بعد أن أمضت الشاعرة اليمنية الشابة ميسون الإرياني فترة طويلة وهي تنثر أشعارها في منتديات الانترنت وصفحات الجرائد، من المتوقع أن يصدر لها قريباً ديوانها الشعري الأول بعنوان (سأثقب بالعاشقين السماء)، وبحسب الخبر الذي كتبه صدام الكمالي، الديوان سيصدر عن دار فراديس للطباعة والنشر في البحرين، وبتصميم أنيق للغلاف من مؤسسة مسرى للدعاية والإعلان. كتب مقدمة الديوان الدكتور عبد العزيز المقالح، ومما جاء في المقدمة قول المقالح: "تتناثر هذه الإشارات في ذهني ثم إلى الورق أثناء قراءتي المجموعة الأولى للشاعرة الشابة ميسون الإرياني، هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به والتي إن حافظت على براءتها الشعرية ونزقها اللغوي الجميل وإذا سلمت من قهر الواقع وسطوته سيكون للوطن منها شاعرة متميزة. ويضيف المقالح متحدثاً عن عنوان المجموعة: " عنوان المجموعة المثير هو (سأثقب بالعاشقين السماء) وقد وضعت على عتبته عبارتين جميلتين أولاهما للشاعر الألماني الأشهر(جوته) تقول: "الشاعر معلق بين السماء والأرض"، والعبارة الثانية للشاعرة نفسها وتقول : "الشعر غاية ترتبط بالوجود كالجنة تماما..." وتنقسم قصائد الديوان إلى قصائد ذات غنائية خافتة تلتزم التفعيلة، وإلى قصائد نثر تحلق خارج الوزن والإيقاع. ويختتم المقالح مقدمته بالقول: " تنساب ضفائر ميعادنا عند نبوءات لم تحترق. هكذا وعلى امتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل -عند أول الطريق- حضورا يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة. لتمضي بعد ذلك في إهداء المجموعة إلى كلِ من والديها، والشاعر الدكتور محمد المحجري، مختتمة إهدائها بشيء من التعميم " شكرا لكم.. كنتم أجنحتي" . تضمنت المجموعة تسعة وعشرون قصيدة، ومن عناوينها: حينَ تفرّ ُالخطايا، المساء هنا منهكٌ كالفضيلة، ما يتيسر، وتر، شقوق نهرٍ مسن، وطن بثمانية رؤوس، تَابُوتَهُ المَرْمَرِيّ، امرأة معلقة. من الأجواء الشعرية لميسون الإرياني نختار هذه المقاطع: (ورطة) خبئ الليلة في جيبك وقل للجلاد: مات الوقت هي لعبة جيدة أن تتحدث إلى نفسك أن تخبر النهر بأسرار الحب زاهية أنت لا تلبسي الماء لا تهدري غيمتك لا تقذفي بجسدك سيدركون انكِ ابتلعت الزمن ! (غيمة) عنيد هو النهار يرفض أن يخفض قبعته السماء عمياء الآن هكذا هو الغيم أكثر شغبا من "روبنسون كروزو" أيتها الشمس التهمي قلبي! (تعب) علميني كيف أربي نرجسة وحيدة لستُ أصغر من أظافرك ولستِ اكبر من ابتسامتي الصلعاء متعب هذا الوطن ومرهقُ حمق هذا البحر! (دعوة) قف قف لا بد أن تخلع نعليك حين تفكر فيّ أصغ لعزرائيل قدم له الشاي ودعه يروي لك الأخبار سله أن ينبئك عني, عن أشباح بابل والزهور التي أكلت القمر قل له إن يتوه قليلا حتى أنام لبرهة ثم أصحو لأتزين! (قلق) لماذا أتنفس ظنك؟ لا أريد أن أكون وحيدة فالصفصافة لا تضيع وأنا لا أخرج من علبة الدهر هي لا تغني حين تتفتح الأزهار الصفراء لمن سأرقص الآن؟!