أحزاب اللقاء المشترك أرسلت أربع رسائل للمؤتمر الشعبي خلال فترة لا تتعدى شهر واحد، وعلى الظرف كُتبَ اسم المرسل مرة باسم المجلس الأعلى، ومرة باسم أحزاب المشترك، ومرة باسم الثلاثة، ومرة باسم الخمسة، والمرسل إليه هو الدكتور الإرياني، وكان المرسل إليه في الظرف الأخير أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام.. ومن جانبه رد المؤتمر على الأربع بثلاث وربما تكون الرابطة قيد "السبك" وسترسل بالبريد السريع! موضوع الرسائل هو الحوار حول تنفيذ اتفاق فبراير الذين اختلفوا عليه منذ أول يونيو ولا يبدو أنهم سيتفقون قريباً.. لقد تحول بعض قادة هذه الأحزاب إلى مهمة ساعي بريد يُسلم رسالة ويستلم ردَّها.. وهذه طريقة يمنية جديدة في الحوار.. الحوار عبر البريد.. واحد يرسل رسالة يقول فيها: أنتم فعلتم وتركتم ونريد منكم كذا وكذا، والثاني يرد حياكم الله .. وصلنا خطكم وقرأنا ما فيه، لكن أنتم ما قرأتم خطنا، ونأمل أن تقابلونا يوم كذا في سوق الثلوث.. ويرد الآخر: قبل ما نتلاقي في سوق الثلوث عليكم أولاً حل مشاكل البلاد وتهيئة أجواء ملائمة في السوق حتى لا تحرجونا لأن الوجه من الوجه يستحي!! إن العملية الاتصالية بين السلطة والمعارضة مهما كان موضوعها يفترض أن تكون مباشرة وليس عبر "المكاتب" التي لم تعد حتى تستخدم بين المغترب في أقصى الأرض وعائلته في قرية القابل بهمدان... وعلى أية حال عندما تصل العلاقة إلى هذا الحد لا يمكن أن تنتج ثمرة جيدة، وإذا كان المؤتمر الشعبي العام يرى أن حواره مع المشترك حول تنفيذ الاتفاق الذي على أساسه تم تأجيل الانتخابات قد علق من قبل المشترك، وإذا كان حريصاً على تنفيذ الإصلاحات السياسية وإصلاح النظام الانتخابي فماذا يمنعه من القيام بذلك مع شركاء آخرين موجودين في الساحة السياسية، أما أن يؤخر الصلاة على النبي لما يأتي "عبلة" فهذا خيار غير مأمون؛ لأن الوقت يمضي بسرعة ولابد من إجراء الإصلاحات السياسية والانتخابية في الأوقات المحددة لها.