطيع أن يتحدث مع الآخرين وإن بصعوبة وبحشرجات صوت أرهقه المرض والنواح في المدرجات طوال عقود عمره الخمسة. لم يتألم الراوحي من مرضه الذي يحمله في حنجرته الرياضية والذي ربما لا قدر الله يودي به يوماً إلى الموت، بقدر ما آلمه من خلال كلامه لي الكذب والالتواءات في التعامل واللف والدوران ومواعدته يوماً عن يوم وشهرا عن شهر وسنة بعد سنة، والتي كان آخرها اتصالاً هاتفياً تلقاه من وزارة الصحة إلى مقر إقامته بعدن؛ بهدف الحضور لاستكمال معاملة منحته العلاجية التي تحولت إلى محنة. الراوحي من مظهره وكلامه رجل بسيط، لا يمتلك قوت يومه؛ ناهيك عن أنه يعول أسرة، لا مصدر دخل لديه، ورغم ذلك تجشم الراوحي المجئ إلى صنعاء ليفاجأ بوعد عرقوبي آخر من وزارة الصحة العامة والسكان بتحديد موعد سفره في يناير العام القادم، في الوقت الذي كان يأمل أن يخبروه عن موعد سفر أقرب قبل أن يلفظ أنفاسه إذا لم يكن له في العمر بقية. فهل يا ترى سيمنح الراوحي منحة علاجية إلى الهند أم يا ترى ستأتي منحة الله تعالى له قبل منحته في الأرض الفانية؟!!. تساؤل آخر أين دور وزارة الشباب والرياضة في مصيبة الراوحي ومرضه؟، أليس الراوحي رياضي مثل بقية الرياضيين من حقه أن يحظى بدعم الوزارة على اعتبار أنه ألهب المدرجات وصنع جمهوراً وشارك في دعم الرياضة من موقعه على المدرجات ؟